"النصائح النسائية الهدامة" - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-2011, 10:53 AM
  #1
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
"النصائح النسائية الهدامة"

تعجّ الكثير من مجالس النساء بالكثير من الغثّ في القول، والسمين من المبالغات، والعديد من المفردات الإضافية ما يقود السامع إلى اتساع حدقة عينيه، ومطّ شفتيه من مقدار الدهشة والتعجّب.
من ذلك ما سمعنا عما يفعله بعض النسوة –هداهنّ الله لطاعته- في المجالس من حشوها بقصص الأزواج، وحكاياتهم، وعلاقاتهم، وتصرفاتهم مما يصدق، أو مما يكذب، أو مما يختلط بالصدق والكذب في طيّات الحديث.
وترى المتطوّعات منهنّ ترمي بالنصائح التي تبدو في ظاهرها النصح والشفقة على النساء حواليها وفي باطنها السوء والدمار للبيوت، وتجعل هذه النصائح في ثوب جميل وقصص رائع يثير الانتباه.
وما علمت أن هذا القول المشين الصادر منها على رؤوس الأشهاد يعدّ مؤشراً أولياً لهدم بيوت المسلمات الأخريات على رؤوسهن من حيث لا تشعر أو تشعر؛ لأن هذه النصائح والكلمات لا بد فيها من نشر غسيل البيوت وأسرارها، إضافة لمحاولة تطبيقها من امرأة أخرى فتخسر وتخيب.
تخرج هذه النصائح عادة على خلفيّة تجربة فاشلة، أو زوج له مواصفات معينة مما يصلح معه تصرف ما، أو من طبيعة مجتمع هي تعيش فيه، أو من حقد باطنيّ أو غضب مخفيّ ضد الرجال، أو حسداً لأخريات من باب تنكيد حياتهنّ، أو من طبيعة التحدث النسائية التي يطورها الشيطان للوصول إلى هذه المواضيع. لذا تجد هذه النصائح محرّضة في حقيقتها من حيث لا تدري المتحدثة بذلك؛ فتجد التعميم في القول عن عموم الرجال، وما يصلح لهم جميعاً بلا استثناء من تطبيقات ودروس وعبر.
ثم أن المستمعات لهؤلاء النسوة الناصحات يختلفنَ ما بين مستمعة منصتة باهتمام شديد من قلبها وعقلها وشيطانها الذي يستأنس لهذه الأحاديث ويبدأ في رسم المخططات الكارثية لها لبدء التطبيق حال عودتها لبيتها مع طمأنة النفس بالنجاح المنقطع النظير جرّاء ذلك. ومابين مستمعة تبدي اعتراضاً أو نقاشاً حول هذا الأمر كي يقولوا عنها فلانة حكيمة واعية، لكنها في البيت تسقط في الامتحان الأول، ويتّضح أثر ذلك النصح في موضعه. ومابين مستمعة تعرف أن هذه أموراً نسائية غير صحيحة فتعرف قدرها وقدر زوجها وبيتها فيبارك الله فيها وفي بيتها وزوجها.
هؤلاء النساء المسكينات تجهل أن الرجال ليسوا بسواسية فما يصلح لزيد لا يصلح لعمرو، وأن النصائح والتجارب وإسقاطاتها لا تقع على الكلّ بحذافيرها أبداً؛ فالحياة الزوجية مختلفة من أسرة لأخرى في تفاصيلها.
إن تطبيق هذه النصائح يحوّل الحياة الزوجية لهذه الزوجة أو التلميذة المطبّقة إلى نكد، وتنغيص، وضيق، ونفور، وكثرة خصام، وشقاق، وينقلب السحر على الساحر.
ثم أني أستطرد فأقول: كم سمعنا من شكاوى الرجال في ذلك، وما يلاحظونه من تغيّر مفاجيء في سلوك زوجاتهم بعد زيارة ما أو اتصال ما، وحين يدقّق في الأمر أو يتتبعه يكتشف أن ما صدر من زوجته كان بسبب نصيحة من هنا، أو كلمة من هناك.
يقول أحدهم: إني أعرف امرأتي، والتحريض الذي يأتيها حينما أسمع كلامها وردّة فعلها بعد أن تركب معي السيارة من بيت أهلها، فأعرف أن هناك شيئاً قد قيل.
ولو علم هؤلاء النسوة الناصحات أنهنّ لا يبلغن مبلغ لقمان في حكمته، ولا صدق الأنبياء في نصحهم ووعظهم للأمم لتوقّفوا عن تلك النصائح المشينة الهدّامة المحرضة للبيوت.
وأرى أن هذه النصيحة لو طبقتها امرأة أخرى فوقع طلاق عليها أو هجر أو سوء فإنها تبوء بإثمها وإثم من معها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ملعون من خبّب امرأة على زوجها) رواه أبو داوود والحاكم.
والمعنى: إفساد أخلاق الزوجة على الزوج، والتسبب في نشوزها.
ومن المعروف أن اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
إني لأشفق حقاً على هذه النوعية من النساء المتبرعات بالنصائح المجانية؛ لأنهنّ جاهلات بحقوق الزوج ومكانته بالإسلام، وما ورد في ذلك من آيات وأحاديث لو اطلعت عليها لسلّمت الأمر لله من قبل ومن بعد، ولسمعت وأطاعت زوجها، وعرفت أن هذا فضل من الله على الرجل وتكليف وأمانة أن جعله صاحب القوامة والسيادة والتأديب والملزم بالنفقة في بيته.
أيضاً نلاحظ أن المرأة التي لديها هدف في حياتها، أو عمل، أو وظيفة، أو شيء آخر يشغلها بخير أو طاعة أو إيجابية أو تطوير لها ولقدراتها ولذاتها كي تربّي أولادها فإنها لا تلتفت عادة لهذه الأمور، ولا تجد وقتاً لها.
في الجهة الأخرى أنا لا أعترض أن تستمع المرأة للنصح أو تطلب الرأي والمشورة من أحد. لكن الواجب أن تطلب النصيحة والرأي من امرأة عاقلة واعية هادئة رزينة كتومة متفهمة حافظة للسر وذات دين وخلق، مع ضرورة إغلاق أذنها لكل نصيحة هدّامة مغرضة، وأن تجعل عقلها حاكماً لما تسمع وترى.

:::
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
أخوكم في الله/ المهندس حاتم بن أحمد -الرياض
17/7/1432 هـ



 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM.


images