حبينــا نكحلهــا .. عميناهــا
ما سأحكيه لكم قصة حقيقية .. لعبت فيها أنا وزوجتي دور كبير
والقصد كان عمل الخير والتوفيق بين رأسين في الحلال
وما حصل محرج ومشين لأبعد درجة
ومازلت أتجرع مرارة الموقف وما سببته بطريق مباشر و غير مباشر
للفتاة وأهلها وكل من كان له دور أو مدّ يد العون بالمساعدة ..
بدت القصة:
عندما طلب مني زميلي بالعمل وهو بصدد النزول للإجازة أن أبحث معه عن زوجة فقد حار دليلة ولديه مشكلة في اختيار الفتاة المناسبة.. ولأنني في بلد الغربة فقد استعنت بزوجتي المقيمة معي لكي تساعدني لأنها حضرت من الإجازة حديثاً ولديها فكرة ومعرفة بالفتيات أكثر مني ..
وبالفعل قامت زوجتي بترشيح بنت خالتها رأت فيها الصفات والمواصفات التي تتفق مع صديقي في العمل، علماً بأن زوجتي لديها خلفية عن زميلي وشخصيته وذلك من خلال حديثي عنه كما أنها رأته مرة معي .
لقد قمت بإخبار زميلي عن الفتاة المرشحة له، وطلبت منه أن يذهب إلى منزلها لأن البيوت تؤتى من أبوابها لكي يراها في منزلها وفي حضور والدها ووالدتها حتى تكون الأمور رسمية.. وإذا أعجب بها وأعجبت به تبدأ بعد ذلك الاجراءات الرسمية الأخرى ولا مانع لو اصطحب معه أخته أو والدته لزيارة أهل الفتاة للتعارف.
وتم التنسيق بين زوجتي وأهل الفتاة وتم تحديد اليوم الذي سيذهب فيه زميلي لرؤية الفتاة.. ولا يفوت عليكم جانبنا وقيمة الاتصالات التي كنا نقوم بها حتى تتم المقابلة بسلام.
وكان ما لم يكن بالحسبان .. ففي آخر لحظة رفض والد الفتة الفكرة وعرفت فيما بعد بأن لديه أفكار لا أدري عنها ومتزمت دينياً بعض الشيء ، وقال بأن ليس لديه بنات للعرض ولو أراد زميلي رؤية الفتاة عليه إحضار والده ووالدتها لخطبته .. وفركش الموضوع رغم أن زميلي لحظتها كان عند منزل الفتاة فقد ذهب لوحدة على أمل أن يتم الموضوع بكل سهولة ويسر.. وقمت بالاتصال بأهل زوجتي الذين يسكنون تحتهم لاستقبال زميلي وكأنه زائر عادي وطلبت من أخو زوجتي أن يشرح له موقف والد الفتاة ونظريته لرؤية الفتاة وبعد ذلك له الحكم والتصرف ..
استغرب زميلي طريقة والد الفتاة واعتبرها رجعية فهو لا يريد التقدم رسميا وإنما الرؤيا الشرعية.. ودخلنا جميعاً في إحراج مع زميلي وكنا في موقف لا نحسد عليه ..
المهم .. بعد يومين اتصل بي زميلي وطلب مني تنسيق موعد آخر مع أهل الفتاة وأنه جادي لرؤيتها وسوف يأخذ أمه وأخته معه لرؤيتها .. فطلبت منه أن يتناقش مع والدته في هذا الموضوع قبل أن يطلب مني عمل موعد آخر مع أهل الفتاة منعاً للإحراج والعواقب الغير حميدة..
وقال لي زميلي بأن يثق في والدته وأنها سوف توافق الذهاب معه ولا خوف من هذا الجانب.. وقمت بدوري بالاتصال بأخ زوجتي وهو ابن عمة الفتاة وشرحت له نية زميلي وأنه يرغب في رؤيتها فربما تسير الأمور ويجتمع راسين في الحلال فنكون بذلك قد فعلنا حسنة وأجر نثاب عليه.
