أنا رجل و اتمنى أن أبكي و اعتقد أنني بحاجة ماسة للبكاء كما أنا بحاجة ماسة للضحك ......
لقد تعودت أن لا أبكي و للأسف تعودت هذا الامر ...........
رحل أخي عن الدنيا ....... و أذكر ذلك بالضبط في تاريخه في 27/10/2002 عندما اهتزت نابلس جميعها و ركض الناس في كل اتجاه .. و اطلاق النار دوَى و كنت قد حادثته قبل دقائق ... إلى ان أخبروني انه ارتقى ......
أذكر جيدا كيف كنت لوحدي في المكتب و قلت لمديري أن أخي استشهد و أنا مضطر للمغادرة و قبل أن أغادر رتبت مكتبي و نزلت للشارع
وركبت التكسي و كان سائق التكسي يتحدث عن حادثة الاغتيال .. فقلت له أوصلني للمشفى فالشهيد هو اخي
فصدم الرجل و اوصلني ...
كان باب المشفى مكتظا بالناس ... محاصرا برفاق السلاح ... الجميع يبكي ........
خرجت من باب السيارة كما يخرج رئيس الوزراء .. منتصب القامة و الناس يقولون لي .. مبارك استشهاده .. مبارك يا محمد و انا ارد .. الله يبارك فيكم
و كانت هناك امي رحمها الله تبكي بحرارة و أبي صامدا كالجبل .... تقدمت نحو أحمد و هو يتدلى على سريره .. على وجهه لمعان لم ألمحه عليه إلا في الشهر الاخير من حياته ... بريق رائع يخشع القلب ...و قبلت خدوده عن اليمين و عن اليسار و أثناء ذلك كادت الدمعة أن تنزل ... ولكنها لم تنزل .........
...........
ولكني أحيانا أبكي عندما أسمع درسا دينيا مؤثرا ......... و عندها والله أرتاح ..... أو أسمع قصة مؤثرة و لكني عشت القصص المؤثرة و لم أبكي .............
بنفس المبدأ ........... أحب الضحك وإن كان يحدث نادرا فو الله عندما تكون هناك نكتة رائعة و مضحكة و تستاهل الضحك أضحك من كل قلبي و عندها والله أرتاح جدا
أعشق البكاء ........... فيا رب تجعله من خشيتك يا الله