أشكر الأخت الكريمة على طرح هذا الموضوع الذي أصبح ظاهرة تستدعي النقاش .. لايمكن تجاهلها ..
موضوع الزواج عن طريق الإنترنت فهم بالخطأ ، من أكثر من يناقش هذا الموضوع ..
فنجد من يسأل : هل الزواج عن طريق الإنترنت يجوز ؟ وكأن الإنترنت هو العقد بين الطرفين !!
وآخر يسأل : وهل تثق ببنت لا تعرفها إلا عبر الإنترنت ، لا تعرف أخلاقها ، ولا .. ؟ وكن الزوج يتم هكذا بكل سهولة دون البحث والتمحيص ..
وثالث : يشكك أو يخون .. وهكذا ..
الزواج عبر الإنترنت .. أيها السادة .. مجرد وسيلة لا أكثر ، يجب أن لا تتجاوز كونها وسيلة ( واسطة ) ..
بمعنى .. فلان تزوج من فلانة والواسطة فيها الإنترنت .. كوسيلة ربط ابتدائية لا أكثر .. كما هو الحال حينما تكون الواسطة خاطبة ، أو قريب أو قريبة ، كما هو الزواج التقليدي ..
البنت ، أو ولي أمرها ، زميلتها ، أمها ، أياً كان .. تضع بيانات من يُبحث لها عن عروس ، هي كذا وكذا ، مؤهلها كذا ، صفاتها ، من مدينة كذا ، وترغب بكذا وكذا .. وهكذا
في الطرف المقابل فلان يبحث عن بنت بالمواصفات التي يسعى لها ، يبحث في قاعدة بيانات بالآلاف ، وحينما يجد من تحمل المواصفات التي يريد ، تبدأ رحلة التعرف أكثر على أدق التفاصيل بطرق عادية تقليدية ..
هنا استخدمنا الإنترنت تماما كما في حالة خاطبة أو أي واسطة أخرى .. استخدمنا الإنترنت للبحث والتنقيب عن شريكة الحياة حسب المواصفات التي نحن نرغبها ، لا أكثر ..
ما الفرق ؟! في نظري أن هذه الطريقة أفضل من لو كان البحث عن طريق الخاطبة ، أو حتى عن طريق الأهل ، فتصوروا معي مدى سرعة وسهولة البحث ، وتعدد الخيارات .. لكن فيما لو كان البحث عن طريق الأهل كم ستستغرق ، بل كيف ستحصل على إجابات لتساؤلاتك ..
بالمناسبة صار لي أسبوع ، أسأل أهلي عن بنت أعجبوا بها ، أسألهم في أي صف تدرس ؟ وإلى الآن لم أحصل على إجابة !! لاختلافهم في كيفية الحصول على المعلومة ، وأي الطرق أفضل ، عن طريق فلانة ، أم فلانة !
لكن .. لأن الناس فهموا الإنترنت وكأنه شر محض ، وذلك راجع لحجم الوعظ والتحذير الذي صاحب ظهور الإنترنت ولا زال ، حتى ترسب عند العامة من الناس ، وحتى بعض المتعلمين بأنه من العار أن تستخدم البنت الإنترنت ، وإن استخدمته فإنما تستخدمه في شر ، بينما يسمح الرجل لنفسه أن يستخدمه ، وهو في منأى عن الشر بخلاف البنت !! التي هي مظنة شك وريبة !!
وأذكر أني في بداية ظهور الإنترنت كنت أتحاشا أن أذكر لأحد أن عندي إنترنت ، خوفا ً من أن أتهم في ديني ، وذلك لأن المترسب في عقول الناس وأذهانهم وقتها ، هو مايفرزه الإنترنت من شر . هذا وأنا رجل ؛ فما بالكم بالمرأة !
أيها الأحبة ..
هناك حاجة ملحة لدراسة هذا الموضوع دراسة وافية ، لوضع أطر وخطوط حمراء لا يحسن تجاوزها ، لاسيما في هذا الوقت الذي كثر فيه البنات العانسات في البيوت ، لاسيما البيوت والعوائل المغمورة التي لا يعرفها أحد ، أو ليسوا مممن يحب ( الترزز ) بالمناسبات بحثا عن أم تبحث عن بنت لابنها ، أو خاطبة تترزق !
يجب أن لاندفن رؤسنا في التراب ونحكم على هذا الموضوع بالفشل ، فهذا يهمني ويهمك ، ويهم أختي وأختك ..
هذه النظرة السوداوية لموضوع كهذا ، في طريقه لأن يكبر أكثر وأكثر ، يستدعينا لأن نكون أكثر وعي لنرسم خارطة واضحة ، وسياسات نحصل في النهاية على ما نريد .. دون حكم بالفشل لمجرد أن الموضوع لم يعجب البعض ، دون مبررات فشل تذكر !!
شكرا لكم
__________________
الحياة ابتسامة
فلنحافظ عليها