اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasarym
كان أبو الوفاء ابن عقيل يقول :
( إنه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري .. حتى إذا تعطل لساني
عن مذاكرة أو مناظرة .. وبصري عن مطالعة .. أعملت فكري في
حال راحتي وأنا منطرح .. فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ) .
ابن عقيل هذا صنف تصانيفاً كثيرة من أهمها كتاب ( الفنون )
وهو 800 مجلد .
|
هذه المقولة لابن عقيل _ رحمه الله _
تدل على حرص أسلافنا على اغتنام الوقت
الوقت الذي هو الحياة وهو عمر الإنسان
وهو الذي لا ينتظرك إن مضى لا تستطيع أن تستعيده
ولا تستطيع أن تدخر ساعة من ساعات اليوم لتستهلكها في الغد .
قال الحسن البصري _ رحمه الله _ :
( أدركتُ أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه )
فأين من يقول اليوم : ( تعال نقتل الوقت ) أين هو من هؤلاء ؟!
الذين حددوا أهدافهم في الحياة و عرفوا قيمة الوقت فاغتنموه .
قال ابن عطاء في حكمه العطائية :
( رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده .. ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده )
ومعنى ذلك : أن من الناس من اتسعت غاياته واهدافه وانجازات رغم قصر حياته
ومنهم من قلت غاياته و انجازاته رغم طول حياته .
وإذا كان هذا حال ابن عقيل من الإنشغال وعدم تضييع ولا حتى ثانية إلا
فيما ينفع من العلم والعمل .. فما بالك بمن هو أكثر منه في عدد المؤلفات
من علماء المسلمين كابن جرير الطبري أو الخوارزمي .
واتماماً للفائدة إليكم هذه الأقوال :
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
( ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه ,, نقص فيه
أجلي ولم يزدد فيه عملي )
- قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي عن حاله مع أبيه :
( ربما كان يأكل وأقرأ عليه .. ويمشي وأقرأ عليه .. ويدخل الخلاء
وأقرأ عليه .. ويدخل البيت لطلب شيء وأقرأ عليه )
- قال برادلي ماكري : ( إذا أضعتُ دقيقة فإنني أضيع ساعة ..وإذا
أضعتُ ساعة فإنني أضيع يوماً .. و إذا أضعت يوماً فإنني أضيع الحياة ) .
فالعاقل من تنبه للوقت قبل أن يكون تضييعه فيما لا ينفع حسرة وندامة
يجدها يوم القيامة .. قال تعالى :
{ يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى }{ يقول يا ليتني قدمتُ لحياتي }
سورة الفجر
هذا والله أعلم
هل من إضافة .. أرجو ذلك ..