هكذا قضيت اول ايام العيد في قسم الطوارئ اليوم في مشفى رفيديا
السلام عليكم
كل عام وانتم بالف خير و تقبل الله طاعتكم
مع صباح العيد و بعد الصلاة و تناول الافطار كان التوجه كالعادة إلى بيت الجدة ام ابراهيم
وهي والدة والدي
عندما زرناها في بيت احد اعمامي كانت حالتها الصحية متدهورة فهي تتناول اصناف عديدة من الدواء و قد خرجت الامس من المشفى
وقد بدت اليوم في مراحلها الاخيرة ...
اضطررنا لنقلها للمشفى و حملناها مسافات طويلة انا وابن عمي و اخي بين ازقة البلدة القديمة حتى وصلنا السيارة
و ذهبنا للمشفى الوطني "و هو مشفى باطني " و قد طلبو منا ضرورة نقلها الى مشفى رفيديا الجراحي ...
و صلنا إلى هناك من اجل عمل بعض الفحوصات الخاصة و صور الاشعة وغيرها و مكثنا هناك ساعة حي لم نجد في قسم الطوارئ مرضى او مصابين
و ما هي الا دقائق
وصلت حالة شخص مصاب يعمل بالاجهزة "الامنية" و هو مصاب برصاصة في الفخذ و البطن و بعض الطعنات .............. و تبين ان القصة ثارات بين ................... هنا في الضفة
و سط الالام و تجمع العناصر المسلحة و الصراخ من هنا و هناك و التهديدات و الوعيد و التعهد بالثأر و صلت الحالة الثانية ..
شاب في الثلاثين من العمر يرتدي الملابس الجديدة بوضع صعب جدا ... ليس مصابا و لكنه يحتاج إلى انعاش ... بدأت محاولات الانقاذ و التنفس الاصطناعي و كانت معه فتاة تبين فيما بعد انها اخته المتزوجة .. استمرت حالات الانعاش و الصدمات الكهربائية و سط بكاء حار ممزوج بمحاولة الفتاة خفض صوتها حتى بعد فترة توفي الشاب رحمه الله و كانت قصته ببساطة انه قدم في اول ايام العيد لبيت اخته ليهنئها بالعيد و يصلها ... فقال لها اشعر بنغزة في قلبي .. سقط على اثرها ... حتى وصل المشفى و نازع و مات امام عيوننا
خلال تلك الفترة و نحن ننتظر تفرغ الاطباء لجدتي
حضرت حالة اخرى كانت فتاة عمرها لا يتجاوز 13 عام يدها اليمنى محروقة حروق بليغة و كانت صامتة و لا تصرخ ...
وسط هرج و مرج حتى تم معاينة الجدة و القرار بمبيتها كانت تلك اللحظات المرعبة في قسم الطوارئ التي حدثت امام عيني
و حالات اخرى لم يتسع المشهد لرؤيتها بعد الاكتظاظ
وهنا اقول .........
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى كثيرا من خلقه
و اما آن للأمة ان تتعظ
فمن يعلم ان هذا الشاب سيسبق جدتي التي عمرها 90 عام إلى الموت
و المهم ماذا اعددنا لوقت لا نستقدم فيه ساعة و لا نستاخر
ولا ندري باي ارض نموت
إنا لله و انا اليه راجعون
كانت ساعات صعبة و عصيبة و هي من ابسط الحالات اذا ما قارناه بما يشاهده الاطباء هناك من حوادث سير و جرائم و موت طبيعي
ولكن