
نحن و أبنائنا و الإجازة الصيفية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني و أخواتي الأفاضل الكرام
إن في حياتنا اليومية تتعدد الأشياء ذات القيمة النفيسة التي إذا فقدناها يستحيل تعويضها فهي إن كانت لنا اليوم أصبحت غدا لغيرنا من هذه الأشياء يبرز الوقت كأحد أهم عناصر النجاح في الحياةحيث أنني أسرد هذه المقدمة ونحن على موعد مع زائر خفيف في شكله ثقيل في مضمونه ألاو هو الإجازة الصيفية فياترى من أعد العدة لاستقبال هذا الزائر بعد انقضاء الامتحانات فمن البديهي أن يكون في حياة أبنائنا الطلاب و قت فراغ طويل خلال الإجازة الصيفية ينبغي قضاءه في المفيد فالوقت لومضى لن يعود وهنا يقع على عاتق كل أسرة حمل ثقيل في كيفية استغلال وقت الإجازة في كل نافع لأبنائها من علوم الحياة قد يقول قائل أن هذه الإجازة وقت للاسترخاء وحسب فنقول صدقت و لكن هل كل وقت الإجازة للتسلية لا و ألف لا فهذا الوقت أنت مسؤول عنه أمام الله عز وجل يوم القيامة عندما يسألك عنه فيم قضيته فبماذا ستجيب و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (نعمتان مغبون فيهما ابن آدم : الصحة والفراغ) فأي وقت أفضل من وقت الإجازة لاستغلاله وأي فراغ سنجده في غير وقت الإجازة فعلى الأسرة تنظيم وقت أبنائها بما ينفعهم و يجعلهم يخرجون من إجازتهم بشيئ مفيد و يصقل مواهبهم في شتى نواحي العلم و المعرفة فهناك حلقات تحفيظ القرآن الكريم و دورات اللغة الانجليزية و الحاسب الآلي والتسجيل في الأندية الرياضية وكل هذا على سبيل المثال وليس الحصر فقد سئمنا المناظر السيئة و العادات القبيحة التي تمر بناعاما تلو الآخر في الإجازات الصيفية التي من أهمها إدمان عادة السهر فنجد ليل الطالب نهار و نهاره ليل ممايؤدي به إلى تأخير الصلوات عن و قتها وتحدث لخبطه في نظام وقت النوم لديه مما يؤدي به إلى خلل في نظامه الصحي وقد أثبت الطب بأنه توجد هناك بعض الخلايا في الدماغ لاتؤدي و ظائفها إلا عندما ينام الإنسان ليلا فأين ذلك الأب الناصح و تلك الأم المربية للأخذ بيد مثل هذه الفئة من الأبناء و هم في سن المراهقة بأشد الحاجة للنصح و التقويم فكلمة طيبة من أب عاقل و متزن أو أم حنونة وعطوفة قد تقع في نفس الابن موقعا يقوده لسبيل الهدى والرشاد فتكون تلك الكلمة كبذرة طيبة الأصل و جدت تربة خصبة في حقل تلك النفس البريئة فنمت و ترعرعت لتؤتي ثمارها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ليجني زارعوها
(الأب و الأم) خيرا يعم بنفعه القريب و البعيد فنحن أمام مسألة ليست بالهينة أيها الأب وأيتها الأم فأبناؤكم حقل أنتم زارعوه فاختاروا أحسن البذور لتحصدوا ثمارا يانعة تغدق عليكم الخير الوفير و موسم الإجازة الصيفية هو أول مواسم زراعة القيم فانتهزوه ولا تستعجلوا الحصادحتى لوجاء متأخرا خير من ألا يأتي أبدا وتذكروا قول المطفى عليه السلام
(كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)
فأنتم من يختار البذرة وأنتم من يحصد ثمارها
وبارك الله لنا ولكم في ذريتنا جميعا اللهم آمين يارب
وأتمنى للجميع إجازة سعيدة
بإذن الله تعالى .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
__________________
جمال العقل بالفكر
وجمال اللسان بالصمت
وجمال الحال بالإستقامة
وجمال الكلام بالصدق
اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
التعديل الأخير تم بواسطة أم سلطان1 ; 16-06-2011 الساعة 04:51 AM