الموضوع قبل كل شيء يحتاج إلى قلب واع، وأذن صاغية، وفكر ناضج ليصل إلى المرفأ الآمن .
سوف أتحدث في هذا الموضوع عن بعض الأمور والعوائق التي تقف بين الفتاة والزواج
والتي هي عدم الاقتصار على مهمّات الشيء وضرورياته، وعدم تنـزيله على واقع الحياةفبعض الأخوات تكون قدرسمت لها خطا معينا وشروطا خاصة رسمتها في ذهنها للزوج الذي تحلم به وأكثر هذه الشروط غالبا ماتكون شكلية وكمالية بل وخيالية في بعض الأحيان أكثر مماهي واقعية فهي تريد أن يكون فارس أحلامها قد حاز الكمال بمقايسه.
وهذه الشروط تختلف من فتاة لأخرى فبعض الفتيات يشترطن أن يكون المتقدم لها ذا منصب مرموق ومكانة عالية في المجتمع، وهناك من تشترط أن يكون ذا ثقافة عالية يتناسب مع مستوى ثقافتها وتعليمها وفئة أخرى تشترط في فارس الأحلام أن يكون ذا وسامة عالية وطلة بهية ....إلى آخر الشروط التي لانهاية ،مع أن بعضهن لا يحملن تلك الصفات التي يشترطنها أصلاً ومن المعلوم أن النفوس دائما تواقة إلى حيازة الأفضل والأكمل كل على حسب تطلعاته وآماله التي تنتجها أفكاره وهذا أمر جبلت عليه الفطرة البشرية فالطموح البشري والخيال الإنساني لا يحده وحد ولايقف عند حاجز معين فالإنسان اذا حاز على الحسن رغب بالأحسن وإذا ملك الرائع رغب بالأروع وهكذا فابن آدم لايملاء عينه إلا التراب.
وأنا بذلك لاأقوا أن تتنازل الفتاة عن جميع الشروط وتقبل أول من يطرق بابها .. لا ليس هذا قصدي وإنما أقصد أن تكون شروطها موضوعية ومناسبة ، وإلا فالشروط لابد منها لكن بشرط أنت تكون كماذكرت موضوعية ومتناسبة مع واقعها وحالها .
أقصد بها بالذات الدراسة الجامعية ومايوازيها لأن في هذه المرحلة تكون الفتاة في سن النضوج والزواج .
وتختلف الفتيات بالنسبة للنظر لمكانة الدراسة وأهميتها ، فأحيانا قد تكون الدراسة من أكبر المعوقات عن الزواج لأن الفتاة في هذه المرحلة لا تفكر إلا في الشهادة لذلك تجدها ترد كثير من المتقدمين لها بحجة أنها تريد اكمال الدراسة وأن الزواج سيقف عائقا بينها وبين اكمال دراستها . وطموح الفتاة لإكمال تعليمها مهم ولكن لايكون ذلك على حساب الأهم وهو الزواج والإستقرار العائلي فكثير من الفتيات عندما يتقدم بها العمر وهي لم تتزوج تتندم على ردها لكثير من المتقدمين لها أيام دراستها .
أن تتوظف المرأة في مكان يتناسب معها ومع طبيعتها فهذا أمر جيد ومقبول ولكن أن تكون الوظيفة عائقا عن الزوج فهذا هو المرفوض.
