السؤال.....
هل الرجل في نظراته هذه يبحث عن شي يفتقده بزوجته...ام شهوه فائضه مبعثره ؟؟؟
الاخت توته . . . قد هذه النظرات التي تسألين عنها ليست أيا من الاحتمالين التي وضعتهما في سؤالك !!
لأنها قد تكون أشياء أخرى مثل : الفضول وحب الاستطلاع في غير مكانه أو غيرها لكن مبدأ جميع الاحتمالات من : وسوسة الشيطان وتزيينه للمعصية ، ومن المعلوم أن النظرة المحرمة سهم مسموم من سهام الشيطان . . الذي ما يمل من فتنة ابن آدم بشتى الوسائل حتى لو كانت زوجته تملأ عينه وبينهما كل الحب والاحترام وحتى لو كانت تشبع شهوته على الآخر ، لكن في مكان مزدحم أو مكان شبه مختلط كمستشفى أو سوق أو مطار يصعب أن يسلم الرجل من نظر الفجأة الذي لا يؤاخذ عليه في النظرة الأولى فقط لكن قد يتمادى في نظرة بعد نظرة بوسوسة من الشيطان الرجيم وهذا ما أعنيه . .
يقول الشاعر :
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * * * فتك السهام بلا قوس ولا وتر
وكما أن الزوج قد يصاب بسهام النظر المحرم فكذلك الزوجة قد تصاب بها . . لذا على الزوجين أن يتجنبا مواطن الفتن والمناظر المختلطة بدون داع ، وما أمكن أن يتركوه فليتركوه وأما ما يصعب الابتعاد عنه وتركه نهائيا كالأمثلة التي ذكرتها من المطارات والأسواق فينبغي عليهما استحضار تقوى الله وليس مراقبة نظر الشريك واستغفاله لاستراق النظر لكل مليحة ومليح لأن الله سبحانه ( يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور ) . .
والله اني أوجه هذه النصيحة لنفسي الضعيفة الأمارة بالسوء قبل ان أوجهها إلى أحد غيري . . فلا تنسوني من دعاءكم بان يجنبني الله الفتنة وإياكم . . .
توضيح للحديث :
أولا. . يجوز رواية الحديث بالمعنى
ثانيا . . الحديث الذي ذكرته وفيه ( استشرفها الشيطان ) فيسرني أن أقدم إليك ولكل الاخوة والأخوات معلومة بانه ليس ضعيفا وهذا نصه مع الشرح نقلا عن موقع وزارة الشؤون الإسلامية :
دَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ : ( عَنْ مُوَرِّقٍ )
بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ الْمُشَدَّدَةِ اِبْنُ مُشَمْرَجٍ بِفَتْحِ الرَّاءِ كَمُدَحْرَجٍ كَذَا فِي الْخُلَاصَةِ . وَقَالَ فِي التَّقْرِيبِ مُوَرِّقٌ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ اِبْنُ مُشَمْرَجٍ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ بَعْدَهَا جِيمٌ الْعِجْلِيُّ ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنْ كِبَارِ الثَّالِثَةِ .
قَوْلُهُ : ( الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ )
قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبِحَارِ جَعَلَ الْمَرْأَةَ نَفْسَهَا عَوْرَةً لِأَنَّهَا إِذَا ظَهَرَتْ يُسْتَحَى مِنْهُمَا كَمَا يُسْتَحَى مِنْ الْعَوْرَةِ إِذَا ظَهَرَتْ , وَالْعَوْرَةُ السَّوْأَةُ وَكُلُّ مَا يُسْتَحَى مِنْهُ إِذَا ظَهَرَ . وَقِيلَ إِنَّهَا ذَاتُ عَوْرَةٍ
( فَإِذَا خَرَجَتْ اِسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ )
أَيْ زَيَّنَهَا فِي نَظَرِ الرِّجَالِ وَقِيلَ أَيْ نَظَرَ إِلَيْهَا لِيُغْوِيَهَا وَيُغْوِيَ بِهَا . وَالْأَصْلُ فِي الِاسْتِشْرَافِ رَفْعُ الْبَصَرِ لِلنَّظَرِ إِلَى الشَّيْءِ وَبَسْطُ الْكَفِّ فَوْقَ الْحَاجِبِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَرْأَةَ يُسْتَقْبَحُ بُرُوزُهَا وَظُهُورُهَا فَإِذَا خَرَجَتْ أَمْعَنَ النَّظَرَ إِلَيْهَا لِيُغْوِيَهَا بِغَيْرِهَا , وَيُغْوِيَ غَيْرَهَا بِهَا لِيُوقِعَهُمَا أَوْ أَحَدَهُمَا فِي الْفِتْنَةِ . أَوْ يُرِيدَ بِالشَّيْطَانِ شَيْطَانُ الْإِنْسِ مِنْ أَهْلِ الْفِسْقِ سَمَّاهُ بِهِ عَلَى التَّشْبِيهِ .
