سأحاول أن أكون موضوعية في طرحي ولتعذرني النساء فهناك ملابسات بسيطة وقليل من التحامل وإن كنت أتفق معهن في مجمل الحديث
أما إنكار اضطهاد المرأة فأنا أيضا ضده لأنه إنكار للواقع
إلا أني أتفق مع الأخ أبو حكيم والأخ صقر الشرقية في أن خيانة المرأة لا تتساوى مع خيانة الرجل أخلاقيا
بدليل أن الله قدم الزانية على الزاني في سياق الأية بينما قدم السارق على السارقة
فالفتنة بالمرأة أكبر من الفتنة بالرجل لذلك كان على المرأة أن تتحجب وألا تخضع بالقول والإستدلال بقصة يوسف من قبيل الإستدلال بالأقل حدوثا على الأكثر حدوثا
كما أن المرأة هي الأقدر على صد الرجل فحيائها يمنعها أن تتمادى مع الرجل إن تحرش بها
بينما يحتاج الرجل لقوة أكبر لكي يصد المرأة أن تحرشت به فالرجل يملك الجرأة
ولديةطاقة جنسية أكبر في كثير من الأحيان من المرأة ولدية أيضا قدرة على تعدد العلاقات لذلك كان بإمكانه شرعا أن يتزوج بأربع نساء
لذلك قصة يوسف عليه السلام تحكي لنا كيف استطاع عليه السلام الثبات بالرغم من كل المغريات حوله
أيضا من السبعة الذين يظلهم الله بظلة يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال أني أخاف الله أو كما ورد وإن كان العكس يشمله الحديث أيضا
إلا أن ذكر الرجل دليل على سبل الخيانة ميسرة له أكثر من الانثى وكبح جماح نفسه يحتاج جهدا أكبرلذلك استحق أن يذكر في الحديث
حيث أن لزنى المرأة تبعات تظهر عليها كالحمل سفاحا و فقد البكارة كل هذا يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على الزنى
بينما الرجل يستطيع التملص بسهولة أقلها سيقول التي رضيت أن تنام معي ستنام مع غيري
فضلا عن التبعات الأخرى التي أشار لها الأخوة لذلك إذا زنت المرأة بعد هذا كله فإن ذلك يعني فسادا كبيرا في أخلاقها
لكني أأكد في السياق ذاته على عدم التهوين من خيانة الرجل
فأنا لا أرى المشكلة في تغليظ خيانة المرأة ولكني أرى المشكلة في تهوين خيانة الرجل بشكل مبالغ فيه مما ساهم في استشراء الخيانة لديهم
فلو تم تهوين زنى المرأة اجتماعيا وأصبحت كالرجل لطم الفساد وعم لكن لو تم معاملة خيانة الرجل معاملة قريبة من خيانة المرأة لضاقة دائرة الفساد
خاصة أن مجتمعاتنا ابتعدت عن تطبيق الشرع بشكل كامل وصحيح وقل فيها الوازع الديني فلم يبق إلا الضغط الإجتماعي أو العودة إلى مجتمع كمجتمعات صدر الإسلام
أما جزئية الحلول المقترحة على الرجل والمرأة لإستمرار العلاقة الزوجية وهي بالمناسبة كثيرا ما تطرح كنقطة اعتراض
فلاشك بأنكم تدركون أن طرفا العلاقة الزوجية ليسا بذات الدرجة
فالرجل يتفوق على المرأة بدرجة القوامة وممايترتب على هذه القوامة ((كالعصمة)) قال تعالى " وللرجال عليهن درجة"
وبماأن العصمة والقوامة بيد الرجل ففي حال أتت ألمرأة شاكية من تسلط الرجل أو خيانته ..الخ
فأمامها إحدى طريقين أم طلب الطلاق ولو كانت المرأة تريد سلك هذا الطريق لسلكته ولكن عندما تأتي المرأة للإستشارة فهي
لاتريد أن تتطلق بل تريد أن تصلح من وضعها مع زوجها ومع ذلك يأتي من ينصحها بالطلاق