متى تكون الوظيفة عائقا عن الزواج : تكون الوظيفة عائقا للفتاة عن الزواج إذا تقدم لها رجل مناسب يرغب بالزواج منها ويطلبها أن تترك وظيفتها وتتفرغ لبيتها لترعاه وتدير شؤونه فترفض ذلك وتعتبره كبتا لحريتها ، فتضع بقائها على الوظيفة شرطا أساسيا مقابل الموافقة على الزواج مما يجعل الخاطب ينصرف عنها ويبحث عن غيرها. مع أن بعض النساء تكون قدتقدم بها العمر ودخلت سنا حرجة ومع ذلك تجدها تضع العراقيل والموانع أمام زواجها وكأنها مازالت صغيرة في السن والكل سيوافق على شروطها مقابل أن يفوز بها. فيأختي عليكي أن تضعي الأمور في نصابها وهذه هي الحكمة لأن الإنسان أحيانا يكون هو صاحب الكلمة ولكن في أحيان أخرى تفرض عليه بعض الأمور التي لايملك إلا أن يسلم ويقبل بها . فماذا يساوي أن تتمسك الفتاة بوظيفتها مقابل أن تخسر الإستقرار وتكوين أسرة . رغم أني شخصيا لا أمانع أن تعمل المرأة وهي متزوجة إذا كانت تستطيع أن توفق بين متطلبات العمل ومتطلبات المنزل ، لكن طبائع الناس تختلف من شخص إلى آخر فلعله يقدر للمرأة أن يتقدم إليها شخص مناسب لكن لايرغب أن تكون موظفة فهل تفرط المرأة العاقلة بهذا الزوج من أجل الوظيفة . ويمكنها أن توافق وبعد الزواج تحاول اقناع زوجها بالسماح لها بالعمل بطريقتها وهناك أمثلة كثيرة لأناس كانوا يرفضون أن تعمل زوجاتهم لكن بعد الزواج إستطاعت المرأة أن تقنع زوجها وسأضرب لكم مثالا من واقعي الذي أعيشه فأنا أذكر أن أحد أخواتي كان زوجها رافضا أن تعمل ولكن مع مرور الوقت ومحاولاتها لإقناعه رضخ وسمح لها بالوظيفة . فيجب على المرأة أن تكون نظرتها بعيدة إلى ماسيؤول إليه مصيرها ، فإذا جائها الزوج المناسب تقبل به وتترك هذا الشرط الذي لايساوي شيئا بالنسبة لأن تكون أما وزوجة.
وهناك أيضا شيء آخر في موضوع الوظيفة وهو أن بعض النساء تهتم بالجانب العملي أكثر من اهتمامها بالجانب الإجتماعي فترفض كل من يتقدم إليها بحجة أنها تريد تحقيق مكانة في عملها فلا تريد أن يشغلها الزواج عن هذه الغاية وهي في زحمة انشغالها في العمل لايكون لديها متسع من الوقت لتفكر في الزواج أو بالأصح لاتريد أن تفكر في موضوع الزواج وهي بذلك تظن أ ن العمل وحده كفيل بأن يحقق لها السعادة فإذا تقدم بها العمر علمت حقيقة الأمر وهو أن العمل الذي ضحت بزهرة شبابها من أجله لم يحقق لها السعادة الحقيقية والإستقرار العائلي.
لاشك أن الإنحراف الخلقي قل أو كثر له دور بارز في العنوسة وذلك لأن الرجل حتى ولو كان منحرفا لايمكن أن يقبل بالفتاة المنحرفة رزوجة له ، فالمرأة التي تتعرف على رجل وتربطها به علاقة مشبوهة كثيرا مايستغلها بعض الشباب ويستعمل معها الاساليب الخادعة ويوهمها أنها الحلم الذي كان يسى إليه وأن الزواج منها هو الهدف الذي يسعى إلى تحقيقة ويستمر بخداعها حتى ينال منها مايريد فإذا أخذ منها مايريد رمى بها وذهب يبحث عن ضحية أخرى ، وحين تعرف المرأة وتشتهر بين الناس أنها من أهل المعاكسات يكون ذلك عائقا من أن يتقدم أحد للزواج منها بل والمصيبة أنها حتى لو اقلعت عن هذا الخطأ وتابت فإن الصورة السابقة لها لاتزال راسخة في أذهان الناس فيستمر الإعراض عنها والبحث عن سواها
وليت المأساة تنتهي عند هذا الحد؛ لكن المصيبة أن انحراف واحدة يعود بالضرر على غيرها، وذلك أنه في بعض المجتمعات إذا كانت هذه المنحرفة لها أخوات، فإن انحرافها يؤثر على أخواتها، ويتسبب في تأخير زواجهن، وإعراض الرجال عنهن، حتى ولو عُرِفن بالاستقامة وحسن الخلق.
وذلك أن الرجل إذا أراد أن يتقدم لهذه الفتاة الطيبة تذكّر صلتها الوثيقة بأختها المنحرفة، وأن هذه المنحرفة ستكون خالة لأولاده، فهذا يجعله يحجم عن فكرة الزواج، والبحث عن امرأة في بيت آخر.
ولتعلم الفتاة أن السمعة الطيّبة لها دور كبير، بل ومن أعظم الأمور المؤدية لتيسير زواجها؛ لأن الكثير الرجال إذا أراد أن يتزوج لا يقدم إلا على امرأة صاحبة خلق يثق بها، ويعلم أنها تحفظ غيبته عنها وكأنه عندها.
اخيرا أرجو أن أكون قد أفدت وتعرضت لبعض النقاط المهمة التي على أخواتنا الإنتباه لها ولا تنسوني من تعليقاتكم وآرائكم حول الموضوع