بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله
نعلم جميعا موقع الأم والأب وما يستحقان على كل حال ومهما كانا عليه من دين وسلوك
وهذا الدرس يساعد على قراءة الأم والأب لنتمكن من برهما على الوجه الأكمل ولئلا يجد الشيطان من أنفسنا مدخلا عليهما.
الأم والأب هكذا ننظر لهما من زاويتنا فنجلهما ونقدرهما ونفترض فيهما قدرات كبيرة وسلامة تامة لما نجد في أنفسنا لهما من محبة وتقدير وتكريم وما نجده منهما من آيات الرحمة والحنان والتضحية.
هذه النظرة الكريمة منهما لنا ومنا لهم تحجب عند البعض زاوية أخرى لشخصيتهما لا ننظر لهما منها وهي جديرة بذلك.
مما سبق ندخل لدرس اليوم
ابني/ابنتي إعلما أن هذه الأم هي نتاج المجتمع الذي هما فيه ومن الجيل الذي قبلهما فقد كانت هذه الأم طفلة صغيرة تعرضت لما تتعرض له من هن في سنها في مجتمعها ممن حولهن ولها قدرات عقلية تستوعب بدرجتها ما يدور حولها وتم تحميل ملفات كثيرة سلبية وإيجابية فيها حتى كبرت وتزوجت بأبيك لينتج منهما أنت
وكذلك الأب كان طفلا ثم مراهقا ثم شابا ثم تزوج بأمك
من هذا المنطلق نجد أن أمك وأباك من زاوية شخصيتهما المستقلة ما زالا يحملان تلك الملفات السلبية والإيجابية ويوظفان ما يستطيعان من الايجابيات والاستفادة من السلبيات لتربيتك على ما يتيسر لهما من العلموالدين ووعي العلم والدين
من هذه الملفات السلبية بعض المنغصات المتراكمة التي تركت في أنفسهم جروحا تنزف من اداخل وتتجدد من حين لآخر وتستغرب من تصرفهما على نحو غير منطقي أحيانا ولا تصارحهما بذلك وخاصة بين الابن وأبيه والبنت وأمها من باب إجلالهما وأنهما لم يمرا بما ينكد عليهما لما تراه من مثالية يقدمانها لك بالقدوة الحسنة.
عندما نكبر وخاصة عندما نتزوج ونتساوى مع والدينا في حياتهما الكاملة لعلنا نفتح بعض الملفات القديمة معهما عن طفولتهما وعن مراهقتهما وشبابهما ونتركهم يتكلمون براحتهم ونتفاعل معهم وبشيء من المرح نتجاذب معهم فحص هذه الملفات لنساعدهم على التخلص مما تراكم في أنفسهم من ملفات سلبية ولنتمكن من قراءتهم بشكل أفضل لننال شرف برهما.
أمثلة:
1- الحديث مع الأم عن الحب وأيام الزواج الأولى.
2- الحديث عن التنافس مع من هن في سنها.
3- الحديث عن أسباب النجاح وعدم النجاح في الدراسة والحياة.
4- الحديث عن تدليل الجد للوالدة يوم كانت طفلة .
5- المواقف المرعبة والمؤلمة وكيف تصرفا وقتها.
تلميحة:
كانت سيدتي الوالدة تتكلم عن طفولتها بروايات جميلة عن طفلة بصيغة الغائب وكنا نعشق هذه الروايات
وتكحل هذه القصص بآداب وتوجيهات تمكنت مني وأخوتي ولما كبرنا وجدنا تلك التوجيها معنا في كل موقف.
من تلك القصص وما عايشته معها رحمها الله لمست الفرق بين أدوارها في الحياة رحمها الله بين دورها كأم ودورها كزوجة ودورها كإبنة ودورها كجارة وغيرها من الأدوار وتعلمت كيف التعامل مع كل دور في حياتنا بما يناسبه.
وينسحب على الأم والأب من في حكمهم وفي سنهم ممن يحيطون بنا ونستفيد من ذلك فهمهم وكيف نتعامل معهم بما يريح الجميع.
رحم الله سيدتي أمي معلمتي الأولى مع سيدي الوالد رحمه الله وأمهاتكم وآباءكم وجميع المسلمين.

__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.