مع أني أرى أن قرار كقرار الطلاق يجب أن تتخذه المرأة بقناعة تامة منها ويصدر منها بكامل إرادتها وليس بتمليه من أحد
نأتي للشق الثاني وهو الإصلاح والأصلاح لن يكون بأي حال من الأحوال بالقوة فالمرأة هي الطرف الأضعف ولو استخدمت القوة فإن الطلاق هو مصيرها بلاشك
لذلك يوضع هذا في الإعتبار فلا يتم نصحها بشيء قد يؤدي إلى خراب بيتها فهي أتت لندلها على مايصلح بيتها لامايهدم بيتها
لكن ممكن إتباع أساليب أخرى ودائما ما يتم نصح المرأة بأحد تلك الطرق كالإستعانة بأهلها لاسيما لو كان خطأ الزوج جسيما
كالضرب أو الخيانة...الخ مادامت لاتبحث عن الطلاق وإنما تبحث عن الإصلاح
وليس من السهل أيضا إدخال أطراف أخرى في المشكلة حتى لاتتضخم ثم لايمكن السيطرة عليها لذلك لايتم للجوء لأطراف خارجية إلا إذا تعذر عليها إصلاح الأمر بنفسها
أما الأساليب الأخرى والتي غالبا ما يتم توجيه المرأة إليها وهي الدعاءالصبر استخدام الحيلة وكيد النساء فالله أودع في المرأة ذكاء أنثوي تستطيع من خلاله
سلب لب الرجل الحازم كما ورد في الحديث الشريف
وقد وصف الله كيد النساء بأنه عظيم فلواحسنت المرأة استخدام هذا الكيد لصالحها لاستطاعت تطويع الرجل لها
أما بالنسبة للرجل فهو الطرف الأقوى في العلاقة الزوجية لكن هذا لا يعطيه الحق أن يبدأ في تأديب الزوجة بطريقة عكسية
بل يبدأ باللين والتوجيه اولا ثم ينتهي بالضرب الغير مبرح والهجر
ما أريد الوصول له أن الرجل شرعا ودينا لديه وسائل تأديب متعددة ولديه خيارات تفوق خيارات المرأة ولايمكن أن يتساوى الرجل والمرأة في ذلك
الأمر الذي يجب التأكيد عليه بخصوص الرجل هو أن يتدرج في استخدام الوسائل المتاحة له فقط
إذن الإختلاف نتيجة حتمية لإختلاف الطبيعة بين الرجل والمرأة وبما فضل الله به بعضهم على بعض
أما الإستشهاد بالغرب في احترام المرأة فهو في غير محله فإن كانوا إحترموها في جانب فقد أهانوها وامتهنوهافي جوانب أخرى أكثر أهمية
بل إن المساواة بينها وبين الرجل بالمطلق اكبر أمتهان لها فالله تعالى يقول " وليس الذكر كالأنثى "
وإن كنا سنقارن بين مكانة المرأة في الغرب وبين مكانتها في الشرق بموضوعية سننتهي بأنها مهانة هنا وهناك وربما هناك بشكل أكثر بشاعة
أخيرا كما أن الرجل مسوؤل عن هذا الإضطهاد فالمرأة أيضا تتحمل جزء من المسؤولية فلابد أنكن لمستن أن المرأة عدوة المرأة سواء كان ذلك على أرض الواقع
أو هنا في بعض الردود على المواضيع أقلها عندما ينوي الرجل أن يتزوج بامرأة مطلقة فأول من يقف في وجهه هن أمه وأخته ....
ثم من المسؤول عن التربية أليست هي مسوؤلية المرأة في المقام الأول
أسمحن لي أن أقول بأن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لنبدأ التغيير بأنفسنا
لتحترم وتقدرالمرأة نفسها ثم لتحترم أختها المرأة ولتربي نشأها على إحترام النساء عندها لن نحتاج أن نستجدي الرجل لكي يحترمنا
دائما التغيير يبدأ من النفس ثم ينطلق صداه للأخرين وليس العكس
بالتوفيق
__________________
[استغفرالله وأتوب اليه.]