يامتزوجون .. لا تعيشوا العنوسة وأنتم متزوجون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أشد ما يجعل الفتاة و الفتى يحسون بألم الوحدة قبل زواجهم وقد تأخرت أعمارهم،
هو ألم الوحدة والفراغ العاطفي الذي يحتاج إلى شريك آخر كي يملأه بشتى صوره .
فكم من متزوج ومتزوجة يعيشون نفس ذلك الفراغ العاطفي وهم قد ارتبطوا
ويعيشون مع شركائهم تحت سقف واحد ، وقد يكونوا أشد وجدا وألما وحزنا
ممن لم يتزوجوا بعد ، مثلهم كمثل الذي قد عطش أياما ووصل به العطش مبلغا عظيما،
ثم بعد ذلك أتوا له بكأس وجعلوها له في طرف حجرته وربطوه عنها ، فذلك حاله أشد
ممن عطش وبلغ به العطش مبلغا عظيما ولكنه لم يؤت بالماؤ ولا يراه أمامه.
فذلك مثل المتزوجين ، تزوجوا ووجدت لهم أسباب نيل السعادة لكن لم ينالوها
وعاشوا حرمان السعادة مع قربها منهم.
أما من لم يتزوج فيعيش نار الحرمان لغياب أسبابها عنه فلا يلام.
يجب أن ينظر كل طرف إلى حاجة الآخر لأن أسباب سعادته عنده ، فهي حياة زوجية سعادتها
لا تأتي بحرص طرف وغفلة الطرف الآخر ، ومن ابتلي بغفلة الآخر فليذكره بحقه عليه ولا يسأم.
يجب أن نتلذذ بتحقيق سعادة الطرف اآخر.
يجب أن نشعر بفرحة النجاح في تحقيق رضاه وسعادته.
ففي رضاه وسعادته نجاح اسرة ومن ثم نجاح مجتمع وأمة.
بارك الله فيكم ووفقكم ورزقنا ورزقكم السعادةفي الدنيا والآخرة.