أخي العزيز من حق الرجل على زوجته:.طاعته إذا دعاها للفراش: إذا دعا الرجل امرأته للفراش وجب على الزوجة أن تلبي دون إبطاء فإن دعا الرجل امرأته إلى الفراش فامتنعت عليه لعنتها الملائكة حتى يتنفس الصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلe:"إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح"وفي لفظ"حتى ترجع".وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح"
وإمتناعها دلالة على نشوزها...
والنشوز "يقال: نشزت المرأة أو الرجل، أي: استعصـى وأسـاء العشرة(المعجم الوسيط. أحمد حسن الزيات وآخرون، ص922).. فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها، التاركة لأمره، المعرضة عنه، المبغضة له" (تفسير القرآن الكريـم، ابن كثير، 1/537).بتصرف
"وأخرج ابن جرير عن السدي: (نشوزهن) قال: بغضهن. وأخرج عن ابن زيد قال: النشوز: معصيته وخلافه" (الدر المنثور في التفسير بالمأثور، السيوطي،2/20).بتصرف-.
ومافعلته زوجة صاحبك دليل على نشوزها...
والمفترض على الزوج في هذه الحالة...
أن يطبق قول الله تعالى...
قال الله تعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} يقول العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
يخبر تعالى أن {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} أي:قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك وقوامون عليهن بالإنفاق عليهن والكسوة والمسكن ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال { بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } أي:بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهم فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة من كون الولايات مختصة بالرجال والنبوة والرسالة واختصاصهم بالكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء ولعل هذا سر قوله { َبِمَا أَنفَقُواْ } وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة فعلم من هذا أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته وهي عنده عانية أسيره فوظيفته أن يقوم بما استرعاه الله به.
ووظيفتها القيام بطاعة ربها وطاعة زوجها فلهذا قال تعالى { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ } أي:مطيعات لله تعالى { حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ} أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها وماله وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن لا من أنفسهن فإن النفس أمارة بالسوء ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.
ثم قال { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} أي:ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن بأن تعصيه بالقول أو الفعل فإنه يؤذيها بالأسهل فالأسهل. { فَعِظُوهُنَّ } أي: ببيان حكم الله في طاعة الزوج ومعصيته والترغيب في الطاعة والترهيب من المعصية فإن إنتهت فذلك المطلوب و إلا فيهجرها الزوج في المضجع بأن لا يضاجعها ولا يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود و إلا ضربها ضرباً غير مبرح.
فإن حصل المقصود بواحد من هذه الأمور وأطعنكم { فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} أي فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر.
{ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} أي: له العلو المطلق بجميع الوجوه و الإعتبارات علو الذات وعلو القدر وعلو القهر الكبير الذي لا أكبر منه ولا أجل ولا أعظم كبير الذات والصفات . ( تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 164/165)
هذا والله أعلم....