ايا حزن متى تنجلي؟!!
كان حزني على خطيبي مؤخراً حزناً شديداً، فهو زوجي وحبيبي وقرة عيني، وهو من بنيت معه الأحلام والأمال، فمرضه أسكن الهم قلبي، فأصبحت ليلاً نهاراً، سراً وجهاراً، أدعو ربي أن يشفيه، ويجمعني به تحت سقف واحد على خير.
كنت أقول في نفسي يالله هذه الدنيا جبلت على الأحزان والأكدار، لن تصفو لاحد ابداً..
متى تنجلي الأحزان؟!!
فجاءت الإجابة في آية من كتاب الله، وكأني أول مرة أسمعها (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ" )
عندما تطأ أقدامنا الجنة برحمة الله عز وجل ، حينها ينتهي الحزن وإلى الأبد..
فما دمنا في هذه الدنيا، فالإبتلاءات والمصائب، والهموم، والأحزان لن تنتهي..
والعلاج الوحيد لها هو الصبر
وليتنا نُدرك أن هذه الشدائد والمصائب ماهي إلا رحمة بنا، وتمحيص لذنوبنا..
قال الغزالي رحمه الله:
"إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى ..
فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان ..
وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك ..
أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )) "
أخوتي فلنتدبر هذه الآية قليلاً (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))
يا فقير من حكم عليك بالفقر؟!
يا مريض من حكم عليك بالمرض؟!
يا مطلقة من حكم عليكِ بالطلاق؟!
الجواب بلا شك : ربك
أتعرف من هو ربك؟!
ربك، الله رب يربي عباده ليصلحهم وهو رحيم و لطيف، فيرزقهم رحمته بلطف وهو خبيـر بما في قلوبهم يعلم ما تحمله وما تستطيعه فيبتليهم على قدر إيمانهم، خبير يعلم حركات قلبك ومكنوناتك أكثر من علمك بنفسك، فليس رزقك وصحتك، وصبرك على البلاء، من حولك وقوتك بل المستعان هو ربك ، يأتيك بكل هذا، ويمدك به، فعندما يأتيك البلاء أري الله من نفسك خيــرا، فتصبر؛ لأن المربي عندما يريد إصلاحك، يبتليك ويسددك و يعطيك مع البلاء صبر و حكمة و رضا، ويعطيك مفتاح الفرج ويلهمك كيفية الخروج كل هذا بلطفه سبحانه، فهو رحمن رحيم لا يقدر على العبد من الأقدار إلا ما يصلحه، وهو خبير بحاله وحركات قلبــه، فلا يتصور العبد أن ربه يقدر عليه ما لا يستطيعه.
فهل علمت الآن من هو ربك؟!!
وهل أدركت معنى قوله تعالى" فإنك بأعيننا " ؟!
__________________
إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
التعديل الأخير تم بواسطة انتظار الفرج ; 31-01-2011 الساعة 11:12 AM
25-01-2011, 05:43 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري