أختى الكريمة الأبنة الصغرى
بارك الله فيكِ ونفعك ونفع بك وجعله ثقيلاً في موازينك
ولمن أراد الاستزادة وبسط الموضوع بشكل أوسع فيوجد في الرابط الذي ذكرته في ردي السابق .
التدبر:
أ- ((وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ( 128 ) ) من سورة النساء.
1- وجدت كلمة الخوف من النشوز وهو يسبق النشوز (واللاتي تخافون) ( وإن إمرأةُ خافت) وهذا يعطينا فائدة أن العلاق قبل حدوث النشوز أي عندما تحدث مقدماته بين الزوجين وليس عند وقوعه.
2- من الآية الأولى أن عرض الصلح يكون بالاتفاق بين الزوجين وليس بفرضٍ من الزوج.
3- من الآية الأولى إن طبع الأنفس هو الشح ومجاهدتها لفعل الإحسان هو الأفضل.
4- من الآية الأولى أن الإحسان معطوف ُ عليه التقوى (وإن تحسنوا وتتقوا) فقد يتم الإحسان بغير تقوى كالنفاق أو الخداع وللتفريق بين الإحسان مع التقوى ومن عدمها ختمت الآية ب( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
ب- (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (النساء: 34).
1- بدأ الله سبحانه وتعلى الآية ببيان مكانة الرجل وهي القوامة وهي تعني كل معاني الرعاية بما فيها التأديب.
2- ثم بين سبحانه بعدها سبب أن جعله قيماً عليهاوهي قوله تعالى (بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ).
3- بين الله عز وجل صفاة الزوجات وهي قوله تعالى (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ ) ويلاحظ هنا أنهن لا يحتجن إلى تأديب وهن تحت قوامة الرجل وهذا يعني أن القوامة لا تعني فرض القوة أو العسر في العشرة وهذا يرفع معنى القوامة إلى أسمى الدرجات ويقف في وجه كل من يستغل القوامة في التعسف في معاملة المرأة ويردد هذه الآية بعكس ما أوجب الله فيها.
4- كما سبق في الآية الأولى أن العلاج في بداية مقدمات النشوز وهذا يعطينا درس عظيم نلاحظ الحاجة له هنا في هذا المنتدى وهي أنه يجب علينا معالجة المشاكل فور بدايتها وعند حدوث أي تغيير في الشريك في الحياة الزوجية فلا نصبر ونتحمل حتى إذا تفاقم الأمر ووصل المنزل للإنهيار جئنا نبكي ونبحث عن حلول.
5- بين الله سبحانه وتعالى أن المرأة المطيعة لا يحق للرجل أن يؤدبها وهذا يعطي حكمة بليغة بإنصاف المرأة عند الله عندما تؤدي حق الزوج وهو يؤذيها وقد وضع الله سبحانه وتعالى كلمة عظيمة توضح ذلك وهي قوله تعالى ( فلاتبغوا ) أي أن هجر المرأة في المضجع أو ضربها وهي نطيعة من البغي وهوغثم كبير وذنبه عظيم.
6- ختم الله عز وجل هذه الآية بقوله تعالى(إن الله كان علياً كبيراً) وفي هذا تذكير للرجل بأنه وإن جعله الله أعلى درجة من المرأة وجعل له القوامة ومنها الحق في التأديب إلا أن من أعطاه هذا كله عليّ كبير ليعلم الزوج أنه سيحاسب إن تجاوز.
6- للنشوز حكم آخر عندما يقع من الرجل أو المرأة وعلاج آخر فالآيتان الكريمتان لعلاجه قبل أن يقع.
النقاش:
بعد عرض الموضوع نحتاج للإجابة على عددِ من التساؤلات لمعرفة الحكمة من ذلك إن استطعنا.
1- لماذا جعل علاج نشوز الزوج بالصلح ونشوز المرأة بالتأديب.
2- لماذا جعل الهجر في المضجع في الترتيب في تأديب المرأة قبل الضرب.
3- لماذا ختم آية علاج نشوز الرجل بفضل الإحسان ولم يختم آية علاج نشوز الزوجة بذلك.
4- ما هي الحكمة في تحديد الهجر في المضجع وليس في المنزل أو البلد أو لماذا لم يتركه عز وجل بدون تحديد؟.
5- في القرآن الكريم وآيات كثيرة تعلمنا أن تدبر القرآن ل,لى الألباب وللعقلاء وللعالمين فكم مرة قرأنا القرآن الكريم في رمضان وغيره ومررنا في هاتين الآيتين الكريميتن ولم نتدبرهما أو نبحث عن كتاب تفسير أو شرح لهما رغم توفر الوسائل التقنية لذلك, وكم في القرىن الكريم من آية كريمة نحن عنها غافلون.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.