
------>>> كـفـايـة حـُـــب <<<------
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي و أخواتي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
قد يستغرب مني البعض ما سيأتي ذكره ، وقد أُتهم بالغرور أو انعدام الذوق كما يقولون أو فقدان للعاطفة أو باختصار رجل جلف قاسي مادّي عملي لا يملك مثقال ذرّة من إحساس أو قد أوصف بجحود النعم مما يعني عدم شكري لله ! ولكني وما سأذكره هنا ما هي إلا فلسفات خاصة وقناعات هي ترجمة و نتيجة لإحساس خاص قد يوافقني البعض بها أو في جزء منها وقد تُرد علي جملة وتفصيلاً ولكم ذلك ! فالناس أجناس وأنا واحد من الناس.
يتفق الكثير بل أجزم الكل من الأزواج بأهمية وجود الحب بين الزوجين، وأنا من أشد المؤيدين لذلك . وقد يفشل البعض في حبهم هذا نتيجة لأسباب لا يجهلها أحدهم أو لا نجهلها نحن جميعاً ، فأسباب فقدان العاطفة بين الزوجين عادة ما تكون معروفة ومألوفة وليس المجال لذكرها.
وفي المقابل ينجح آخرون في علاقاتهم العاطفية ويبرز الحب كخلفية أساسية للصورة التي يظهروا بها أمام الناس وكمرجع أساسي لهم في حياتهم الخاصة لتفادي وحل أي من المشكلات. ولكن هنا لي وقفة مع المحبين وما هم فيه من الهيام والعشق وحالهم ونظراتهم وكلماتهم وشوقهم الدائم وإحساسهم بالدفء والحنان وحاجاتهم إلى بعض بشكل دائم ومستمر وليس الحديث هنا عن اولئك الأزواج الذين لا يعرفون للحب طريقاً وسبيلاً.
هي معادلة بسيطة وسهلة في ذكرها وحلها او كما يظهر للناس ولكن قد تكون معقّدة ومتعبة لهم أنفسهم أي اولئك الذين يعملون بها ويعيشونها. فكما هو معلوم أن كل ذي نعمة محسود ، ووجود الحب بين الزوجين هو بلا شك نعمة عظيمة يُحمد عليها مُهب النعم الله جل شأنه. ولكن قد يُفرط صاحب هذه النعمة فيما أتاه حتى تصبح هذه النعمة متعبة له أحياناً ! ولحصر ذلك هنا وهو محور حديثي هو العلاقات العاطفية بين الزوجين أو بشكل أوضح الحب فيما بينهم وكيف يُدار ؟
فلا تقولوا يكفي أن الحب بكثافة موجود!
أو ماذا تريد تحديداً!
" يعني مافي حب أزعجتونا وأشتكيتوا من جفاف المشاعر وإذا سلنا عليكم سيل من العواطف برظه مش عاجبكم ! الحل يعني ؟ "
لحظة لا تسخنّوا !
المعروف إن الشئ إذا زاد عن حدة إنقلب ضده ، فالحب أيضاً كذلك . يعني أنا أرى أن الإفراط في التعبير بكلمات الحب في الصعود والنزول والدخول والخروج نوماً وصحياناً سهراً وسباتاً يصبح الحب مثل القنوات الفضائية حيث تظل تتقلب من قناة إلى قناة دون رضا واضح وثبات وذلك لأن كل مايشاهد هو غث سمين ليس منه فائدة مرجوّة ، ومن الملل الذي يصيبك تنتقل من قناة إلى أخرى باحثاً عما يرضيك فكله معاد ومكرّر ومعروف ، وما شاهدته بالأمس هو سيأتيك بكل تأكيد غداً !
ولكن حينما تقع عينيك على قناة تبث من خلالها برنامج مفيد لا يختلف عليه اثنان أو بث مباشر لإستفسارات شرعيه تفيدك في الدين والدنيا أو حتى إفتراضاً مباراة كرة قدم تعلم مدى أهميتها وأنها لن تعاد غداً أو هي لا تٌلعب كل يوم . فتجدك مشدود لما يُعرض ومستمتع أشد استمتاع وتتمنى أن لا ينتهوا من ذلك لما تجده من المتعة في ذلك . وتبقى ذاكرة ذلك معك لأنها لحظات عشتها بإحساسك وبحدود.
كذلك هو الحب أعزائي ، فإن أسهبنا في التعبير عنه والحديث بكلماته يصبح ممل وغير مستساغ .
يعني في الساعة الواحدة يقول كلاهما للأخر ستة الآف مرة كلمة أحبك وسبعة الآف مرة ياعيوني وعشرة ا لآف مرة ياحياتي ، إى أن لا يتركوا مجالاً لبعض للحديث في أمور أخرى مهمة أيضاً
فهذا لا أقبله ، ولتسمحوا لي جراءة اعترافي بذلك
عذراً فهذا هو رأيي !
ولكن لتعلموا رأيي بوضوح أكثر :
فأنا مع الإحساس العظيم بالحب دون الحجم الهائل في ذكر مفرداته
أنا مع التعبير برسائل استشعارية بشكل دائم من الوريد إلى الوريد وليس مع مفردات وجمل كثيرة ودائمة تفقد تلك الاستشعارات رونقها وجمالها .
أنا لست ضد الحب ولكن ضد التقليل من شأنه وذلك بكثرة الحديث عنه وفيه .
إختصاراً الحب لدي ليس بالكم وإنما الحب عندي بالكيف.
في ظنّي قد أتضح لكم ما قصدته وأرجوا أن لا أكون أزعجتكم بمفهومي هذا.
وتقبلوا تحياتي،
الاخ الفاضل...
من شروط كتابة الاحاديث النبويه التوثيق...فنرجوا مراعاة ذلك..
التعديل الأخير تم بواسطة صفاء ; 11-07-2005 الساعة 01:36 AM