العبوديـــه طريــــق الحريــــه !
(ان الله ابتعثنا وجاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام )
هذه الكلمات التي هي جزء صغير من حوار طويل بين رسول المسلمين ( ربعي بن عامر ) إلى قائد الفرس ( رستم ) .
كنت في حوار مع أحدهم وقال لي مالذي يجعلنا كمسلمين ندعوا غيرنا إلى ديننا , لماذا لا نترك الاخرين وشأنهم , قلت له هكذا أمرنا الله , نريد للجميع الجنة ونخاف عليهم من عذاب الله
قال كيف يفهم من لا يؤمن بالله أو من لا يؤمن بالبعث وبالحياة الاخره هذا الكلام
يومها ولقلة خبرتي وعلمي تلعثمت وحورت الموضوع
لكن السؤال ضل معلقا في ذهني , كيف أذهب إلى كافر ( سعيد ) بحياته وأدعوة إلى شيئ هو لا يؤمن به كحقيقة واقعه , هو لا يؤمن إلا بما يرى ويسمع فكيف سيؤمن بالغيبيات كالجنة والنار وقبل هذا بوجود الله ! بحثت عن جواب محسوس , لسؤال : لماذا الدعوة إلى الله ؟
::::::
بعد تخرجي من الجامعة مررت بانتكاسات حياتيه متكرره كان جُلها بسبب مؤثرات خارجيه , بالاصح بسبب الاخرين , المصيبة أن هؤلاء الاخرين كانوا هم أقرب الناس إلى قلبي , نعم بالغت في حبهم لدرجة أني خفتهم , لدرجة أني قد أتصبب عرقا بل ربما أنهار إن شعرت أني أحزنتهم أو أغضبتهم أو فقدتهم , لقد صرفت عبادة قلبيه عزيزه هي عبادة الحب والرجاء إلى غير الله فكانت العقوبة شديده جدا لا مجال لذكرها هنا .
البعض الاخر يصرف عبادات قلبية أخرى كعبادة الخوف, فيشعر بخوف شديد من انسان ضعيف مثله , يشعر أن هذا الانسان هو من بيده خزائن السموات والارض فهو من يرزقه بل من قد ينتزع حياته إن أراد وتحت هذا الضغط الهائل من الخوف سنجده يخالف دينه وأهله ومجتمعه لأجل هذا الذي جعله له صنما في قلبه .
وهكذا تتنوع عبودية بني البشر لغير الله , وقد أفردت المثالين بالذكر لأنهما أكثر الامثلة شيوعا وللاسف اكثرها خفاء , لكن الامثلة لعبودية غير الله كثيره ومنها عبودية المال وعبودية السلطه
والان
جميعنا يعلم أن هذه الامراض منتشرة في بني البشر جميعا , مسلمهم وكافرهم , وبالتأكيد هي سبب رئيسي في ( تعاسة ) من يعاني منها
وبعد أن أقررنا بوجود المرض ( ثم ) شخصناه يأتي دور العلاج
والذي هو وبالتأكيد ( الحرية ) من هذا الخوف
الحرية هذه التي لا تتأتى إلا بالكفر بجميع الاصنام البشريه , نعم الكفر بها والايمان بالله وحده
العبوديه لله هي من ستحررنا من الخوف , هي من ستمنحنا (السعادة )
فالدعوة لله عز وجل , هي دعوة جميع بني البشر للسعاده , فمن يكره السعادة ؟ ومن سيستغرب دعوتنا لها ؟
ختاما
هل فعلا عبوديتنا لله وحده لا شريك له , فتشوا عن قلوبكم وحطموا الاصنام إن وجدت .