اخي الكريم احبكم ،،
يبدوا لي من خلال ردودك انك تبحث عن التأييد أكثر من النقاش ، فبدأت الموضوع بوصف مجتمعك بأوصاف غير لائقة نظرا لانهم يرفضون الوظيفة المختلطة ، ثم اغرقت نفسك و من ايدك بالمدح و انكم تمثلوا النقاء و الاسلام الصحيح و ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم ، و كأن من لا يتفق معك عكس ذلك ،،
و الاغرب انك نسفت كل كلامك بالافصاح عن رغبتك بالبحث عن عمل غير مختلط ، و اعترافك بوجود فتنة في هذه الوظائف !!
واضح انك غير مقتنع بالوظائف المختلطة لكنك تبحث عن من يزكيك و يزكي من يعمل في هذه الوظائف ، و كأنه محكوم على من يعمل في هذه الوظائف انه انسان غير محترم او غير سوي اخلاقيا !!
اخي الكريم ، هنالك قضيتين مختلفتين ارجوا الا تخلط بينهما:
القضية الاولى هي الوظيفة المختلطة كمبدأ و رفض اغلب الناس لها ،
و الثانية هي من يعمل في هذه الوظائف مسيرا لا مخيرا ، فالامر ليس بيده ، و ليس هو من فرض الاختلاط ، و لا مجال آخر لديه !
كمبدأ ، الوظيفة المختلطة في نظري و نظر الكثيرين سيئة لما فيها من سلبيات كثيرة و اضرار كبيرة بالنسبة للرجل و المرأة و اهاليهم ، و اضرارها تزيد في حال كان الموظف امرأة نظرا لما قد تواجهه من استغلال و الضغط عليها لتقديم تنازلات على حساب نفسها و كرامتها ، ناهيك عن خطر التحرش الجسدي و اللفظي و حتى بالنظر ، و غياب العدالة و الانصاف فالفتاة الجميلة المتميعة تحصل على الزيادات و الترقيات و الفتاة العادية او التي تحترم نفسها مكانك سر !!
الوظيفة المختلطة وظيفة سيئة و ما يجي منها الا وجع الرأس للموظف و اهله ، فلماذا التسويق لها و محاولة اظهارها بالمظهر الجميل ، و هي عكس ذلك ؟
ثانيا ، الاختلاط نوعان ،
اختلاط مقبول يكون للضرورة لاوقات محدودة و في اماكن عامة و اشخاص لا يعرفون بعض و ليس بينهم و بين بعض اي علاقة او صلة كالاختلاط في الاسواق و المعارض و المطارات و المنتزهات و المستشفيات و الاماكن العامة ،،
و هنالك اختلاط مرفوض حيث يختلط اناس يعرفون بعض و بينهم علاقات بشكل يومي و لمدة ثمان ساعات كالاختلاط في العمل ، بل انك تجد الموظف مكتبه بجانب الموظفة و ربما في نفس المكتب ، و ينظر اليها و هي داخلة و خارجة اكثر من نظرات زوجها لها ، بل تجدها تجلس بجانب هذا الموظف اكثر من الوقت الذي تجلسه مع زوجها ، و بعد هذا يقال لماذا يرفض المجتمع الاختلاط في العمل ؟؟
اما وقت الرسول و الصحابة فلم نسمع عن صحابية تجلس بجانب صحابي اجنبي لمدة ثمان ساعات يوميا لعشرين سنة !!