غدا سأدرس بنات الجامعة ، نصائحكم عون لي بعد الله

06-10-2010, 02:54 PM

#11

شاطئ المحبة

كبار شخصيات المنتدى

تاريخ التسجيل: Apr 2006

المشاركات: 2,644

سأعود للرد على الإخوة الفضلاء والأخوات الكريمات لاحقا - إن شاء الله -

وحاليا أشعر برغبة في النوم بعد عناء يوم شاق

وسأكتفي الآن بسرد مغامراتي

ندخل في التفاصيل تحت عنوان : [ يوميات معيد ما هو داري وين الله حاطه ]

خرجت من السكن على غير هدى ..

لا أعرف موقع الجامعة ، ولا اسم المادة ، ولا المنهج ، ولا طريقة توزيع الدرجات

قمت بتحضير مادة من انتقائي .. ووجدتها مناسبة للعرض في مثل هذه الظروف ..

خرجت من السكن الساعة 40 : 7 ، من المفترض أن يكون هذا الوقت وقت ذروة وازدحام واختناقات مرورية كما هو الوضع في المنطقة الغربية مسقط رأسي ..

لكن الشوارع خاوية على عروشها ، وهدوء عجيب يعم المكان ..

حاولت أن أبحث عن شخص مار فأسأله عن العنوان ، لكن لا أحد اللهم إلا بعض عمال البناء ..

توجهت إليهم وأنا على يقين بأنهم لا يعرفون أماكن الصروح التعليمية ، لكن الغريق يتعلق بقشة ..

وكما توقعت .. كل من سألتهم أفصحوا عن جهلهم بموقع جامعة البنات ..

ولم يتبق أمامي إلا أن أستوقف السيارات وأسأل أصحابها ..

وتفاجأت بأن هؤلاء أيضا لا يعرفون العنوان

اتصلت برئيس القسم فلم يختلف حاله عن حال الأولين

أتساءل : هل أبحث عن عنوان جامعة أم عنوان بقالة ومحطة بنزين ؟؟؟

معقول .. معلم مهم كالجامعة لا يعرفه أبناء المنطقة ؟

حولني رئيس القسم على أحد الدكاترة الذين سبق لهم تدريس الطالبات ..

وأخذت منه العنوان .. و كنت قد سألته عن الآلية المتبعة في تقديم المحاضرات ..

فقال : لا توجد مشاهدة من الطرفين ، لكن بإمكانك التواصل الصوتي معهن ..

فارتبكت لأنني لم أكن مستعدا لهذا الأمر ، فعلى كلام رئيس القسم أنه لن يكون هناك أي نوع من التواصل ..

على أي حال .. وصلت للموقع بعد جهد وعناء كبيرين ..

فالموقع منزوي عن الأعين ، وفي قلب حي سكني ، وليس على شارع عام أو طريق رئيسي !!

كلفني البحث عن الموقع خسارة النصف الساعة الأولى من وقت المحاضرة ، وهو أمر في صالحي بلا شك

وكنت أمني النفس بألا تغادر الطالبات القاعة لتأخري كما كنا نفعل نحن ، فقد كنت حريصا على تجربة الموقف ومعايشته و ( وقوع البلا خير من انتظاره

) ..

وحين وصلت للمكان رأيت ثلاثا من الفتيات قد وصلن للتو ، فهممت أن أعود أدراجي

لأنه يبدو من مظهرهن أنهن لا يغفرن الزلة ، و قد يقمن بصياغة النكت على شخصي الكريم وتداولها عبر رسائل الجوال

طرقت باب الحارس ، وقلت بأني مكلف بإلقاء محاضرة ، فقال : إنت سعودي ؟؟؟؟؟؟

قلت : لم السؤال ؟ ، قال : غريبة ، أنت أول سعودي يأتينا ، لأن محاضرات البنات يتولاها الأجانب ...

اتصل الحارس على المشرفة ، وقال : وصل الأستاذ ، وتراه سعودي !!!!!!

هنا كاد أن يغشى علي ، فلا أدري لماذا يصر على اسطوانة السعودي ، وماذا يقصد بقوله : ( تراه سعودي ) ؟

هل يقصد : ( تراه سعودي لا تشرهون عليه

، وخذوا راحتكم في الفلة والوناسة ولا كأنه موجود

)

المهم : دخلت الغرفة المسماة بالاستديو ، وطلبت من الحارس أن يشرح لي كيفية استخدام الأجهزة ..

