الطلاق الناجح - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-2009, 03:58 AM
  #1
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
icon14 الطلاق الناجح

أقرت جميع الأديان (بأشكال مختلفة ) الطلاق باعتباره وسيلةً للتخلص من العلاقة بعد أن أصبحت عبئاً على جميع أطرافها ، ففي حديث البخاري أن سيدنا إبراهيم –عليه السلام- قال لزوجة ولده إسماعيل التي شكت حاله قولي له: يغير عتبة داره، ففهم إسماعيل من ذلك أنه ينصحه بطلاقها، فطلقها .
واهتمام الإسلام بالطلاق جزء من اهتمامه بسعادة الأسرة إذا انقلبت أسباب السعادة السابقة إلى أسباب شقاء ، لكي يبحث كل طرفٍ لنفسه عن سعادته مع آخر . ولهذا وجدنا القرآن يُفرِدُ سورة كاملة اسمها " سورة الطلاق " وفي سورة البقرة يستفيض في ذكر أحكام الطلاق فيما يقارب " نصف حزب " .
ولئن كان الطلاق مباحاً في الإسلام كحل نهائي لمعضلة مشاكل الأسرة المتجاوزة ، فإن الإسلام يدفع أبناءه إلى أن يكون الطلاق " آخرَ العلاج " .
قال صلى الله عليه وسلم " ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق " . ورغَّب الله تعالى الزوجين في التريث والتروي بقوله ﴿لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً﴾.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت".
والمنصفون من المفكرين يعلمون قيمة الطلاق إذا لم يبقَ للطرفين غيره . يقول الفيلسوف الإنجليزي " بنتام " : لو ألزم القانون الزوجين بالبقاء –على ما بينهما من جفاء- لأكلت الضغينة قلوبهما، وكاد كلٌ منهما للآخر، وسعى إلى الخلاص منه بأية وسيلة ممكنة، وقد يهمل أحدهم صاحبه، ويلتمس متعة الحياة عند غيره، ولو أن أحد الزوجين اشترط على الآخر عند عقد الزواج ألا يفارقه، ولو حل بينهما الكراهية والخصام محل الحب والوئام لكان ذلك أمراً منكراً مخالفاً للفطرة ومجافياً للحكمة، وإذا جاز وقوع هذا بين شابين متحابين، غمرهما شعور الشباب فظنا ألا افتراق بعد اجتماع، ولا كراهة بعد محبة، فإنه لا ينبغي اعتباره من مشرع خير الطباع........ أو ليس استبدال زوج بآخر خير من ضم خليلة إلى امرأة مهملة، أو عشيق إلى زوج بغيض ؟

وقد بلغ من اهتمام المسلمين بالمطلقات ما جاء في خطط المقريزي "ج4، ص293" أن الست الجليلة (تذكار باي خاتون) بنت الظاهر بيبرس عملت رباطاً بمبنى كبير سمته رباط البغدادية كانت تودع فيه النساء اللائي طلقن أو هجرهن أزواجهن حتى يتزوجن أو يرجعن لهم، صيانة لهن لما كانا فيه من شدة الضبط وغاية الاحتراز وكانت لهذا الرباط شيخة صالحة تعظ النساء.

أسباب الطلاق :
سوء الاختيار منذ بدء العلاقة ، ثم تَكَشُّفُ ذلك لأحد الطرفين أو كليهما .
المشكلات المالية : ضيق ذات اليد ، أو بخل الزوج ، أو شدة إسرافه ، أو كثرة المطالب الاستهلاكية للزوجة مما يوجب التشاحن الدائم.
الخيانة الزوجية من أحد الطرفين.
إفشاء أسرار الأسرة أمام الآخرين ، وتأثر الطرف الآخر بذلك.
مشكلات الأسرة الكبيرة : سواء كانت أسرة الزوج أو الزوج ، وانعكاس ذلك على حياة الزوجين.
نقص احترام أحد الطرفين لأسرة الآخر .
الغيرة الزائدة والتشكك من أحد الطرفين في الآخر .
العنف الأسري ، سواء كان من الزوج ( وهو الأغلب ) أو من الزوجة .
ضعف الدين والميل إلى اللذة المنطلقة من قيود الخلق .
ضعف الشعور بمسئولية الأسرة ، والتمركز حول الذات (الأنانية).
اختلاف التوقعات ، وطلب المثالية من الطرف الآخر ، وعدم الالتفات إلى قوله صلى الله عليه وسلم : "لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر" رواه مسلم.

