بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد....اخواني ...واخواتي...
كيفية تحديد اهداف الحياة
لكي تحسن تحديد اتجاهك في حياتك فتسعد فيها ثم في أخرتك، عليك بتدبر هذه المقدمة الهامة تدبرا جيدا.
لم يخلق الله تعالى الخلق لإتعاسهم، وإنما لإسعادهم من خلال الانتفاع بالخيرات الحلال للكون كما يقول تعالى: (وما خلقت الأنس والجن إلا ليعبدون)، أي إلا ليعرفون، كما قال بعض العلماء، أي ليتعرفوا عليَّ وعلى كوني وما فيه من نعم، وكما يقول تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، أي أعمركم فيها، أي أعطاها لكم “عمرى” أي هبةً تنتفعون بما فيها أنتم وورثتكم من بعدكم إلى يوم القيامة، ويؤكد ذلك أيضا قوله تعالى: (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).
وبعد أن تتم رحلة الإنسان على الأرض يعود المحسنون فيها إلى جنة ربهم بعد أن أمضوا فترة تجربة لنعيم الحياة فيستشعروا عن يقين عظم نعيم خالقهم في الآخرة ودوامه بالمقارنة بالدنيا، إذ لولا هذه الرحلة الأرضية لما قدروا نعم الله يوم القيامة حق قدرها. ومن أجل تمام إسعاد البشر أنزل سبحانه معهم إلى الأرض نظاما، وهو الإسلام بتوسطه، واعتداله، وشموله لو اتبعوه سعدوا سعادة حقيقية كاملة قلبية وجسدية وعقلية، كما يقول تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)، أي ستكون حياته كلها سلام واطمئنان وسعادة، كما يقول تعالى أيضا: (من اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)، ولو ابتعدوا عنه كانت سعاداتهم ناقصة أو ظاهرية غير حقيقية، أو قد يشقون كما يقول: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا). وجعل لهذا النظام ما يحميه وهو الجهاد في سبيل الله بكل صوره ودرجاته، بدءً من مقاومة الشيطان والتمسك بالخير، ومرورا بدعوة الآخرين له ونصحهم بالالتزام، وانتهاءً حتى يغتال من يعتدون عليه بالقوة. والفروض وأولويات الحساب يوم القيامة تختلف من عصر لآخر، ومن مكان لآخر، ومن شخص لآخر..
فمن عاش في عصر فيه نظام الإسلام هو السائد، وأخلاقه وقوانينه هي التي يرجع إليها معظم الناس في دولهم.. كان سؤاله يوم القيامة -والله أعلم بكيفيته- عن وقته وجهده وماله.. كيف انتفع به ونفع غيره؟ وهل انتفع بالحلال النافع أم أضر نفسه والآخرين بالحرام الضار؟
كانت هذه الكلمات من مقال للداعيه محمد محمود منصور بارك الله فيه
وستجدون باقي المقال علي هذا الرابط ...
http://islam2us.com/2009/10/28/%D9%8...A%D8%A7%D8%A9/
ولاتنسو الدعاء
والله ولي التوفيق