وتم التنسيق مرة أخرى على موعد المقابلة.. وتم إخطار والد الفتاة الذي طلب حضور والدة وأخت زميلي لكي يقوموا برؤية الفتاة بينما يرى هو زميلي ويتعرف على شخصه..
وفي اليوم المحدد للمقابلة وبينما جميع النفوس متأهبة لمقابلة زميلي ولا يفوت عليكم تحضير أهل الفتاة للزيارة والصرف وتجهيز الفتاة حتى تظهر بالصورة اللائقة ..
في اليوم المحدد وبينما نحن في بلد الغربة نترقب ما سوف يحدث بالنظر إلى الساعة وتخيل الموقف .. وأن الأمور سوف تسير عادية وبسلام ويجتمع الشمل رغم الموقف الأول الذي حدث ويعجب زميلي بالفتاة ... وهكذا ...
بينما يدور كل ذلك في خيالنا أنا وزوجتي رن جوالي استقبال رسالة يطلب منها أخ زوجتي الاتصال به حالاً .. فقمت بدوري بالاتصال به وأخبرني بأن زميلي اتصل به في آخر لحظة يعتذر عن حضوره وحضور والدته وأخته فما كان من أخ زوجتي إلا أن قام بقفل السماعة في وجهه.. وعندما اتصلت بزميلي وطلبت منه تفسير للشيء الذي حدث.. ذكر بأن والده تدخل في اللحظة الأخيرة وانتقد هذه الطريقة لرؤية هذه الفتاة وأنه لو ذهب زميلي ووالدته وأخته لرؤية الفتاة يعتبر ذلك تقديم رسمي لخطبتها وقال والد زميلي له أترضى لأختك هذا الموقف وأن تكون وكأنها للعرض.. (موقف غريب تحيرت منه أنا فيما بعد وتصرف لا أدري سليم أو غير سليم من والد زميلي)..
يعلم الله لم أدري ماذا أقول لزميلي، لكني هبيت فيه وأسمعته من زعلي كلمات رغم اعتذاره عن ما حصل.. لأنني من تصدر هذا الموضوع وأن موقفي سيكون محرج أمام أهل زوجتي وذكرت له بأن الفتاة لا ذنب لها عندما رفض والدها مقابلتك في البداية ، وأنها فتاة مكسورة الجناح ورأيها محكوم بولي أمرها لكن أنت الرجل تتصرف مثلها ولا يكون لك كلمة أمام أهلك .. وأن الموقف الذي تم فهمه من عملتك هذه هو أنك تريد الانتقام ليس إلا .. وأقسم زميلي بأنه لا يريد الانتقام كما ذكرت وأن الأمور سارت عكس ما يشتهي .. فسألته لماذا لم تعتذر من أول لأهل الفتاة ؟ ولماذا جعلتهم يستعدوا لاستقبالك وتجهيز مشاعر الفتاة المسكينة وتعريضها لمثل هذا الموقف السخيف..
بصراحة لم أمهله لتبرير موقفه فأنا أراه قد أخطاء والخطأ عليه 100% رغم أنه أرسل لي عدة رسائل بأن علاقتنا يجب أن لا تتأثر وشي من هذا القبيل وأنه لو أحببت أنا سيذهب هو بنفسه لأهل الفتاة ويشرح لهم الموقف .. بعد فوات الأوان وحدث ما حدث.. ..
لقد انتهى حديثي معه ..
وأطلب من رجاحة عقولكم الحكم في هذا الموضوع .. بالصراحة التي عهدناها منكم..
من المخطئ ؟؟
وهل ما حدث سليم لا غبار عليه رغم ما حصل من إحراج ؟؟
وهل موقف والد الفتاة في الأول سليم رغم أنه كان يمكن أن يعدي الموضوع على خير دون العقبات التي وضعها والموقف الثاني الذي حصل ؟؟
ولا تنسوا وأنتم تحكمون .. بأن قصدي وقصد زوجتي هو الخير كل الخير والله على ذلك شهيد.
07-09-2005, 04:02 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري