مرحبا..


بصراحة لم أستطع أن أجيب على الاستبيان أو أن أختار بين الإجابتين .. ففي مسألة الزواج من الصعب أن أعتمد على عقلي فقط .. ومن المستحيل أن أعتمد على عاطفتي فقط.

كل شيء بيد الله تعالى .. ونصيبنا مكتوب منذ خُلقت الأرض .. ولكن الأخذ بالأسباب واجب .. والعقل والقلب يشكلان توليفة جميلة متى ما تكاملت نجحت العلاقة إن شاء الله ..... أما أن يغلب أحدهما على الآخر فهو ـ وإن نجح مع البعض ـ إلا أنني شخصياً لا أحبذه ولا أستطيع تخيل حدوثه معي.


المسألة تعتمد بشكل كبير على شخصية الإنسان ونضجه وتفكيره وتقييمه للأمور (وروح المغامرة لديه) .. وشخصياً حاولت أن أتقبل سابقاً فكرة زواج العقل فقط ولكنني لم أنجح .. فرغم أننا نحن الفتيات ننتظر الرجل المناسب الذي تتوفر فيه معظم مواصفات الزوج الصالح .. إلا أن ذلك لا يغني عن القبول النفسي والميل القلبي الذي قد ينبئني بإمكانية تولد الحب مستقبلاً إن لم يولد حاضراً .... ولكنني لم أكن أتخيل أن أبدأ حياتي مع رجل (ربما) أحبه بعد الزواج .... فماذا إن لم أحبه ولم أألفه؟!!!!!!

والأمر ذاته مع الطرف الآخر .. فكونه يرى أنني أصلح لأن أكون زوجة له بالمعايير العقلية لا يعني ألا أتمنى منه قبولاً عاطفياً وميلاً قلبياً من المتوقع أن ينمو في المستقبل .. لا أن يُدخلني بيته ثم يفاجأ بعد ذلك أنني لم أدخل قلبه.

ومن الضروري أن أشير إلى أن عدم تولد الحب لا يعني أن هناك شيئاً سيئاً في أحدنا بالضرورة ... ولكن القلوب جنود مجندة .. والحب شعور لا إرادي ولا قرار فيه .. ومن الوارد أن يكون الإنسان جيداً في جوانب شخصيته بشكل عام ولكنه لا يستطيع الفوز بحب الطرف الآخر هكذا بدون سبب سوى أن الله لم يشأ لمحبته أن تنمو في قلب شريكه!!





طبعاً الاعتماد على الحب فقط مرفوض كما ذكرت .. خاصةً إن كان حباً خيالياً يعتمد على الأحلام والتوقعات المبالغ فيها والتي تجعل صاحبها يعتقد أن الحياة ستكون كلها بمبي في بمبي .. أو كان حباً أعمى يتغاضى عن كل شيء وأي شيء حتى لو كانت تلك الأشياء مصائب لا يمكن التجاوز عنها بأي حال .. أو كان حباً يعتمد على التزييف والتلوين تحت شعار (إنني لا أكذب ولكنني أتجمل) لكسب الطرف الآخر .... فهذا النوع من الحب هو الذي يتسبب في فشل الحياة الزوجية .. أما الحب العاقل (ذو العيون المفتوحة ) الذي يحرص على تقديم الذات والشخصية بصدق ووضوح دون غش أو لف ودوران أو تعمد إخفاء العيوب فإنه سيلتقي بالعقل بكل تأكيد ولن يتعارض معه وبالتالي سيسير بالحياة الزوجية في طريق النجاح بإذن الله.




مع تحياتي

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.