السلام عليكم

في حياتنا العامة قد نجد من يقطع آلاف الأميال ، وينفق آلاف الريالات ، ليغطس ساعات في حمامات مياه معدنية يقال إنها تمنح الصحة والعافية . وتقرأ عن ملايين الناس الذين يلتهمون أقراص الفيتامينات طلباً للقوة والصحة , ووقاية من الأمراض والعلل . وتشاهد كثيرين يجرون في الشوارع والمنتزهات للمحافظة علي لياقة أبدانهم ووقايتها من البدانة التي تقف وراء كثير من الأمراض . هؤلاء جميعاً يعلق عليهم أحد الشعراء قائلاً : كالعيس في البيداء يقتلها الظما ***** والماء فوق ظهورها محمول إنهم جميعا يبحثون عن صحة أبدانهم ، وصفاء أذهانهم ، وطمأنينة أرواحهم خارج بيوتهم ، مع أنها موجودة داخلها ، وفي غرفة واحدة منها خاصة .. هي غرفة النوم . لقد تتاولت الدراسات الحديثة التي أجراها أحد علماء الغرب (مكلفينا) تؤكد أن المعاشرة الزوجية الناجحة تمنح الجسم صحة وعافية وقوة ومناعة . فالحكمة المشهورة تقول : ان تفاحة في اليوم تبعد عنك الطبيب مئة يوم فإن الدراسات أثبتت أن الاحتضان يبعدك عن الطبيب ألف يوم ونصحت هذه الدراسة إدارات المستشفيات بتزويد غرفها الخاصة بأسرة مزدوجة ، وذلك لإفساح المجال للأزواج بالبقاء إلي جانب زوجاتهم في حال مرضهم ، وذلك لتوفير الحب والحنان والاحتضان ، مما يساعد على سرعة الشفاء من المرض .والحكمة القائلة : العقل السليم في الجسم السليم . أثبتتها أبحاث علمية أخري تؤكد أن ممارسة الحياة العاطفية (الجنس) بانتظام وتوازن تخفف من آلام الجسم وتزيل التوتر النفسي وتحسن الصحة بشكل عام . ويختم الباحث (مكلفينا) عرض نتائج دراساته بقوله : إنها حلقة واسعة ، فإذا كنت سعيداً في حياتك العاطفية فستكون سعيداً نفسياً ،وإن الحالة النفسية تؤثر بالتأكيد على الحالة الجسدية ، وهنا يحق لنا القول بان العقل السليم في الجسم السليم ..وبهذا يصح لنا أن نقول بأن غرفة النوم تغني عن زيارة عيادة الطبيب ، لأن فيها لكل زوجين ، وقاية وعلاج لأوجاعهما ، شفاء لكثير من أمراضهما ، فليحرصا على ان ينظرا إليها نظرة أكثر إيجابية ، وأن يتذكرا أن معاشرتهما ليست سبباً للمتعة فقط بل للصحة والعافية أيضاً . ويذكرنا هذا المقال بمقولة الفنان عبدالحسين عبد الرضا في مسرحية باي باي لندن حينما قال : أبطال اليوم في غرف النوم ، وكان على سبيل النكتة يستدل بها على انغماس الانسان العربي في ملذاته وشهواته وممارساته الخاطئة في توجيه طاقاته الجسدية الى ارتكاب الحرام أينما حل وارتحل ، لكنها وبناءً على مسبق من أبحاث إنطلاقة فعلية للرجال ليصبحوا أبطال إذا مارسوا حياتهم العاطفية وأشبعوا غرائزهم عبر القناة المشروعة وهي الزواج على اختلاف الأديان والأجناس ، فجاءت نكتته في محلها كرمية من دون رامي ، بعد أن أثبت العلم والدين صحتها على اعتبار ان تكون غرفة النوم في حال الزواج سكن واستقرار وراحة بال وصحة وإندفاع نحو المستقبل بثقة وحب للعمل والعطاء والإبداع ..
أختكم أتراب