"" مميـَز "" والدتي رحمها الله. ذكريات ، وعظات ، وعبر . - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-2011, 09:35 AM
  #1
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  
"" مميـَز "" والدتي رحمها الله. ذكريات ، وعظات ، وعبر .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


مر على وفاة والدتي وقت طويل ، لكن لا زلت أتذكرها وأحن إليها . لذا ، فقد كان لي هذا الموضوع حيث الحديث عن أمي وعن كل أم .. لنتذكر أمهاتنا أحياءً أو أمواتا . تنذكرهم بالخير وندعو لهم .
لم أكن أرغب في الكتابة ذلك الوقت ولا أدري ما السبب
ربما كان الذهول والصدمة هما السبب ،،، أو عميق الحزن والألم ... لم أكن أتصور يوما أن فقد الأم صعب لهذه الدرجة حيث يكون الإنسان مفرغا من شيء مهم في حياته يصعب أن ينفك عنه ، وأنه كان مربوطا برباط وثيق أفلت منه بعد أن غادرته أغلى من عاش معها .


((وجود الأم التي هي محور تلك المرحلة ، وكل مرحلة ، وهي شاهد وثيق قوي الذاكرة على أدق التفصيلات ، والمرء يرى نفسه صغيراً مادام بحضور أمّه ، فإذا فقدها هَرِمَ فجأة )) سلمان العودة طفولة قلب .



إن الشوق والحنين لوالدتي يدير في مخيلتي ملامح مما عايشته في جزء من مسيرة حياتها ، وهذا جعلني أفرغ شيئا يسيرًا مما أختزنه لأختزله هنا وببساطة !!!! .

كان لا بد لي أن أكتب فقد كان في وفاتها رحمها الله عظة وعبرة وعبر ..

هل تصدقون أنني الآن لا زلت مشتاق !!!أنا الآن مشتااااااااااااااق لأمي .

مشتاق لرؤيتها ، فقد تعودت عليها ، وعلى حبها وتوجيهها ونصحها . اشتقت لأقبل رأسها ، وخدها ، ويديها ، اشتقت لأحضنها ..ولأشم رائحتها ..

نصيحتي لمن أمه على قيد الحياة وينعم بقربها أن يستغل كل الفرص بالتقرب إليها وأن يكون بارًا بها بكل ما أوتي من قوة

وأن لا يغضبها أو يحزنها يوما ما ، وأن يكون حبه لها أفعالًا وأقوالا وأعمالا .

أن يخلص لله في برها . في حبها . هي أهم من دنياه . هي أهم من أبناءه . هي أهم من الزوج والزوجة. هي أغلى من في هذه الدنيا كلها .

شاهدوا هذا المقطع.









تغير فهمي للحياة بعد وفاة أمي الغالية ، ولم أكن يوما أظن ظنا أن فهمي وإدراكي لمعاني الحياة سيتبدل بهذا الشكل .

فأتاح لي فهمي الجديد بأن أفكر بالآخرة مرات ومرات . وأن أنظر للدنيا بمنظار آخر ، وأسأل الله العظيم من فضله أن يكون في ذلك صلاح لي ولذريتي وزوجتي وأخواني

وأن يكون فيه هداية لي وتذكيرا على الدوام بأنني مفارق قريب لهذه الدنيا مهما غرني طول الأمل .



إليكم شيئا أعرفه عن سيرة والدتي رحمها الله وباختزال على الرغم من صعوبة الإختزال لمن يكتب عن أغلى إنسانة عايشها حياته !!!

كانت صديقتي ، ونعم الصديقة . كانت أمي ، ونعم الأم أمي . كانت أختي أيضا فنعم الأخت أمي .

كانت تحبني حبًا عظيمًا ، وتعطف علي وترحمني ، وتتعاطف معي دومًا



تنشغل بي دومًا ، ودائمة السؤال عني .

كم من مرة توسدت يدها لساعات فلا تتحرك حتى لا توقظني حتى لو توسدت يدها لساعات فالمهم أن أنعم بالنوم !!!



لم أكن الوحيد من أخوتي ينعم بحبها وعطفها وحنانها ،

بل الكل من أبنائها يظن أنه من أعطي هذه المنحة من الغالية ..

