وأنا بينهما . . . - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

 
قديم 15-03-2007, 08:22 AM
  #2
أخي في الله
موقوف
 الصورة الرمزية أخي في الله
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 6,299
أخي في الله غير متصل  
القصة الأولى

إلا هــــــــذا . . .



جاءني ثائراً كالبركان يصيح بكل ما وهبه الله من رجولة: هذه هي حياتي ولن أتنازل عنها ، وهي تريد الطلاق ، أرجوك عجّلي بموضوعي أريد أن أدخل للقاضي حالاً .


قلت: تفضل بالجلوس و أرجوك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، أرغب بالتحدث معك قبل دخولك للقاضي .


أجاب: هي التي تريد الطلاق وأنا اليوم مقتنع بذلك تماماً وسوف ألبي لها ذلك ، أريد أن ارتاح من هذه المشاكل التي لا تنتهي .


سألته : أين هي زوجتك ، هل هي موجودة معك الآن ؟ . .


أجابني: نعم إنها في الخارج وأرجوك أنا لا أريد أي وساطة وليس هناك مجال للصلح بيننا ، فالأمور وصلت لقمتها واستحالت الحياة بيني وبينها .


رددت: أرجوك أريد أن أرى زوجتك لعلني أريحك من هذه المشاكل وأصلح لك بعض أمورها .
وافق على مضض وذهب لإحضار الزوجة ، وبقي هو في الخارج .


هي في الثانية و الثلاثين من العمر ، جامعية ، مثقفة ، غاية في الجمال والأنوثة ، ومع ذلك لا تكاد تقوى على السير . دخلت الغرفة وقد سبقتها دموعها ووجهها الحزين ، كادت أن تنهار فور جلوسها ، تركتها تبكي بل وحثثتها على ذلك عسى أن تشعر بالراحة ، مرت الثواني والدقائق وهي على هذه الحال إلى أن هدأت .


قالت : أرجوكِ أريد الطلاق ! تعبت كثيراً مع هذا الرجل لا أجد وسيلة أحل بها مشاكلي معه ، عملت كل ما بوسعي لإسعاده ، حاولت جهدي أن أبعده عن الجو الذي يعيشه . . أن أكسبه بجانبي ، أن يشعر بوجودي ويحسه ، ولكني للأسف فشلت . . كان حديثها ممزوجاً بالبكاء و النحيب ، سارعت إلى تهدئتها وقلت : لا تثقلي على نفسك بالهموم ، واجعلي ثقتك و اعتمادك على الله و اعلمي أن الله لا يخذل من يلجأ إليه ، ولنتعاون أنا وأنت في إيجاد مخرجاً لأزمتكما الزوجية .


هنا تشجعت وبدأت تسرد وتقص ، قالت : أحببته وهو من قبيلة أخرى غير قبيلتي ، لم يوافق أهلي في البداية على زواجي منه ، عملت كل ما بوسعي ليوافقوا على زواجنا إلى أن تم ذلك ، لقد كان إنسانا ممتازاً في بداية حياتنا ، وبعد فترة تغير كل شيء ، بدأ يتأخر ويسهر ، أخذ يكثر من الشرب ، يأتيني كل ليلة لا يستطيع السير أو الحديث ، وفي هذه الفترة كنت قد أنجبت منه طفلين فصبرت على أمل أن يعود لرشده ، كما أنني لم أستطع الشكوى أو التحدث لأحد لأنني تزوجته رغماً عن أهلي .


ومرت الأيام وكل يوم أقول عسى أن يأتي الغد أفضل من سابقه ، ولكن كان أملي دائماً يخيب ، فلم يعد يكتفي بالشرب والسهر بل تتطور ( المحترم ) وأصبح له عدداً من الصديقات والخليلات كل يوم واحدة ، بدأ يقتّر علينا بالمصروف فاعتمدت عل عملي بشكل كلي وتحملت جميع المصاريف دون تذمر أو شكوى . . و في يوم حدثت الكارثة حدث الشيء الذي لم أكن أتوقعه عندما جاءت قوة من المباحث تبحث عن زوجي ولم أكن أدري لماذا . . ومنذ ذلك اليوم لم أره إذ تم القبض عليه خارج البيت وسجن بقضية شيكات من غير رصيد وطرد من عمله .


