عندنا وعندكم خير
بدأ عهد ابني مع الحضانة والروضة في عمر يزيد على الثلاث سنوات بقليل .. وفي ذلك الوقت لم يهن عليّ أن أشجعه على ضرب من يضربه .. رغم أن والده كان يشجعه على ذلك بشدة وحماس .. وكنت أقول: الولد لا يزال صغيراً ولا يفهم الفرق بين العدوانية والمبادرة بضرب الآخرين وبين الضرب دفاعاً عن النفس .. باختصار كنت أخشى أن يختلط عليه الموضوع فينتهي به الأمر إلى الضرب عمال على بطال
ولكنني مؤخراً بدأت أعيد النظر في موقفي .. لأن الولد كان ولا يزال يشتكي كل بضعة أيام بأن فلان ضربني وعلان دفعني

.. وفي كل مرة أسأله: وانت شو سويت؟ .. يقول: قلت للمس .. فأسأله: والمس شو سوّت؟ .. يقول: قالت للولد لا تضرب سلطان!!
ثم يتكرر نفس السيناريو بعد بضعة أيام .. وأنا أفهم كلام العزيزة حلواية عن دور المشرفات .. ولكنني مثل نورين لا تهمني المشرفات الآن بقدر ما يهمني ألا يتخاذل ابني عن الدفاع عن نفسه .. فالولد يذهب لأماكن أخرى ويجتمع مع أطفال آخرين لا يمكنني التحكم بهم والسيطرة على عنفهم.
وهكذا أصبحت أطلب منه الدفاع عن نفسه وقلت له الجملة التي لم أكن أتخيل أن أقولها له يوماً: اللي يضربك اضربه.
ومنذ العام الماضي تقريباً بدأ ابني يلعب لعبة المصارعة مع والده وعمه وخاله .. والولد ما شاء الله يده قوية وضربته موجعة (طلبت منه يوماً أن يضربني على ذراعي حتى أختبر قوته

) .. كما أنه من وقت لآخر يستعرض عضلاته ويقول: ماما شوفي عضلاتي قويييية .. فأضع يدي على عضلاته وأقول: يا سلالالالام عليك يا بطل عضلاتك فعلاً قوية .. رغم أنها ليست عضلات بعد
وفي يوم كنا في بيت أهلي .. وكان يلعب مع خاله مصارعة .. فسألت أخي: هل آلمك سلطان؟ .. فرد: نعم .. فالتفت لسلطان وقلت له: يوم حد يضربك اضربه جذي.
يعني طبقت بعضاً من نصائح أخونا الفاضل البليغ .. ورغم أن هذا عامه الثالث في المدرسة إلا أن ابني لا يزال غير قادر على الدفاع عن نفسه!!