بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا
وإليكم هذه الإضافة:
نظرا لا نتشار التساهل بين المخطوبين في بعض البلاد
ونحذر بأن
فترة الخطوبة لإجراء الاختبار فقط ، وأيضا
للتعارف بين العائلتين، ويجوز للخطيب أن يرى من المخطوبة
وجهها وكفيها ، ويجلس معها في حضور محرم منها ويكون رجل بالغ عاقل،
وينبغي أن نعلم أن الأصل في هذا الموضوع
أن نستمده من الشرع وليس من العرف أو العادات أو التقاليد.
ففترة الخطبة ليست محطة لتفريغ الشهوات
والعواطف سواء أكان هذا عن طريق الكلام،
أو الفعل، أو غير ذلك، ولا يجوز تبادل الكلمات التي تثير العواطف ،
وتحرك الشهوات، ويحل للخاطب أن يجلس مع مخطوبته في وجود محرم،
فقط في وجود محرم ويتكلم معها في حدود
ما يسمح به العرف المنضبط بالشرع،
حيث إنها ما زالت أجنبية عنه حتى يعقد عليها.
فللخاطب أن يرى من مخطوبته وجهها ويديها حتى يتبين ملامحها ،
ليكون أدعى إلى القبول بينهما ، وأنفى للجهالة ،
ولا مانع من النظر بشهوة أثناء تعرفه عليها ، كما قال النووي ،
وله أن يعيد النظر ويكرره ، حتى يكون على بينة من أمره .
فإذا رضي بها وأعجبته فلا يجوز له أن ينظر إليها بشهوة ،
والخاطب أجنبي عن مخطوبته لا يحل له منها إلا أن يرى وجهها وكفيها ،
ولا يجوز له أن يلمسها ، ولا أن يتحسس جسمها ، ولا أن ينظر إليها بشهوة ،
ولا أن يقبلها ، ولا أن يقترب منها بحيث يكون ملاصقا لها ،
ومماسا لجسدها ، فكل ما له هو أن يجلس معها في وجود المحرم ،
وتجلس هي ولا تظهر سوى الوجه والكفين ،
ويتبادلا الحديث الذي ليس فيه تمايع ، أو ليونة أو إثارة للشهوة ،
والمقصود من الحديث أن يتعرف كل واحد إلى شخصية الآخر .
والحديث بين المخطوبين حديث جاد،
أو كما سماه الله تعالى ( وقلن قولا معروفا) فليس هو حديث الحبيبين،
أو العاشقين، وليس فيه كلمات الغزل، ولا كلمات الحب والعشق فضلا
عن الألفاظ التي تكون بين الزوجين.
فالخطبة لا تحل حراما، ولا تقرب بعيدا،
ولا تهدم السدود، ولا تزيل الحدود، وقد يحسب كثير من الناس
أن الخطبة متنفس للشباب والفتيات تسمح لهم بإخراج ما تفيض به المشاعر،
وبث ما تحمله القلوب، وتنطوي عليه الضلوع،
بل يحسبها البعض متنفسا لإفراغ الشهوة المكبوتة ...
فتحملق العيون، وتتسع الحدقات، وتنطلق الألسنة هادرة سابحة،
وقد يقف البعض بالخطبة عند هذه المحطة.
وقد يستمر آخرون فيستحلون كل حرام باسم الخطبة،
ويحصلون على كل ما يريدون باسم الحب .
والحق أن هذا كله ليس من الإسلام في شيء،
فالخطبة للتروي والاختبار، والاستشارة والاستخارة،
وللمدارسة والمكاشفة حتى يمضي هذا العقد الغليظ ،
أو يرى صاحباه أنهما أخطآ الطريق فيفترقا.
أما إشباع الحواس المتعطشة بدءا من العيون،
ومرورا بالآذان، وختاما بالجوارح فلا يكون إلا بعد الزواج.
والله تعالى أعلم
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129