عندما تصفعك هذه العباره صباح مساء من كل من حولك ستدرك بأنها أقوى من طلقة نارية تصيبك
في مؤخرة رأسك من الخلف بالرغم من أنها تجسد كبد الحقيقة التي يجب أن تواجهها ...
حينها ستشعر بمرارة تفقدك القدرة على النطق .
ربما لا تعرف كم انت سعيد الحظ عندما تكون متزوجاً ووسط بيتك ومع أطفالك،
وإن الأضرار الناتجة عن بقائك محروماً من زوجتك وأطفالك خاصة وأنت لم تصل سن الثلاثين
وإنهيار أحلامك لايمكن أن تعوضها إي حرية أو علاقات أخرى مهما كانت
فلأول مره ستشعر وأنت في البيت وحيدأ كيف يمكن أن يصبح
الصمت ضوضاء مزعجة
فبمجرد دخولك البيت ستشعر بشبح الوحده يسيطر عليك ويشملك سكون لاحد له وكأن الزمن قد توقف
وأنت مازلت وحيداً على قيد الحياه على سطح كوكب مات منذ الآلف السنين .
في تلك اللحظة ستدرك أنه لايمكن لأي شيء أن يكون بديلاً لصوت إنسان ،
حتى وإن كانت زوجتك نكدية أو تفتعل المشاكل بصوت مرتفع أو أن أطفالك يزعجونك ... الخ .
إن أول الأشياء التي سوف تشعر بها، أنه ليس هناك أحد في العالم يهتم بما يحدث لك، فأنت وحيد،
وليس هناك أحد يهمه إن كنت مريضاً أو حزيناً أو حتى ميتاً
ولايمكن لأي أحد سواء كانوا أهلك أو أصدقائك أن يملأ ذلك الفراغ الرهيب الذي كانت تملأه زوجتك وأطفالك .
قد تكون مسألة الطلاق مدمرة لي ولزوجتي ولأطفالي وسوف نجد في النهاية ان
سلاسل الطلاق أشد قسوة من قيود الزواج .
ولكن الحب العنيف قد يموت في اي لحظة والعشرة تدوم في قلوبنا رغُماً عنا
حتى وإن حاولنا نسيانها فهي تظل هناك في أقصى الزاوية تطفو على السطح في كل لحظة شوق عابرة
وهذا لا يعني ان حياتنا كانت سعيدة ومثالية
واعترف لك انه كانت هناك مضايقات وإستفزازات لم نستطع تحملها
إلا أننا سوف نصل إلى نتيجة بأن الحياة بدونها أصعب إحتمالاً وأكثر ألماً .
أعترف أنني في هذه الفترة وضعت برنامجاً رائع لحياتي بدون أن أسمع اي صوت يوافق أو يعترض ..
يهدد أو ينصح ..
ولكني اعترف ان عدم التدخل أو المشاركة يصبحان بعد وقت فوق طاقة الإنسان
فما أسرع مايتحول الشعور بالنجاح في عملك أو مستقبلك إلى شعور بارد كالثلج عندما لا تجد من يشاركك هذا الشعور
وحين يصادفك الفشل فلن تجد إنساناً تلجأ إليه ليشاركك احزانك
هذه الأحزان التي نخفيها عن الآخرين خوفاً من الشماته أو الذل
هذه الأحزان التي تكون جاهزاً للبوح بها لزوجتك وانت في إنتظار كلمة
(فيه شي مضايقك عمري )
منها، حتى وان قالتها في وقت غير مناسب سواء وانت تغير ملابسك او وانت تتابع فيلم ستجد
نفسك تبوح لها بكل مافي قلبك ...
وفي النهاية لن تشعر بعمق هذا الألم مالم تجربه ...
معذرة إن كنت قد أطلت عليكم ... ولكنني كنت في أشد الحاجة لمن أتحدث معه ..