* قاعدة الاختيار
وكلما كانت قاعدة الاختيار في تكوين الاسرة قائمة على اساس ديني وشرعي سليم كانت الصحة النفسية في احسن حالاتها وتمام كمالها، ولذلك حث الاسلام على تقديم الجانب الديني والخلقي على غيره من الجوانب الاخرى عند ارادة الاختيار في تكوين الاسرة وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير). ولعل في سبب الحث على هذا الاختيار الذي يشير اليه صلى الله عليه وسلم (انه ان احبها اكرمها وان ابغضها لم يظلمها) وفي الحث على تزوج المرأة ذات الدين والخلق يقول صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لاربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك). فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بصاحبة الدين والخلق، وان كان في نظر الناس عند الاختيار في آخر الدرجات والترتيب، حيث بين صلى الله عليه وسلم ان الحرص عليه فيه غنى لصاحب الاختيار في الدين والدنيا.
بل، عند مراعاة الجانب الديني في اختيار الاسرة نجد هذا النموذج الذي لا يجد صعوبة في تعديل رغبته عندما يظهر له خطؤه في قاعدة الاختيار وقد وجد صعوبة الحياة الاسرية في ظل هذا الاختيار غير الموفق. فقد جاءت امرأة ثابت بن قيس الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله: ان زوجي لا اعيب عليه في خلق ولا دين، ولكنني اكره الكفر في الاسلام ـ حيث كان اسود اللون ـ وكانت لا تحب العيش معه، ولكنها كانت تقوم بكل حقوقه وواجباته الزوجية وتطيعه طاعة شرعية، ولكنها كانت تخشى من تقصيرها في هذه الحقوق بسبب بغضها للونه وبشرته وعدم امتزاجها معه روحيا كما تشير الآية الكريمة في السكن والمودة وكما في قوله صلى الله عليه وسلم (لو أمرت احدا ان يسجد لغير الله لأمرت الزوجة ان تسجد لزوجها) وعندما عرض النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذه الزوجة على زوجها لم يماطل في تحقيق رغبتها وطلاقها وقد رضيت بأن ترد عليه صداقها حديقته التي اصدقها اياها فقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم لثابت: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة. فطلقها ثابت على ذلك وهو اول خلع في الاسلام.
__________________
كل إنسان ناجح لديه قصة مؤلمة .........
.........وكل قصة مؤلمة لها نهاية ناجحة