توفي من احببته
(توفي من احببته)
من المتوقع أي كاتب قد يمضي في كتابته عن كل أموره و مكنونات
صدره و يجد بها المتنفس الوحيد في وقت أصبح فيه الصديق يعين
الضيق؛ و لابد من الأحرف أن تكون خادمه الذليل في هذا الأمر ، بعد محاولات مريره من صديقتي علي الكتابه، أجريت عدة محادثات مع
الكتابه، لتتضادا هيا و صديقتي معا، و علي مضض سأكتب ما يجب أن
لا أكتبه ! لا أكتب لمجرد الإعجاب لأنني أعلم يقين أن أحرفي ليست في مقام التقييم و التنقيب ،اترك كل هذا إن كنت من يظن أن المقدمه
شئ من الغرور و الكبرياء ،أنصحك أن تغلق الموضوع و تقدح كوب
من الشاي و تذهب بعيدا عنه.ارجوا المعذرة علي الإطاله و لكن كما
"يقولون شر لابد منه" (( لا لا لم تمسك علي شئ ، إذ أنني أرى
المقدمة شيء لا أحبذه في كتاباتي _لعلك انهية كوب الشاي و تريد
تصيد الأخطاء_)) سأقص اليوم قصة لعلي عنوانها سيكون آخرها ؛
الحب من منا لم يذقه، أو يتنزه علي بحيراته، أو حتي يعلق علي رقبته
تلك القلاده ،أو يوشم علي جداره ،أو حتي يضع تاج علي رأسه، كلنا
مضينا هذا الطريق، و كلنا أستمتع بقطع الحلوي التي يقدمها في
باديء الأمر، البعض لم يفلح ،و البعض لم يستجب له، و البعض قد
فاز، و الكثير قد خذل،" أبطال القصة اليوم نحن" و أحداثها جل
مشاعرنا .لم يأن لها الظهور إلا اليوم، ولدت و نشأت و ماتت هنا ،و لكن مع الله أحادثه بها لأنه لا يمل تكرارها و سماعها.
بدأت الحب منذ العاشره من عمري، كنت حقا أري به أمرا لا أراه في
شخص آخر، كبرت و خبئت ذلك الطفل الشقي عن العالمين ،_إلا الله
علاقتي بالله جدا قويه إذ أنني أخبره بكل شيء _أخرجت يوما ذلك
السر لصديقة ما في مراهقتي و وبختني أشد توبيخ ،لم أعي لماذا ؟و
لم اسأل؛ و لكن حملته بين ذراعي و ارغمته علي البقاء هناك، حينما
أصبحت ناضجة و لم أقبل بأي خاطب ،فكرت مليا كيف سأفوز بقلبه
،طرأ لي الأمر في رمضان قبل الماضي ،و شددت أزري و مضينا رحلة
للعمرة مع والدي، حينها رفعت يداي و دعوت دعوة كانت مفادها
(ربي إن كان خيرا لي فيسره لي و قربه مني و إن كان شرا فأهديه و
اصلحه و قربه منك ثم اجعله لي خيرا و رشدا) و شهر ربيع الأول
كانت خطبتي منه ،فرحت كثيرا و لم أخبر أحدا بشأن ذلك الطفل الذي
بقلبي، مضت الحياه و شهر ذو القعدة من هذه السنة كان عقد قراننا
،و حينها أخبرته بحبي له، و ما كنت أكن له حينها، صارحني بحبه!! لم
اصدق أكان حقا يحبني!! شعرت أنني طائرا يحلق بحرية فوق المحيط
بعد سجنه ستة عشر سنه؛ تنفست الصعداء، و أخبرني في مكالمة
طويله أن الزواج سيكون في شهر رجب من هذه السنه، انتهت القصة
عند هذا الحد ،ليست نهايتها مفتوحه أو غامضه، أو شيء من هذا
القبيل، و لكن أحب لقاء الله فأحب الله لقائه، توفي في شهره المحرم
و فاضت روحه الي باريئها* ،و ارجوا ان يزف الي جنته راضيا مرضيا.
لعلي م يراه القاريء غير ما يراه الكاتب، الأمر ليس موجع لأنني أعلم
حقا أن الله كافيني من: الهم ،و الغم، و الحزن، راضية بما قسمه الله
لي، و لكن كل الذي يشغلني أن أري ما صنع الله به ،
قدمت ما عند الله علي حزني، و سخطي ،و ألمي، بنية أن يرضي عنه
رضي لا يسخط بعدها عليه ابدا
انتهت القصه، و انتهت أحداثها هنا ،و لكن مازالت قائمة بيني و بين الله ،إذ أن حبي له صادق و ليس مجرد شعور و يختفي ،لم ينتهي
لأنني أري أن الحب دعاء لن ينقطع إلا بموتي.
عزائي الوحيد أنني واثقة بأننا سنجتمع في مكان لا نجوع فيه و لا نعري .
ومضه*
* وانّي متى ما أدعُ باسمكَ لا تُجِب
وكنتَ جديراً ان تجيبَ وتُسمِعا
وكان جناحي ان نَهضتُ أقلّني
ويحوي الجناحُ الريشَ ان يتنَزعا
وعشنا بخيرٍ في الحياة وقبلنا
أصابَ المنايا رهطَ كسرى وتبّعا
وكنا كندماني جذيمةَ حقبةً
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تَفَرّقنا كأني ومالكاً
لطول اجتماعِ لم نَبت ليلةٌ معا
فان تكن الايامُ فَرَّقنَ بيننا
فقد بان محموداً أخي حين ودَعا
أحب الرثاء الي قلبي و لم أكن أتوقع أنني سأرثي به حالي .
انتهي.
(تم التعديل ليتناسب مع المضمون)
__________________
اللهم اغفر و تجاوز عن مالك ربي يمن كتابه و يسر حسابه اللهم أطعمه و اسقه و اكسه من الجنه اللهم بيض وجهه يوم تبيض وجوه يارب قد حل ضيفا عندك ف أكرمه بكرمك اللذي يليق بجلال وجهك و عظيم سلطانك#آمين
التعديل الأخير تم بواسطة مدن السلام ; 05-11-2014 الساعة 03:33 PM