
زوج يطلب من زوجته الا تستحم !!!
من بين كل حكايات نابليون بونابرت التي لا أول لها ولا آخر سواء في ميدان القتال أو الفراش ..
تبقى حكاية وحيدة قصيرة جدا بقيت كل هذا الوقت بلا معنى أو قيمة حتى أخرجها الأطباء مؤخرا من كتب التاريخ وأخذوها معهم إلى معامل الطب ومراكز أبحاثه ...
الحكاية لا تحتاج إلى حتى لإختصار , فهي ليست إلا رسالة قصيرة أرسلها نابليون العائد من إحدى معاركه منتصراً إلى حبيبته جوزفين يبلغها إنه في الطريق إليها لتستعد لإستقابله ومشاركته ليلة غرام ساخنة ..
وأختتم نابليون رسالته طالبا من جوزفين بل ويرجوها إلا تستحم ..!!
لم يتوقف المؤرخون أو الباحثون والدارسون قليلا أو كثيرا أمام هذه الرسالة القصيرة , بل ولم يلتفت كثيرون أصلا أمام هذا الطلب الغريب لنابليون من حبيبته بألا تستحم ..
ولم يملك أحد من هؤلاء جميعهم رفاهية التساؤل أو جرأة التفتيش عن سبب وتفسير لأن يطلب رجل عائد من الحرب مجهداً ومنهكاً إلى أحضان امرأته فيصبح كل ما يبغيه ويشتهيه هو ألا تستحم امرأته قبل لقائه ..!!
ومنذ منتصف العام الماضي بدأ العلماء يلتفتون لرسالة نابليون ...
لقد اكتشفوا إن لكل جسد رائحة خاصة به ، فعندما يتزوج اثنان ويتعودان علي النوم معاً علي سرير واحد ويحتضن أحدهما الآخر خلال السنوات الأولي من الزواج , فإن الاحتضان وشم رائحة الجسد من الأمور التي تريح النفس وتساعد علي استقرارها ..
ولهذا يلاحظ أن الزوج المسافر عند نومه يتقلب كثيراً ، وزوجته في بلده تتقلب كثيراً قبل النوم ، وذلك لأنهما فقدا شيئاً أساسياً كانا قد اعتادا عليه وهو ظاهرياً الاحتضان واللمسات ، والرائحة هي الشيء الخفي .
إحدى الزوجات ذكرت لي : إذا سافر زوجي فإني لا أعرف أن أنام إلا علي وسادته ( المخدة ) حتي أشم رائحتها وأسكن وأستقر ..
فالرائحة لها أثر نفسي بين الزوجين ، كما أن لها أثراً نفسياً بين الأم وابنها والولد وأبيه ..
بل وقد يكون من نتائج اشتمام الرائحة بين أفراد الأسرة ما يجعل الأعمى مبصراً والمريض سليماً .
وهذا ما حصل في العلاقة الأسرية بين سيدنا يعقوب ، وسيدنا يوسف عليهما السلام عندما قال يوسف لأخوته وهو في مصر : اذهبوا بقميصي هذا فألقوه علي وجه أبي يأت بصيراً ، وأتوني بأهلكم أجمعين .
فعندما أرسل يوسف عليه السلام القميص الذي يلبسه لأبيه كان يعلم تأثير رائحة القميص ، عندما يتحسسها ويشمها والده الذي فقده سنين طوالاً وكيف أنه سيستقر ويستبشر وتطمئن نفسه ، وهذا ما حصل فعلياً لقوله تعالي : ( ولما فصلت العير ) ( أي عندما خرجت القافلة من مصر بالقميص ) ( قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) ( أي تكذبون ) ..
فقد شعر بالرائحة عن بعد ، فقال له أبناؤه ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ، فلما أن جاء البشير ألقاه علي وجهه فارتد بصيرا )..
فكان أثر رائحة القميص أن رجع إلي العينين نورهما وبصرهما ، وصحيح أن الحادثة كانت معجزة للنبيين ، لكن الرائحة لها سحر وأثر نفسي في الإنسان ، بشكل عام وفي الزوجين بشكل خاص ، وهو ما يدفعهما ألا يهملا هذا الجانب في شتي وسائل الحياة الزوجية .