أختي الكريمة، على مايبدو أن صدمة الزواج السابق وشخصية الزوج وماحدث من أحداث في حياتكم الزوجية والتي قد يكون سببها هو أو "أنتي" جعلكِ تتخذين هذا المسار، ولو كانت حياتك الزوجية السابقة مناسبة ربما استغربتي واستنكرتي من تفكر في المسيار.
في أعتقادي أنكِ تعيشين تحت وطأة ذلك الزواج السابق، وربما طلبكِ للمسيار كرد فعل من ذلك الواقع ليس إلا، أحياناً نصور مانريد كما نحب ونتخيله ونريده ولو دخلنا لدهاليزه وسلبياته لرفضناه. بالنسبة للفارق العمري فمن حقك، أما أنكِ لاتريدين قبيلي بحجة أنه قبيليه تربطه العنصرية وتغلق عليه، فحكمكِ ليس بمكانه فليس كل قبيلي متعصب وكثير من القبيليين من يمتلكون فكراً راقياً بعيداً عن أي أشكال التعصب والانغلاق والتخلف، النقطة هذه ربما ستشكل لكِ حجزاً كبيراً، لذلك أنزعي عنكِ فكرة أنكِ لاتريدين قبيلي، لأنه لدى مجتمعنا أشبه بالمستحيل أن تأخذي شخصاً غير قبيلي وعند بعض القبائل لايقبلون حتى أن يزوجوا بنتهم من خارج قبيلتهم! اهتمامكِ بالفلسفة وإفلاطون وغيرهم من الفلاسفة لايعني بالضرورة أنكِ تسيرين في مسار إيجابي أو واقعي، هذا قد يعمق الفكر المثالي والتخيلي لديكِ وبدلاً من أن يجعلكِ تفهمي الواقع وتنتقديه مع مراعاة تفهمه سيرمي بكِ إلى أحلام وردية مفرطة في حلمها، وهذا التفكير ربما هو ما أضركِ كثيراً، وليس من الحكمة أن نتخيل عالم مثالي ثم ننسى واقعنا، واقعنا بايجابياته وسلبياته والتي يجب أن نتعامل معها بواقعية بعيداً عن النزعة الثورية التي لا تفيد ولم تفد سيدات وسادة مخضرمين على مدار التاريخ وبالذات عصرنا الحالي. الرجل المثالي الذي أعجبكَ شخصيته، ليس بالضرورة أبداً أن تعجبكِ حياته الزوجية، ذلك الرجل بثقافته ومثاليته وبحسه الذي وافق هواك وميولك غالباً يكون كذلك على المستوى العام ولكن لو دخلتي في التفاصيل لهلكتي، كثير جداً من المبدعين والمتحدثين والبلغاء واللذين يبهرون الناس بآدائهم أو دقة أفكارة وجمالها على مستوى الواقع مختلفين، ولكِ أن تتبعي سير كثير من هؤلاء لتفحصي مسيرة حياتهم الأسرية ومدى مثاليتها ونموذجيتها. أقولها بكل صراحة لكِ ولغيركِ لن ولن تجدي ماتريدين، بكل بساطة لأننا مازلنا في عالم الدنيا، عالم الأخطاء والعيوب، والحكمة يا أختي هي أن تنزلي للواقع وتتماهي معه وتطوري مافيه من أفكار بقدر استطاعته وتتعايشي مع لم تستطيعي تغييرها، وهنا يكمن العقل والفن والذكاء. أجزم أن التأثير الأكبر لما تريدينه الآن جاء نتيجة حياتكِ الزوجية السابقة، زوج سيء أو زوجين لم يفهموا بعض أو كلاهما أخطأوا، وبالتالي جاءات الصدمة، ربما جائتكِ الصدمة منذ بداية الزواج، وكونكِ فتاة حالمة منذ مراهقتها وتتخيل حياة زوجية وردية كغيركِ من كثير من الفتايات انصدمتي بواقع مختلف للحياة الزوجية وبزوج مختلف عما رسمتيه في ذهنكِ فأثر ذلكَ على حياتكِ الزوجية وتفاصيلها وتم الطلاق ورجعتي لأحلامك الطفولية الوردية لأنها تمدكِ بشئٍ من الآمان والآمال والخيال والاشباع النفسي. فيما يتعلق بسؤالكِ، بالنسبة لو كنتي أختي فلن أرى أن المسيار طريق لحياة زوجية مستقلة مستقرة، ومن خلال اطلاعي على من يرغب المسيار فإنه في الغالب المحرك الأساسي له هو الجنس، وبالتالي لا أؤيد قراراك، ليس لأن المجتمع يستنكر هذا الشيء ولكن لأنه لن يكون من صالحكِ لو قررتي بحكم معرفتي بأكثر ممن يرغب بالمسيار، لكن لا أملك السلطة عليك حتى لو كنتِ أختي وسأعبتر أن هذا توجهك إذا رغبت في هذا الطريق مادام أن الأمر حلال. يجب أن تقفي مع نفسكِ قليلاً، وتحددي خياراتكِ بكل واقعية وتنظرين إلى الجوانب جميعها الإيجابية والسلبية وليست السلبية فقط، سيساعدكِ الجميع إذا أحببتِ أن يساعدكِ البعض في رسم بعض ملامح المستقبل وماينبغي عليك. |
مواقع النشر |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|