
علاقتي بأهلي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اعلم لماذا أردت كتابة هذا الموضوع... فأنا لا أريد حلولاً.. ولكني أريد دعائكم
أنا تربيت في بيئة غير صحية..فالمشاكل كانت لا تفارق بيتنا وكان الجميع في حالة حرب.. فالوالد والوالدة كانت علاقتهم سيئة وتمر أحيانا سنين وهم لا يتكلمون نهائيا.. لدرجة أننا أصبنا بدهشة عندما رأيت والدي يكلم والدتي...لأنني لم أتذكر متى رأيت اخر مرة يتحدثون فيما بينهم... لا ابالغ ان قلت لكم 5 سنوات
كنت ضمن مجموعة كبيرة من الابناء والبنات... فلم اجد الرعاية الصحيحة ولا الحنان الدافيء..
كانت علاقتنا نحن الابناء سيئة فيما بيننا.. فأخذنا طبع الوالد والوالدة.. اذا حدثت مشكلة بيننا قد تمر شهور وسنين ونحن لا نتحدث نهائيا رغم اننا تحت سقف واحد... كنت أتعرض للضرب من والدي ووالدتي واخواني واخواتي حيث انني انا الأصغر عمرا... أتذكر عندما يدخل والدي الى البيت جميع من في البيت يغير من وضعه ويشعر بالارتباك.. كان معاملته لنا عسكرية.. ونفرح جدا اذا سافر عنا لفترة..
كان والدي يدعو علي اذا ارتكبت حماقة... وكان لا يغفر ذنبا فدائما ما يتذكر جميع الاخطاء ويعيدها مرارا وتكرارا.. وكان ينعتني أحيانا بأشنع الالفاظ.. والداتي كانت تخفف عنا ولكنها لا تسأل او تتساءل في حال وجدت أحدنا متكدراً.. أتذكر أنني أحيانا أردت الانتحار... راودني شعورا بأنني مكروه من الجميع او على الاقل وجودي وعدمي سواء.. والحمدلله لم اقبل على ذلك
ألهمني الله بأن اجتهد في دراستي الثانوية وأن اختار جامعة في غير مدينتي... لأبتعد عن الهموم والمشاكل.. ووفقني الله وقبلت في جامعة تبعد 1500 كم عن أهلي... لأخفيكم أنني غادرت مسرورا مبتهجا.. واكتشفت بعدها أن الحياه لها طعم آخر... كونت صداقات بسيطة في الجامعة بحكم اني كنت انطوائي وهي احد الاثار التي خلفتها حياتي مع اهلي.. تجاوزت السنة الاولى وعدت الى أهلي مشتاقا لأقضي الاجازة الصيفية وياليتني لم أفعل... استقبلت بترحيب حار وانطفى من اليوم الثاني..كنت قد نسيت تماما جو المشاكل في بيتنا...ولكني سرعان ما استرجعت ذلك الوضع السيء... عاد أبي باختلاق المشاكل فضاقت علي الدنيا بما رحبت واسودت في عيني ولمت نفسي على عودتي..فمرضت حينها وذهبت الى المستشفى فاكتشفت أني مصاب بضغط الدم.. نعم أصبت به وعمري 19 ربيعا.. انتهت الاجازة.. وعدت الى جامعتي واخذت عهدا على نفسي أني لا أقضي في مدينة أهلي أكثر من أسبوعين..
علمت حينها ان علي الجد في دراستي كي لا أعود الى ماكنت عليه... فاجتهدت وتخرجت بمرتبة الشرف الاولى وتوظفت في وظيفة مرموقة ولله الحمد والمنه... وكان من اولويات اختياري للوظيفة هو ان تكون بعيده عن اهلي...
طوال فترة دراستي وعملي، كنت دائم الاتصال على والدي ووالدتي ومن يسأل عني من اخواتي واخواني.. ووالدي ووالدتي تغيروا كثيرا بحكم التقدم في العمر.. تغيروا للأحسن... وهم راضين عني ولله الحمد على الرغم ان والدي لا زال غير راضي عن معظمنا ولكن انا وعدد من اخواتي يعتبرنا حالة خاصة..
اقوم بزيارتهم مرتان في السنة... وعلافتي بأبي لازالت رسمية... ولا استطيع أن اغير ذلك على الرغم من محاولات والدي التقرب الي ويريدني أن اخاطبه واحاوره بدون رسميات... نادرا ما أضحك معه او مع معظم اخواني واخواتي...نفسيتي دائما اذا ذهبت اليهم تسوء حتى لو كانت الزيارة اسبوع... مجرد هبوط الطائرة..ينقبض صدري واتذكر الماضي التعيس..
انا في عملي جدي ونادرا اخرج عن دائرة الرسمية الا مع عدد محدد جدا من الاصدقاء الذين اعتبرها افضل من اخواني.. احد اخواني يعيش في نفس مدينة عملي..فهو سبقني بالهرب والابتعاد.. ولكننا لا نزور بعضنا ولا حتى بيننا تواصل بالهاتف... وباقي اخواني واخواتي لا يسألون عني نهائيا الا قلة.. أنا قررت في فترة اني اقطعهم على الرغم من معرفتي بأن ما افعله خطأ ولكني سئمت تجاهلهم لي.. رغم ان لا يوجد مشكلة حقيقية بيننا وعند زيارتي لبيت أبي اجدهم هناك واعاملهم بطريقة عادية جدا ولكن اتصال وسؤال لايوجد..
عشت وحيدا عند اهلي وعشت وحيدا عندما ابتعدت.. وسبب لي شعور بالانطوائية..وافضل البقاء لحالي كثيرا.. نفسيتي تتغير عند وجود أحد من اهلي بقربي... يتضح علي أنني أشعر بالضيق... واحاول قد الامكان أن اخفيه وخصوصا اذا استقبلت احدا في بيتي.. واقول في نفسي..أنه لا يجب أن يرى انني متضايق وهو ضيفا عندي.. ولكن لا استطيع..
معاملتي مع معظم اهلي الا قلة رسمية جدا... ولا أحب أن ابدأ حوار معهم... فأصبح يتداول بينهم بأني "نكدي" وأنا فعلا كذلك... ولا استطيع ان اصبح غير ذلك...
خطبت قبل فترة من عائلة محترمة... ولم يعلم بالامر الا اثنان من اخواتي وابي وامي... ثم بعد اتمام الخطبة.. اعلنا الامر للجميع... صدقوا او لا تصدقوا.. لم يبارك لي الا ربع عدد اخواني واخواتي..
بصراحة أنا اصبحت لا أبحث عن تواصلهم ولا يهمني وجوده من عدمه ولكني دائما اتعرض للوم من والدتي بأن لا ينبغي علي مقاطعتهم.. فدائما أرد بأن من يسأل عني سأسأل عنه...
أصبحت أشك في نفسي وخاصة عندما اقدمت على الخطبة.. أنا اعلم بأني اميل للوحدة وأخشى أن اظلم بنت الناس معي.. أحب أن يكون هناك يهتم بي واهتم به ويسأل عني واسأل عنه... ولكنني متردد كثيراً.. فالظلم ظلمات يوم القيامة.. ولا اعلم كيف سيكون وضعي وحالي بعد زواجي.. هل سيتحسن ام يسوء..
هذا ما يجول بخاطري واريد دعواتكم ونصائحكم