ففاجئني برده : ( والله ما أدري ، ما أعرف لها ، وأصلا ما درست ) ، وهنا كدت أن أنهار ..

فما هذه المنطقة التي لا أحد فيها يعلم عن شيء

، وأنا أصلا متعب من البحث ، ومرتبك من طريقة تقديم المحاضرة في ظل عدم توفر المعطيات الكافية والتي لم أزود بها من القسم حول آلية المنهج والمقرر ..

ويأتيني هذا ويقول لا يعرف تشغيل الأجهزة !

فقلت له : ما العمل ؟ قال حاول أن تتكلم في المايك ..

فاقتربت من المايك ..

و قلت : السلام عليكم

فردت المشرفة ، وأنا بالعامية رحت وطي

قلت ( وبالكاد أخرجت صوتي ) : الطالبات جاهزات ؟ قالت : نعم ..

بدأت بالبسملة ، والدباجة وهي الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولأني لا أعرف اسم المادة ، قلت :

أما بعد ، فهذه مادة من مواد اللغة العربية >> لا يا شيخ

فطبت علي المشرفة : ترى الصوت ما هو واضح ..

حاولت أن أوضح صوتي وأقهر كل ما أعاني منه من خوف وربكة وتوتر ..

وكل ما أنتهي من فقرة أقوم بتكرارها ، حتى يتسنى للطالبات تدوينها ، ولأكسب بالتكرار بعض الوقت

استطعت أن أنطلق في الكلام بفضل الله ، ولم أتلعثم إلا بعد انقضاء الثلث ساعة الأولى

ربما تلعثمت مرتين أو ثلاث لا أذكر ..

وواصلت الدرس وانتهيت منه بعد شرح استمر ساعة كاملة ..

كانت العملية مرهقة جدا ، شعرت بجفاف ولم أجد بجانبي كأس ماء

وحاولت أن أريح نفسي قليلا من مواصلة الكلام ، لكن خشيت أن يظن الطالبات أنني لا أعرف ما أقول أو ليست لدي القدرة على الاستمرار ..

ضغطت على نفسي وكملت ساعتي ، وبعد أن فرغت دخلت في نوبة سعال شديدة

وأتوقع أن قاعة الطالبات في هذه اللحظة كانت تضج بأنواع الضحكات

رغم أن التداخل كان مسموحا لكن لم يحصل أن تلقيت أي استفسار من أي طالبة ..

وهو أمر غريب ، فالذي أعرفه أن الطالبات يحرصن على الأسئلة لكن على العموم هو أمر جيد بالنسبة لي ..

لأني بصراحة لم أكن مستعدا لتلقي أي استفسار ..

وفي نفس الوقت أسأل نفسي لماذا غابت الاستفسارات ؟

هل لأن الدرس سهل جدا ؟ أم لأن الصوت قد انقطع ؟ أم أنهن لم يفهمن شيئا بالكلية فقلن لا داعي للاستفسار عن الجزئيات ما دام أننا لم نفهم الكليات

خاطبتني المشرفة بشأن كشف الغياب، وقالت أنها سترسله ، وظللت أنتظرها في الاستديو ..

ولما طال انتظاري توجهت للحارس لأجد الكشف قد وصل إليه ، ولم يتم إعلامي بل تركوني في الاستديو أكحكح وأسعل على مسمع من الطالبات

إخوتي ...

على الرغم من حالة الارتباك التي كنت أعيشها إلا أن نصائحكم وإرشاداتكم خففت عني كثيرا ..

على الأقل خرجت من مشاركاتكم بتصور عام عن مثل هذه المحاضرات ..

والحمد لله ، مر الموقف بسلام ..

وصلني الكشف وقد رصد الغياب فيه من قبل المشرفة ..

سؤالي : أليس من المفترض أن أقوم أنا بعملية التحضير وليست المشرفة ؟

شاكر لكن ومقدر ..

بارك الله فيكم ، وبلغكم أمانيكم ..

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!

التعديل الأخير تم بواسطة شاطئ المحبة ; 06-10-2010 الساعة 03:16 PM

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك BB code متاحة الابتسامات متاحة كود [IMG] متاحة كود HTML معطلة قوانين المنتدى

روابط سريعه