وأصبحت أواجه الحياة لوحدي مع أربعة أطفال . . احترت كثيراً ماذا أفعل ؟ هل أطلب الطلاق أم لا ؟ وقررت أن أقف بجانبه أساعده وأنقذه ، لعله بعد ذلك يقدّر عملي هذا ويرجع إلى صوابه وأبنائه ، الذين هم في أمس الحاجة إليه ولوجوده بجانبهم ، كما أنني لا أخفي عليكِ حبي له ، فعلى الرغم من كل ما فعله مازال حبه ينبض بقلبي ، فقد وكلت محامياً للدفاع عنه ، ولكننا خسرنا القضية وثبتت التهمة على زوجي وعشت فترة سجنه وحيدة حزينة أواجه حياة عصبية بأربعة أبناء ولوحدي ، إلى أن خرج زوجي من السجن ، لقد كانت فرحتي لا توصف بذلك ، حيث كان أملي بأنه قد تاب وأصلح السجن منه ، لكنني أصبت بخيبة الأمل الكبرى عندما وجدته قد عاد أسوأ كثيراً مما سبق ، فهو الآن لا يفيق من السكر كما أنه يبذل كل ما لديه ووسعه لصديقته التي يجاهر بعلاقته بها دون أدنى احترام لي . . هل تصدقي يا أختي بأنه طلب مني يوماً مبلغاً من المال و أعطيته وفجأة اكتشفت بأنه أخذه ليشتري لصديقته شقة ويجهزها لها ، وبالفعل فقد اشترى هذه الشقة وقد عرفت ذلك من أوراق ومستندات وجدتها معه . . وأخيراً بالأمس شاهدته على فراشي مع إحدى صديقاته ! كل شيء أتغاضى عنه إلا هذا . . هل وصلت به الجرأة أن يأتي بهذه الأشكال إلى بيتي ؟! وعلى فراشي؟!. .


وهنا رجعت تبكي بشدة وبدأت أهدأ من روعها أحاول تخفيف حزنها . . سألتها أريدك أن تجيبي بكل صراحة . . هل أنت فعلاً راغبة في الطلاق . . قالت إنني أحبه و لا أتمنى أن يفرق شيء بيننا ، ولكنني أتمنى أن يهديه الله وأن أعيش حياة هادئة مستقرة معه ، كما إنني لا أريد أن أفصل أبنائي عن والدهم وخصوصاً إنني عشت حياتي أراوح بين أمي وأبي لأنهما كانا مطلقين ، وإنني أرفض تماماً أن يذوق أبنائي ما ذقته و عانيته في طفولتي ، فدعوت لها أن يثيبها الله على كل ما قامت به وعلى وقفتها بجانب زوجها وتضحياتها من أجل أبنائها ، وهنا طلبت أن أجلس مع الزوج لأحدثه . .


دخل الغرفة وهو يشعل سيجارته وقد هدأت ثورته . . قلت : إنني فعلاً أحسدك على هذه الزوجة المحبة لك ، يا لها من امرأة لا تطلب من الله ولا تتمنى غير رضاك وحبك ، يالك من إنسان محظوظ يحسدك كثير من الرجال على هذه النعمة ، نادراً ما نجد في أيامنا هذه زوجة يصل بها الحب والإخلاص والتضحية لهذه الدرجة . . ألا توافقني الرأي ؟ وبعد تفكير قليل أجاب بأنها فعلاً تحبه وأنه يظلمها كثيراً لو قال إنها إنسانة سيئة ، على العكس فهي زوجة مطيعة محبة ، ولكن أنا إنسان أحب التمتع بحياة الحرية كاملة دون أن تتدخل الزوجة ، كما أنني لا أقصر معها مادياً ولها كل متطلباتها ، فلماذا لا تتركني أعيش حياتي كما يحلو لي .


قلت : هذا فيه ظلم كثير لها ، فالمرأة عندما تتزوج تريد أن يكون زوجها ملكاً لها دون غيرها وهي التي تقوم بكل الوسائل للدفاع والذود عنه ليبقى ملكاً لها وحدها ، وقد تنازلت زوجتك عن أشياء كثيرة مقابل أنها تحبك وترغب بالاستمرار معك ، أفليس من حقها أن تكون لها وحدها ؟ أن تعود لبيتك وأطفالك وأن تعيش مع أسرتك حياة هادئة مستقرة ؟! فرد: أتمنى ذلك ولكنني لا أعدك بأنني سأقلع عن حياتي الخاصة بهذه السرعة ، وإن كنت سأحاول بكل صدق وإخلاص . .


هنا جمعتهما معاً وتحدثت مع الزوج و الزوجة وكان تركيزي كله على الأبناء الأربعة وضرورة إبعادهم عن جو مشاكلهما الخاصة ، والتنازل قدر الإمكان من قبل الطرفين ، وقد تم الصلح وعاد الزوج وبصحبته زوجته إلى البيت ولم يرجعا إلى المحكمة ولا أعلم عن أخبارهما شيئاً ، ولكن كلي أمل أن يكون الزوج فعلاً قد عاد لصوابه .
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 AM.


images