إلى المرابطين في ساحات المساجد - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2010, 12:46 AM
  #1
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
إلى المرابطين في ساحات المساجد

أرجو أن يكون هنا المكان المناسب للمقال:

إلى المرابطين في ساحات المساجد
بقلم: فهد بن إبراهيم السيف

لله دركم! وما أعظم أجركم! ويا للشرف الذي تقلدتموه!
أجوركم كثيرة، ترزقون أجركم بغير حساب، ما من شاب يقيم حرفا، ويقرأ كلمة، ويحفظ آية إلا كان لكم به أجر، وما من ابتسامة تزرعونها على شفاه طفل، أو فرحة تغمر قلب أبيه أو أمه، أو معلمِه، أو سعادةٍ وبهجة تفيض في بيوت المسلمين بسببكم إلا أُجرتم عليها، وما من طالب يدلف عتبة المسجد، أو يسلم على صاحبه، أو يقرأ أمام أستاذه، أو دمعة تترقرق في عينيه أو في عيني من يستمع إليه، إلا شركتموه الأجر.
وإنكم ما سرتم مسيرا، أو ركبتم سيارة، أو أنفقتم وقتا، أو تصدقتم ببسمة، أو وزعتم ورقة، أو صممتم إعلانا، أو نصحتم طالبا، أو شجعتموه، أو أصابكم نصب أو مخمصة أو هم أو حزن أو ألم في سبيل الله إلا كتب لكم به عمل صالح.
ولئن كان الابن يُلبس أباه تاج الوقار إذا حفظ القرآن، فماذا عساكم تَلبسون وقد كنتم وراء كل أولئك تدلونهم طريق التاج، وتعلمونهم كيف يُلبسونه آباءهم؟
وما تسببتم في علم أو فقه أو أدب أو آية يعمل بها أحدهم ما تبقى من عمره، إلا كنتم معه في حله وترحاله تؤجرون كما يؤجر، وتثابون كما يثاب، لكم غنمه وليس عليكم غرمه.
يمضي الناس في حياتهم مع أهليهم، ولهثا وراء أموالهم يبتغون من فضل الله في الدنيا، وأنتم تبتغون فضل الله الأخروي، تلهثون وراء شبابنا في سبيل الخير.
أنتم المجاهدون في سبيل الله، تجاهدون بكتاب الله الجهاد الأكبر (وجاهدهم به جهادا كبيرا) أنتم زارعو الخير، كم شعِثتم! وكم اغبرت أقدامكم وثيابكم في سبيل الله! وكم ندت من جباهكم قطرات عرق هي أعطر من مسك في ثياب غيركم، فلله أنتم! كم من ميت أحييتموه! وكم غريق استنقذتموه! وكم كسير جبرتموه!
أنتم الجنود المجهولون، ينساكم الناس حين يذكرون غيركم، ويقدمون غيركم ويصدرونه في المجالس، وتبقى لكم فضلات الأماكن، لكن لا يضركم ألا يعرفكم أحد إذا كان رب كل أحد يعرفكم، ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، وإن الله تعالى سيرفعكم رفعة ما ظننتموها وما ظنها أهل الدنيا المتباهين بزخرفها وسررها، وسياراتها وبيوتها الفارهة، يتباهون بالديباج والحرير، وتتباهون بالرجال والأبطال والعلماء والأذكياء.
كم ارتقى على أكتافكم وصعد على لبناتكم من شباب حفظوا القرآن، أو ساروا في مسارب الحياة ناجحين مؤثرين، وكانت لكم اليد الأولى وربما الطولى في سلوكهم طريق النجاح، ثم غابوا عن أعينكم، وربما نسوكم، بل ربما تنكر بعضهم لفضلكم عليهم، وما زادكم هذا إلا تواضعا، وربما تنكرتم لأنفسكم ونسيتم فضلكم على الصاعدين فوق أكتافكم في غمرة العمل الدؤوب، حبًا في العمل نفسه لا في مدحة مادح، ورغبة في الإخلاص والقبول.
هكذا أنتم تُسلقون بألسنة حداد، وتتهمون في نياتكم، لكنكم ماضون في سبيلكم لا يضركم من خذلكم ولا من خالفكم، تسد أمامكم الطرق فتفتحون من الخير أبوابا، يرمونكم بالحجارة فترمونهم بأطيب الثمر، ما أحسن أثركم على الناس وأقبح أثرهم عليكم.
إن ما سطرته في ثنائكم في هذه الأحرف القليلة في حقكم لا يساوي جهد يوم من أيامكم العامرة، وما كتبته إلا حين رأيت بعيني حسن بلائكم.
أيها المجاهدون في سبيل الله، يا حراس الثغور، أيها المرابطون في باحات المساحد وساحاتها، العاكفون بين تلك السواري، احتسبوا الأجر وسلوا الله القبول وأبشروا بأجر وفير، وخير كثير، نجانا الله وإياكم من المدلهمات، وفرج عنا وإياكم كرب الدنيا والآخرة، وجمعنا بكم في الفردوس الأعلى.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:01 AM.


images