إن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان

عزيزتي ..

لا أنكر أن المرأة تعتز وتفخر وتسعد لوجود زوجها معها أثناء التسوق ، ولربما لا يعلم الرجال كم يعني لنا نحن النسوة أن يرافقنا أزواجنا إلى السوق ، هي سعادة لا تضاهيها سعادة

لكن الرجال بشكل عام ، وبنسبة كبيرة جداً يمقتون الأسواق ، ويشعرون بها هماً ثقيلاً يجثم على صدورهم ، لذا يحاولون التنصل منه بأقل الخسائر الممكنة ، إما بالسماح لك بالذهاب مع أهلك ، أو صديقاتك ، أو خادمتك ..

بالتالي ياعزيزتي .. نحن مضطرون أن نتفهم رغبتهم في عدم مرافقتنا إلى التسوق ، مهما كانت مبرراتهم والتي لا أظنها تخفى عليك ..

لذا .. تقبلي الواقع ، ويكفيك أنه وافق على ذهابك ، وبهذا تأخذين راحتك مع خادمتك ، وتتسوقين

فإذا انقضت الساعة ، ولم تنتهي بعد من شراء أغراضك ، فادرسي حالة زوجك النفسية

هل هو في حال يسمح بأن تقنعيه بزيادة المدة ؟

أم هو الآن ينتظر ما ستقوم به زوجته الحبيبة احتفالاً بتلك المناسبة في العمل ، كدعوة على العشاء مثلاً ؟

هو يوم سعيد ، وزوجك يريد أن تسعدا معاً به

فإذا كان مزاجه لا يسمح ، فلا بأس بتكرار المحاولة في وقت وزمان آخر

وبأسلوب أنثوي فائق الدلال والنعومة ، مع الوضع في الاعتبار احتمال ثورته عند بدء حديثك عن السوق

الآن الحل بسيط ياغالية ، والمشكلة ليست كبيرة جداً

زوجك يحتاج منك تطييب خاطره ، واعتذار مباشر ..

تزيني له ، والبسي وتعطري ، وجهزي منزلك بكل معاني الفرح والسرور

ثم استقبليه بابتسامة ودودة صادقة تعبر القلب بكل شفافية

ثم .. قدمي اعتذارك له ، بحسب الطريقة التي تعودتما عليها

وحبذا لو ابتدرته فور جلوسه على الكرسي مثلاً بقبلة اعتذار صادقة على رأسه

ثم اشرحي موقفك بكل هدوء ورقة

قولي له : حبيبي اعتذر منك على ما بدر مني اليوم ، فأنا أعلم أنك سعيد ، وثق أنني سعيدة من أجلك ، فأنا أحبك أكثر من حبي لذاتي ، لكن ماحدث اليوم بيننا كان سوء تفاهم بسيط ..

فقد اقترب موعد نزول دورتي ، وأشعر بصداع يكاد يفتك بي ، وآلام مبرحة في جسدي ، إضافة إلى ماتفعله الهرمونات بنفسياتنا نحن النساء ..

لذلك ياحبيبي قلت ماقلت ، فلا تغضب مني ، ولاتعتب علي ، فما قلته كان خارجاً عن إرادتي فأنت تعلم عظيم حبي لك ، أنت لم تخطئ معي بل قدمت لي كل وسائل الراحة والسعادة ، وحاولت الترفيه عني ، ووجودك بجانبي يكفيني ، لكن الألم كان يفوق احتمالي فاعذرني ..

ثم لاتنسي أن تبطني حديثك برسالة توصلينها له عن احتياجاتك العاطفية ..

قولي له مثلاً .. أنا ياحبيبي أحبك كثيراً ، ولا أشعر بالراحة إلا بقربك ، ولاتعلم كم تؤثر بي لمساتك الحانية ، وكلماتك الرقيقة ، وعندما تقترب دورتي فإنني أبحث عنك في كل مكان ، وبحثي عنك هو بحث عن حنانك ، فعندما لا أجده تجدني أصبح كالمجنونة ، فأنا ببساطة قد أدمنت على حبك

ولطفي الجو بدعابات وابتسامات تلقينها بين الحين والآخر ..

أتمنى أن تنزاح الغمة ، وينجلي الكرب ، وأن يوفق الله بينكما يارب