وأما الحديث الآخر والذي استغربتي منه وفيه أن الرجل إذا وقع في نفسه شهوة النساء بسبب نظره إلى امرأة أخرى فإنه يسن له أن ياتي زوجته وليس حراما كما ذكرتي سامحك الله ، فإنه ورد في صحيح مسلم وإليك نصه مع الشرح مشكولا . . !!
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً وَلَمْ يَذْكُرْ تُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ
صحيح مسلم بشرح النووي
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدكُمْ اِمْرَأَة فَلْيَأْتِ أَهْله فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدّ مَا فِي نَفْسه )
وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( إِذَا أَحَدكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَة فَوَقَعَتْ فِي قَلْبه فَلْيَعْمِدْ إِلَى اِمْرَأَته فَلْيُوَاقِعهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدّ مَا فِي نَفْسه ) . هَذِهِ الرِّوَايَة الثَّانِيَة مُبَيِّنَة لِلْأُولَى .
وَمَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ لِمَنْ رَأَى اِمْرَأَة فَتَحَرَّكَتْ شَهْوَته أَنْ يَأْتِي اِمْرَأَته أَوْ جَارِيَته إِنْ كَانَتْ لَهُ , فَلْيُوَاقِعهَا لِيَدْفَع شَهْوَته , وَتَسْكُن نَفْسه , وَيَجْمَع قَلْبه عَلَى مَا هُوَ بِصَدَدِهِ .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان وَتُدْبِر فِي صُورَة شَيْطَان ) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ : الْإِشَارَة إِلَى الْهَوَى وَالدُّعَاء إِلَى الْفِتْنَة بِهَا لِمَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى فِي نُفُوس الرِّجَال مِنْ الْمَيْل إِلَى النِّسَاء , وَالِالْتِذَاذ بِنَظَرِهِنَّ , وَمَا يَتَعَلَّق بِهِنَّ , فَهِيَ شَبِيهَة بِالشَّيْطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرّ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينه لَهُ . وَيُسْتَنْبَط مِنْ هَذَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لَهَا أَلَّا تَخْرُج بَيْن الرِّجَال إِلَّا لِضَرُورَةٍ , وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْغَضّ عَنْ ثِيَابهَا , وَالْإِعْرَاض عَنْهَا مُطْلَقًا .
قَوْله : ( تَمْعَس مَنِيئَة )
قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْمَعْس بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة : الدَّلْك , وَ ( الْمَنِيئَة ) بِمِيمِ مَفْتُوحَة ثُمَّ نُون مَكْسُورَة ثُمَّ هَمْزَة مَمْدُودَة ثُمَّ تَاء تُكْتَب هَاء , وَهِيَ عَلَى وَزْن ( صَغِيرَة , وَكَبِيرَة , وَذَبِيحَة ) قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ الْجِلْد أَوَّل مَا يُوضَع الدِّبَاغ , وَقَالَ الْكِسَائِيّ : يُسَمَّى مَنِيئَة مَا دَامَ فِي الدِّبَاغ , وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة : هُوَ فِي أَوَّل الدِّبَاغ مَنِيئَة , ثُمَّ أَفِيق بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْر الْفَاء , وَجَمْعه أُفُق , كَقَفِيزِ وَقُفُز , ثُمَّ أَدِيم . وَاَللَّه أَعْلَم .
قَوْله : ( أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى اِمْرَأَة فَأَتَى اِمْرَأَته زَيْنَب , وَهِيَ تَمْعَس مَنِيئَة لَهَا , فَقَضَى حَاجَته , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ : إِنَّ الْمَرْأَة تُقْبِل فِي صُورَة شَيْطَان . . . )
إِلَى آخِره . قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّمَا فَعَلَ هَذَا بَيَانًا لَهُمْ , وَإِرْشَادًا لِمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ , فَعَلَّمَهُمْ بِفِعْلِهِ وَقَوْله . وَفِيهِ أَنَّهُ لَا بَأْس بِطَلَبِ الرَّجُل اِمْرَأَته إِلَى الْوِقَاع فِي النَّهَار وَغَيْره , وَإِنْ كَانَتْ مُشْتَغِلَة بِمَا يُمْكِن تَرْكه , لِأَنَّهُ رُبَّمَا غَلَبَتْ عَلَى الرَّجُل شَهْوَة يَتَضَرَّر بِالتَّأْخِيرِ فِي بَدَنه أَوْ فِي قَلْبه وَبَصَره . وَاَللَّه أَعْلَم .
__________________
أعلل النفس بالآمال أرقبها ^^^ ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
<( أبوفراس الحمداني )>
التعديل الأخير تم بواسطة الوليد ; 12-06-2005 الساعة 02:29 PM