مظلومه... مظلومه - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-2006, 04:06 AM
  #1
ختام
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 926
ختام غير متصل  
icon40 مظلومه... مظلومه







ألقى الجريدة من يده وقال بحسرة : هكذا هي دائماً..مظلومة !
قلت له : من تعني أيها المحامي ؟
قال بنزق : أعني كل امرأة تعيش في بلادنا !
أخذت الأمر بشيء من الجدية : ومن تراه ظالمها ؟
قال وهو يتأمل بعيداً : المجتمع .. كل المجتمع ..
قلت بتعجب : كل المجتمع ! حتى النساء تظلم النساء ؟
ضحك باستخفاف وقال : أجل .. إن سكوتهن على الظلم أكبر ظلم !
قلت وأنا أشير بإصبعي يميناً ويساراً : عرفنا الظالم ، وعرفنا المظلوم ، ولكننا لم نعرف أين الظلم ؟
قال وهو يعد على أصابعه : سأعطيك بعضاًَ من صور هذا الظلم ، فأستمع جيداً :
أولاً : عنوان الظلم هو كلمة ( حرام ) ، إنها الكلمة التي نصفع المرأة بها كلما رفعت قدماً ووضعت أخرى فإذا أرادت أن ترى الشمس دون غطاء يكتم أنفاسها قلنا : حرام ! وإذا أرادت أن تذهب إلى مشاويرها دون سائق يعيق حريتها ، قلنا : حرام , وإذا أرادت أن تدرس مع زملائها الرجال ، قلنا : حرام ، وإذا قالت : حرام عليكم ، قلنا حرام !
ابتسمت وفتحت ذراعي وكأني أجمع الهواء ، وقلت : كل هذا أولاً ! فما ثانياً؟
قال بحمق وهو يعطي القضية نوعاً من العمق : كيان المرأة . . إنه أهون الأشياء على الرجال ، وهو مستهدف دائماً بالإذلال والإهانة تحت الشعارات الرنانة : ( لم تخلق المرأة لغير المنزل) ، ( أكبر قضية في حياة المرأة ألا تخالط الرجال) ، ( زينة المرأة .. خدمات المرأة.. كلام المرأة.. كل هذا لرجل واحد يسمى : الزوج) ، إن أعلى منزلة أعطاها هؤلاء للمرأة هي أن تكون طيلة حياتها خادمة لرجل !



وأنا أتأمل انفعالاته , كنت أفكر في المفتاح الذي يمكنني أن أتفاهم به مع الأقفال الصدئة التي وقرت في دماغ هذا الرجل ، ثم سألت:
" هل أنت متزوج ؟ "

قال : نعم .
قلت : ولديك أولاد ؟
قال : نعم .
قلت : وزوجتك هل تعمل خارج المنزل ؟
ضحك ، واستبشر واستنفر، وقال : بالتأكيد .. إنها امرأة عصرية منتجة تعمل دوامين ، وقد تكـلَّف أحياناً بمناوبة إضافية ، إنها دكتورة !
سألته : وهل لزوجتك مشاوير أخرى غير العمل ؟
قال : أجل .. إنني فخور بزوجتي ، فهي امرأة منظمة تدير وقتها بكل دقة ، فلا يكاد يومها يخلو من زيارة ، أو تسوق أو اجتماع عام، يمكنك يا سيدي - ببساطة - أن تصفها بكلمتين:امرأة حرة !
قلت وقد اكتملت الخيوط في يدي : إذا كان العمل يستغرق من زوجتك تسع ساعات ويستغرق النوم ثماني ساعات وتستغرق المشاوير والزيارات أربع ساعات فماذا بقي من الوقت لكي تقوم المرأة بدورها في الحياة ؟
قال بتعجب : دورها !! إن التي كزوجتي تؤدي دورها في حياتها على أكمل وجه !
قلت : من وجهة نظرك لو كل النساء أصبحن مثل زوجتك ، فهل ستكتفي كل المؤسسات من الأيدي العاملة ؟
قال بحزم وعزم : بكل تأكيد !
قلت : غير أن هناك مؤسسة ستبقى خاسرة متعطلة تشكو من فقد اليد العاملة المؤهلة ..
قال : ماذا تقصد ؟
قلت : أقصد مؤسسة البيت.. من الذي سيقوم بشؤون البيت ؟
قال وهو يهز رأسه استعداداً لجولة جديدة : فهمت ! يبدو أنك يا سيدي لم تسمع بأن استقدام خادمة أصبح لا يستغرق أكثر من أسبوع !
قلت وعلى وجهي علامات الاستخفاف : إذن فراعية بيتك العامر ، ومربية أجيالك الواعدة ، ونبض الحب والحنان الذي يغمرك وأطفالك ، كل هذا تقوم به خادم ؟
قال : وما الغريب في الأمر ؟
قلت : أما أنا فأحمد الله أن التي تدير بيتي هي بنت ديني وبلدي ، ولا يكاد وقتها بتسع لغير رعاية أبنائها والقيام بشؤون المنزل !
قال محاولاً جر البساط : لو كانت متعلمة لما جلست في البيت لحظة !
قلت : " هذه مقاييسك العوجاء ، غير أن المقياس الذي حافظت عليه زوجتي في أثناء دراستها ، وبعد تخرجها في الكلية هو أنها تتعلم لكي تعلم , ولكي تصلح بنات جنسها، وتربي أطفالها على بصيرة ".شعر صاحبي أن الخطوط بيننا قد تباعدت ، وأن مواصلة الحديث لم تعد مجدية ، فتنحنح وأراد الانصراف ، فناديته :
متى أزورك أنا وزوجتي ؟

فقال وهو يمضي :
عندما تعود زوجتي إلى المنزل أسألها ، ثم أتصل بك !!

نقلا عن مجلة الأسره
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 PM.


images