تزخر النفس البشرية بجوانب إنسانية متعددة قابلة للإكتشاف والبحث والصقل ..
منها مايتعلق بالعاطفة والمشاعر الجياشة ..ومنها مايختص بالجانب الفكري والمادي .
كثيرون من لديهم الرغبة في إكتشاف أنفسهم وماقد تصل اليه قدراتهم بغض النظر عن مكتسابتهم الفكرية والمهارية والعاطفية.
ولكن القليل من يعرف الطريق الصحيح لإكتشاف طاقاته الكامنة والآلية المثلى لتفجيرها والإرتقاء بها .

واتعجب ..لماذا لايكون ذلك متاحاً للجميع ؟
الجواب بإختصار ..لأن العالم ليس للمبدعين فقط !
هناك الكثير ممن يعيشون في الحياة على الهامش وفي الظل ..على الرغم من كراهيتهم لهذا الوضع الا أنهم أعتادوه لما يمثل لهم من أمان وإستقرار.
المبدع لايريد ان يحيا بالظل ..
بل هو في تساؤل دائم عن مايدور حوله..لأن لديه حالة من التناسق الفكري والعاطفي مدعومة بمهارة معينة..وذلك ما أجج في قلبه الشعور بالقوة والأمان !
فإذا أخذنا على سبيل المثال احد الشعراء المتميزين ..وقمنا بتشريح تميزه في مختبر المنطق ..
لوجدنا بأنه شخص عادي مثلنا تماماً ..ولكن قام بخطوة نحو مايريد ..وهي ماتسمى (الرغبة في تحقيق النجاح)
لم يأتي شاعرنا بالجديد في اللغة العربية ..ولكنه مزج اللغة العربية بما أراد أن يقوله بقدرة جميلة على التعبير وبعاطفة جديرة بالبوح
وبنسق مهاري يستحق الثناء ..كان ذلك فظهر لنا من الشعراء أمثال المتنبي وامروء القيس وجرير والفرزدق والاخطل وشوقي وغيرهم ممن تطرب أذاننا لسماع قصائدهم. .
إذن المسئلة تشريحياً قابلة للتكرار والمحاكاة .
مثال آخر ..وسأورده مثالاً بصرياً لا سماعياً !
الرسام الماهر!!
وهو شخص عادي جداً أيضاً ولكن قام بتجميع الصورة في ذهنه ومزجها بالكثير من العاطفة والخيال والتراكيب الهندسية ثم أضرم في ذلك كله
نار رغبته الدافعة لإخراج هذه الصورة على ورق لتعبر عن حالة ما يريد أن يكونها او يخبرنا بها !!
الا نرى ذلك بوضوح في أعمال بيكاسو ودايفينشي وغيرهم من المبدعين والمتميزين ؟
وأعود وأقول بأن حالات التميز هذه نادرة وقليلة جداً نسبة الى ممارسي الهوايات والمهن !
وربما يعود السبب الى أننا نفتقد الى امور أساسية وهامة للإبداع ومن أهمها الرغبة القوية في التميز ثم المعرفة التي توصلنا اليه ثم إكتشاف الطريق لصقل المهارة اللازمة لذلك !
والخصها هنا بالتالي :
- الرغبة
- المعرفة
- المهارة
فإذا اجدنا تسلق الجدار العتيد المسمى بالإحباط فسنرى عالماً جديداً محفوفاً بالإثارة !