والعجيب الغريب أن هذا الحب والحنان والعطف منها لم يكن موزعا فينقص !

لكن قلبها الكبير كان أوسع وكان مليئا بالحب حيث احتل الحب في قلبها مكان أشياء أخرى لم تكن الحب ولا العطف ولا الرحمة ولا الحنان ..



((الحب الحقيقي))



((بعد أن انتهى من صلاته

قالت أمه: هل دعوت لي؟

قال : نعم أمي

...قالت : و ماذا كان دعاؤك؟



قال : قلت يا رب إن لم تجعلني لقلبها سعادة فلا تجعلني له وجعا

فسكتت و لم تقل شيئا !!



فقال لها : لماذا لم تقولي آمين؟

فقالت : لأني .......... في الحالتين أريدك !!!!))



كم جاشت مشاعري حين ابتعد عنها لمرض أوسفر حيث أحس بشيء ينقصني .. فكيف بي الآن وقد فقدتها تماما !

لن أنساك يا أمي ما حييت .

مهما كان الأمر فلقد سطرتي بأفعالك وأقوالك

مالم يستطع مؤلفوا المئات من الكتب أن يلقنوني إياه.

ولا حتى معلمي ، ولا ناصحي ومحبي .

كل أولئك كان تأثيرهم محدودا ، مقابل تأثير أمي



لا لشيء إلا لأنها الأم ، والأم صادقة مخلصة النية همها الأكبر أن يكون أبنائها بررة وعبادا صالحين .



كانت لي في حياتك عظات=وأنت اليوم أوعظ منك حيا



منذ أن عرفتها وهي تعاني ! كان عمري آنذاك لا يتعدى العشر سنوات .

كنت أراها تتألم !!! ألم شديد في ظهرها منذ كنت طفلا !!

! تسهر الليل لتصلي

لكن الألم يشوش صلواتها فتضيق لتشويش صلاتها فحسب !



كنت صغيرا أراها تتحسر أمام عيني فلا أملك سوى أن أبكي ،

وهل لي سوى البكاء !



أستطيع أن أسمي والدتي أم الأمراض _ رحمها الله _ فكم عانت وعانت وعانت ، وهي تسكت لا تنطق ببنت شفه ! لكني كنت وأخواني نرى ذلك في عينيها .







على الرغم من أمراضها وأسقامها ، إلا أنها كانت نعم الأم المربية أمي . ونعم الأم الحنون أمي . فكانت تؤدي دورًا مضاعفا في تربيتنا .

الصلاة . لا يمكن أن يبقى أحد أبنائها في البيت وقت الصلاة ، فهذا أمر مستحيل ، لأن مكانك هذا الوقت في المسجد ولا غير !! وحتى الفجر .

إيه يا أمي . كنتي دائمة الإيقاظ لنا وقت صلاة الفجر ومنذ طفولتنا ، فلم تكلي ولم تملي !!!

عشرات السنين وبشكل يومي تمر على جميع الغرف لتوقظ جميع أبنائها للصلاة ثم تعود لهم مرة أخرى وأخرى.

وتتابعهم جميعًا حتى ترى أنهم قد غادروا للمسجد ،



فرغما من أنفي سوف أذهب للمسجد لأصلي ولو كان الشتاء قارسًا ، فلا أهم من الصلاة .

وكانت نعم الزوجة لوالدي رحمهما الله .

كان دائم الثناء عليها أمامنا حتى حينما كنا صغارا . كان والدي مشغول بعمله ، وكان عمله يستدعي مناسبات كثيرة وولائم في البيت وذبائح ولم يكن يطبخ له سوى أمي وقد يكون ذلك أحيانا في الأسبوع مرات !!!

كانت زوجة مطيعة تحب والدي رحمه الله وتعاونه على الخير دومًا ..

كل ليلة اثنين أو خميس تقول له (( تصوم بكرة ؟ )) وغير ذلك من التعاون معه على الصالحات .



يتبع في المشاركة القادمة في الأسفل .

التعديل الأخير تم بواسطة مُنتهـى ; 22-03-2011 الساعة 08:04 AM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 PM.


images