أخي الكريم:هذه حالك وأنت أعرف بها، وإنما أنا مستشار عن طريق النت، والمواجهة تختلف، لكنه يبدو لي من خلال سرد حالك، أن الوضع مع هذه المرأة المترددة والمتناقضة لا يزداد إلا سوءا، والعيش معها تحت سقف واحد قد يكون صعبا إذا كانت ستسمح بالتدخلات الخارجية، أما إن كنت متأكدا من حبها لك، وأنها حين تعيش معك ستكون لك أنت، ولا يستطيع أحد التدخل فيها، وأن ما تخاطبك به ليس من قلبها بل بسبب ضغط معين، يمكن أن ينفك هذا الضغط، وأنت تريد العودة إليها فافعل ولا حرج.
وأما مسألة الارتباط بأخرى، فهذه حال الدنيا منذ عرفت، زواج وطلاق، وحب وبغض، بل هناك من يتزوج أخرى وزوجته الأولى يحبها ولا تزال في عصمته، ولم تكن هناك مشكلة.
ولتعلم أن غيرة الرجل على زوجته أشد من غيرتها عليه، لأن فطرته لا أن تقبل أن تتزوج زوجته وهي في عصمته، أما المرأة فإنها تغار، ولكن يمكنها أن تعيش مع زوج متزوج، ولو غارت، فالوضع مختلف.
أيضا: فإنك إذا تزوجت بأخرى صالحة قد تملك قلبك، وتعرف أنك كنت في حبك للأولى تائها، وأن هذه هي التي ينبغي أن تُحَب، إذا حدث التوافق والبركة.
ومسألة أنك قد تراها فتذكرك الحب القديم، فهذا مجرد احتمال قد يقع وقد لا يقع:
فإن وقع، فإنها لم تقع كارثة، ما عليك إلا أن تعرض، وتتناسى الموضوع، وتنشغل بحبك الجديد.
وإن لم يقع فلا تدري قد يقع عكسه كما يحصل لبعضهم، حيث يكره محبوبه الأول كرها متجاوزا للحد، فمن أحب بقوة أبغض بقوة، وقد ورد في الأثر: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك يوما ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
باختصار: عليك -أخي الكريم- أن تعيش حياتك كما يعيشها الناس، رغم وجود الكدر الذي قد يصاحبك أحيانا، فهكذا الحياة (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ولا يصح أن تعيش رهين امرأة، تقضي على حياتك ومشاريعك فيها، بل ارفع رأسك واشمخ به، وتجاوز هذه الزوبعة، وانطلق لتعيش حرا كريما سعيدا، والزمن كفيل أن يطمر المآسي بالتراب، وما سمي الإنسان إلا لنسيه.
أما أنت فقد حدث الانفصال بعد مواقف مزعجة مع من وهبتها قلبك، ثم انتكست عليك وأعطتك ظهرها، لكن هناك آخرون حدث الانفصال بطريقة أخرى، أحدهم أحب زوجته كما يحب العاشقون، ولا يزالا في سنتهما الأولى سنة الهيام، وهي حامل ينتظر مولودها بشغف الآباء الجدد، ويدللها ويرفق بها: لا تحملي هذا، أنا أحمله عنك، لا تكلفي نفسك العناء، اليوم العشاء سآتي به من المطعم. وفي يوم لا كالأيام، يفاجأ أن زوجته وهي عائدة من الجامعة ومعها المصحف في السيارة، تقفز عليها سيارة أخرى من الشارع المقابل، ثم في لحظة يفقد حبه وعشقه وهيامه وأمله، ليبقى وحيدا يصارع الأحزان، ويبكي، ولو رأيته يبكي في المستشفى كبكاء الطفل ورأسه على الجدار وهو يردد اسمها، لرأفت لحاله.. وهل ينفع البكاء؟ أو يعيدها؟ كلا، لقد بقي لها منه الدعاء الصالح، ومن التي ستتزوج رجلا كهذا قلبه معلق، بل مدفون مع زوجته، لكنه بإصرار وإباء يواصل حياته ومسيرته، ويترك الماضي وراءه، ليبحث عن المرأة الصالحة، حتى يتزوج بها ويحبها ويعيش معها في وئام، وتتظلل تحت كنفه ورعايته، ويرزق منها بأبناء وأطفال، وينطلق في حياته سعيدا، وهكذا هي الدنيا.
وفي الدنيا أحزان وأكدار ومآسي، لو تذكرها الإنسان كل حين، لما بقي للحياة طعم ولا لذة، ولكن ردد: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال)
سدد الله على الخير خطاك
{{ ختام الإستشارة ونهايتها }}
والله يا اخى ابو اسامة لقد شفيت كلماتك ما فى صدرى ولكنى سانتظر قليلا حتى اتأكد انها فعلا اعطتنى ظهرها سانتظر حتى اعطها هى فرصة للعودة ان ارادت وان لم ترد فستستمر الحياة وربما اجد تلك التى تحمل المواصفات التى اريدها ادعو الله لى بالتوفيق ولمن ابتلانى الله بهواها الهداية والارشاد بارك الله فيك دائما وابدا
ًًًًًًًًًًًِِِِِِِِِِ
تم حل المشكلة بواسطة المستشار / أبو أسامة