حوارٌ مع النساء حول المظاهر
من حسن حظي أني نشأت في عائلة من الطبقة المتوسطة التي لا تهتم كثيراً بالشكليات، تبحث عن المعنى والروح والصفاء لا تركز كثيراً على الشكليات من حيث المظاهر، اللقاء الاجتماع بحد ذاته هدفاً للأنس والمتعة وليس لاستعراض نوعية الملابس أو الماركات أو قدرة الأبداع في التجميل من حيث المكياج والقصات وغيرها.
أطلعت على نوعية كثيرة في مجتمعنا سواء حين أكون في بلدي أو في الخارج فأذهل من ذلك الأهتمام والتركيز على قضاء المال في الملابس والاحذية وكل مايتعلق بأظهار الشكل والأهتمام به ناهيك عن عمليات التجميل، والانتقال بين أنواع الأسواق والمولات، ورغم أن الأهتمام بالمظهر والتجمل مقبولاً ولا خلاف فيه إذ أن الله جميل يحب الجمال، إلا أن الأمر الغير معقول هو ذلكَ التنافس المحموم على شراء أغلى وأرقى وأفضل الموديلات سواء كان ذلكَ على صعيد الملابس أو الشنط أو الأحذية أو غيرها مما يعرفه النساء، والهدف هو أن يشاهد الأخرون ما ألبس ليثير أعجابهم ويقولون الله ما أجمل ماتلبسه فلانة!
تتحدث إلي بعض الأخوات فتقول أن أختي أو صديقتي أو قريبتي تقضي 90% من راتبها على شراء الكماليات وأنواعها، وهنا لا أعترض على أن يتصرف المرء بماله بما يريد فهذه مسؤوليته ومشكلته أولاً وآخراً إلا أني أتساءل هل هذا دليل على خواء داخلي حين يكون المرء فارغاً من الداخل فإنه يعلي من التركيز على الشكل!؟ فالثقافة والوعي والأوليات غائبة عن القائمة، هل هذا يعني غياب الرؤية والتخطيط والتفكير العميق والبعيد من حيث استثمار المال أو أنفاقه في أمور تطويرية أو مفيدة على صعيد الشخصية والعقل والتربية والأمور الأنتاجية؟
ملاحظات وتساؤلات أتركها للأخوات فهن أعلم مني بعالمهن، وكذلك المجال مفتوح للرجال بأن يدلوا بما في جعبتهم.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..