اختي الفاضلة .. لا تخافي ابدا من فوات الرزق .. فهذا امرا تحمله رب العالمين ..
و لن نخرج من هذه الدنيا ابدا حتي نستنفذ جميع ارزاقنا .. و لو ان الرزق بيد احد لسجدنا له من دون الله و لكنه بيد الله وحده و يجب ان تسلمي بذلك ..
و لكني اعتب علي زوجك ، اذا اهانه احد باللسان فاليهينه باللسان و ليس بالضرب ، ثم انه يوجد طرق كثيرة جدا لحرق دم الاخرين و بدون ان يعتبروها خناقة و لكي تنجح هذه الطرق لابد ان يمتلك زوجك برود رهيب كثلوج سيبيريا ، و مع احترامي الشديد للفظ الذي ساقوله و لكن ليس له تعبيرا اخر ، ان زملاء زوجك ناس ( لبط ) و اللبط لازم اللي يتعامل معاه يكون لبط اكثر منه ، و التريقة و الاستخفاف و السخرية اللاذعة بحرها واسع و ربما الغلاسة ايضا ، و الشكاوي للادارة الرئيسية قد تجدي .
و لماذا لا يحاول زوجك ان يدعوهم للتدين ؟ ربما يهديهم الله علي يديه و هذا افضل الحلول و اصلحها و اقربها للتقوي ، فهذا يذكرني بظروف مرت بي اثناء عملي في احدي الشركات الكبري ، فقد كان الغالبية العظمي من موظفي هذه الشركة بعيدين تماما عن التدين ، و كانوا ناس (لبط) شباب و بنات ، و كانت الشركة تقيم رحلة كل ثلاثة اشهر لاحدي القري السياحية و كان الذهاب لهذه الرحلة اجباري لان هذه الرحلة كانت للترفيه و التدريب في ان واحد ، و القري السياحية كما تعلمون بها اجانب و الاجانب يلبسون مايوهات بكيني ، و بها ايضا خمور (ويسكي) له تانكات كتنكات العصير و بجواره اكواب من يريد ان يشرب فاليشرب بلا مقابل ، و في المساء عروض راقصة لفرق رقص اجنبية ، و طبعا شخص مثلي متدين كانت الحياة بالنسبة له هناك هي الجحيم بعينه ، فكنت انام مبكرا بينما زملائي يشربون الخمر و يشاهدون العروض ، و كنت احاول ان ابتعد عن اماكن السائحين حتي لا اغضب الله بالنظر علي مناظر العري رغم انها كانت مناظر (اوعي) .. و لكني قلت الطيب احسن ، و توسمت في احد زملائي الخير و قلت في نفسي فالاحاول ان ادعوه للتدين عسي ان يهديه الله للتدين و كنا نجلس معا علي لسان في البحر و كان بيدي كوبا به مشروبا من المياه الغازية (حاجة ساقعة يعني ) و جعلت احدثة طويلا عن الله و النبي صلي الله عليه و سلم و اعجبه كلامي جدا و مال اليه بشدة و اصبحنا فعلا اصدقاء ، ثم سالني اتعلم ما الذي في هذا الكوب الذي امسكه ؟، فاخبرته انه ربما يكون عصير او مياه غازية (حاجة ساقعة .. مش كل شوية اقول .. اصحي ) فقال مبتسما انه ويسكي (خمره يعني ) ، فلم اصدقه و طلبت منه ان يريني الكوب و شممته و وجدته فعلا رائحته كالاكل الحامض ، رائحة بشعة لا يطيقها احد ، فسكبتها في الماء و وعدني الا يعود اليها ، و رغم انني معتدل في تديني لكن زملائي كانوا يرون انني متشدد ، و رغم رايهم هذا فكانوا لا يقبلون مني اي خطا و لو كان صغيرا ، فانا اعشق لعبة تنس الطاولة و لما رايتها في القرية لم استطع ان امنع نفسي ، و لا اذكر كيف تم التعارف بيني و بين هذه الفتاة الاجنبية ، فالمهم اننا لعبنا معا مباراة جميلة في تنس الطاولة و ما جعلني اتهاون في ذلك انني سالتها عن عمرها قبل ان العب معها (امام الناس طبعا) فاخبرتني ان عمرها عشر سنين ، فاعتبرتها طفلة و كبرت دماغي ، و لكن لجمالها الشديد ، فقد لام علي بعض زملائي ما فعلت ، فاخبرتهم بامر سنها و لكني حرصت علي الا اكرر هذا الفعل مرة اخري .
و حدث يوما ان تكلم مديري عن الدين و التدين بطريقة غير لائقة ، فحدثته بادب و لمته علي ذلك باسلوب مهذب و لكنه واجهه ذلك باسلوب غير مهذب بالمرة ، فانفعلت و (خرجت عن شعوري) و حدثت مشادة كلامية بيننا انتهت بنقلي لمدينة اخري ، ريثما تهدا النفوس بيني و بينه ، فقدمت استقالتي و رزقني الله بالعمل في شركة افضل منها ، و كان الاسلوب الامثل ان اقدم فيه شكوي رسمية للادارة المركزية للشركة و ليس الشجار معه .
عموما لا تقلقي اختي الفاضلة ، و الرزق قادم قادم فهذا امر محتم ، بارك الله لك و لزوجك .