ما يحدث بعد الطلاق الفاشل :
الطلاق الفاشل هو الطلاق الذي لا يحترم الطرفان فيه بعضهما، ويظلان في صراع متواصل ينتقص فيه كل طرفٍ صاحبه ، حتى لا يبقى من المودة القديمة ، شيء . وغالباً ما يمر الطرفان بعده بهذه المراحل :
الشعور بالفكاك من ضغط الصراعات السابقة ، والراحة من المشكلات .
بعد الشعور بالراحة من الألم يبدأ في الاستفاقة على الجانب المظلم من واقعه ، ويمكن أن يشعر بالندم سواء كان ندماً على الطلاق أو على الزواج الذي أنتج طلاقاً .
يمكن أن ينتابه بعض أعراض الاكتئاب ، لا سيما ما يسمى المثلث المعرفي للاكتئاب : وجود رؤية سلبية للنفس ( يرى صاحبها أنه بلا قيمة ، غير محبوب ، عاجز ) وللبيئة ( غير ودية ، صانعة لعوائق لا يمكن التغلب عليها ، تؤدي دائماً إلى الفشل ) ، وللمستقبل ( باعتباره بلا أمل ، ولا يمكنهم تغييره) .
يبحث عن الدعم في البيئة المحيطة ( الأسرة ، الأصدقاء .. ) ، وإذا توفر له الدعم الكافي فسيكون مرآة جيدة يعيد فيها النظر إلى نفسه ، وإذا لم يتوفر له ذلك فسيتصاعد شعوره السيء بنفسه ، وأفكاره السوداوية عنها.

كيف يكون الطلاق ناجحاً :
إذا كان الزواج السعيد هو العلاقة القائمة على شمائل الإسلام وهديه ، فإن الطلاق الناجح هو المنضبط بضوابط الشريعة ، حتى لا يتعدى طرفٌ على آخر .
قال تعالى : " الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون (229) فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون " {البقرة:230229}.
والملاحظ في الآيتين :
أن الله تعالى منح كلا الزوجين ثلاث فرص يتراجعان فيها .
جعل مدارَ بقاء العلاقة أو انتهائها على " إقامة حدود الله " المتمثلة في أخلاق الإسلام السامية في التعامل بين الزوجين ، فإن سقط هذا الضابط كان الطلاق أفضل من الزواج .
إذا أخفق الزوجان في الحياة الزوجية بعد ثلاث تجارب فلا ينبغي أن يعودا إلا بعد أن تجرب الزوجة زوجاً ، فإما أن تستريح مع زوجها الجديد ، أو تعيد النظر إلى حياتها السابقة فتجد أن زوجها الأول خيرٌ لها ، فتعود إليه بعد الطلاق منه .
وقد وضع الإسلام مراتب لعلاج المشكلات الزوجية ، تبدأ بغض الطرف عن الهفوات ، ومراعاة اختلاف الطبائع ، ثم وضع علاجاً متدرجاً للناشز المترفعة على زوجها، فإن تجاوز الأمر حدَّه ، وجب تدخل المصلحين بينهما " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا " فإذا عجز الحكمان عن جمع الشمل كان الفراق بأدب خيراً من البقاء بشقاق " وإن يتفرقا يُغنِ الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما " . وفي الآية لطيفةٌ نفسيةٌ ، تتمثل في أن أكثر ما يخيف الزوجين من الطلاق " الفقر " سواء كان فقراً في المشاعر ، أو العلاقات ، أو المال ، وقد وعد الله تعالى المطلقَين على الهدي الشرعي بالغنى ، ثم ختم الآية بصفتين من صفاته جل وعلا ، وهما أنه " واسع " فهو يمنحهم بدائل متعددة ، ولا يربط كل واحدٍ منهما باختيار واحد ، و " حكيم " شرع الطلاق عن حكمة ، وجعل فيه صلاح الأمر.
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:11 PM.


images