لقد تفنن العرب في الثناء والإطراء كأساليب لمدح الحكام والخلفاء بوصفها وسيلة لممارسة الهواية وكسب المال والشهرة.




واللغة العربية ثرية بالكلمات والعبارات المحفزة والمشجعة على الإنجاز، ولله عز وجل الحمد والمنة أن جعلنا عرباً وأنزل القرآن العظيم بلغتنا الفتية النشطة ذات الإطلالة البهية على كل لسان وشفتين.

ولكوننا ممن اتبع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيجب أن نتبحر في أسلوبه الجميل الرائع في التعامل مع أفراد مجتمعه حيث استخدم الحوار المبدع في كسب القلوب والعقول قبل ذلك ومن هذه الأساليب المبهرة أسلوب المدح الصادق البعيد عن المجاملة الكاذبة والمبالغة المضلة، لذا كان لزاما علينا أن نحسن استخدام الحوار في التعامل التربوي ومنه المدح.

ويفضل استخدام المدح للأمور التالية:
1- تبيين الأمر الحسن وإبرازه.
2- تعزيزه للاستمرار عليه.
3- شكر وتقدير صاحبه أو ممارسه.
4- تحفيز غيره ليحذو حذوه.
5- كسر الحواجز النفسية وتأكيد العلاقات الاجتماعية الإيجابية.

وكذلك له محذورات يجب أن نأخذ الحذر من أن نقع فيها مثل:
1- الكذب، وفساد الضمير أو طلب المصلحة الشخصية.
2- المبالغة فيها مما يدفع إلى الضرر أو الكبر.
3- التفريق بين المشاركين مما يزرع الغيرة المفرطة والكره والحسد.
4- كثرتها مما تجعلها حافزاً لازماً أو دافعاً مغروساً لا ينجز الشباب إلا من أجلها.

وللمدح أساليب يفضل اتباعها أو إبداع وابتكار غيرها وهي كالتالي:
1- باللفظ والكلام المفهوم مثل ما شاء الله عليك.
2- بالصوت المشجع وهو كلام غير مفهوم بل صوت يعبر عن الرضا مثل أم، آهـ، إيه.
3- الدعاء والهدايا.
4- بالشهادات والأوراق المكتوبة.
5- بالحركة أو الإيماءة الواضحة مثل علامة النصر أو إبهام الامتياز. قد يكون لفرد أو فردين أو عدة أفراد سواء بصورة خاصة أو بصورة جماهيرية أو حتى بصيغة إعلانية أو حتى إعلامية.

المهم من هذا كله أن المدح له أثر مهم جداً في إظهار الجوانب الإيجابية عند الشباب للمحافظة على الإنجاز والدوام عليه بل حتى دفع غير الناجحين للمحاولة وبذل قصارى الجهد لتحقيق المطلوب وللمدح دوره في تكوين علاقات أبوية راقية عالية سامية ممتعة فالمدح هو إبراز للايجابيات والصد عن السلبيات مؤقتاً مما يشعر الشاب أنك منتبه له وحريص عليه وقلبك معه كما أن المدح يظهر ويطيب ويلطف اللسان فيجعل الجلسة طيبة محببة مرغوبة على عكس ما نجد من بعض الآباء أو الأمهات الفظين مما يجعل الأبناء يفرون إلى غرفهم هرباً من طلقات وقنابل أولياء الأمور.

والتنويع في المدح جميل كأن تكون كلمة أو حركة أو بيت شعر أو قصيدة أو غيرها مما يتناسب مع عمر الطفل أو الشاب ومستوى الإنجاز ويفضل استخدام المدح في مرات متفرقة بدلا من التوالي كيلا يعتاده الأبناء ولا يستطيع أن يوفيها الآباء.



بقلم/د.محمد الثويني




منقوووووووووول