الواجب على الزوجين أن يختاروا الألفاظ ويتأدبوا مع بعض , ولا يرفعوا الحرج فيا بينهما الا بعد أن تقوى علاقتهم , فعلى الزوجة أن تراعي قدر زوجها ومكانته عندها وأنه ليس لأحد قدر مثله ولو أبويها , وأن تقبله كما هو دون ان تقارنه بغيره , وعلى الزوج أن يراعي شعور زوجته , ويعطف عليها , وينتقي الألفاظ العذبه 0

فمن السهل أن تقذف الزوجة بكلمة تجرح زوجها دون ان تدري , فالزوج يتوقع من زوجته الإحترام , والزوجة تستسهل ما قالته , فيحس الزوج أنه ليس له مقدار عندها , مما يجعله يرد بعنف ويثأر لكبريائه الذي جرح , ولأن الزوج يعاني في بداية الزواج ويتعب , فيتوقع الشكرو العرفان والتقدير على ما بذله من زوجته , فيجد جمود وعدم احساس بجهده , وتجاهل من قبلها , واستسهال لما بذله , أو تقارن بذلها ببذله , فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة أطيعي أباك . فقالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته ؟ قال : حق الزوج على زوجته ؛ لو كانت به قرحة فلحستها، أو انتثر منخراه صديد أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه . قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا . فقال النبي : لا تنكحوهن إلا بإذنهن , (حسن صحيح) صحيح الترغيب والترغيب / للعلامة المحدث الألباني , فعندما يجد الزوج استعلاء الزوجة عليه , في كلامها أو تصرفاتها , تثور ثائرته , لأنه لم يجد من يقدر جهده 0

وليكن هذا الحديث نبراس لكل زوجة تتعدى على زوجها بإهانة أو تقليل منه أو من جهده , (( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحـور العين: لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيــل - أي ضيف - يوشك ان يفارقك إلينا )) رواه احمد والترمذي

__________________

قال ابن الجوزي لأهل زمانه :
أيها الناس ..
لقد دارت رحى الحرب ، و نادى منادي الجهاد ، و تفتحت أبواب السماء ، فإن لم تكونوا من فرسان الحرب ،
فافسحوا الطريق للنساء، يدرنَ رحاها ، و اذهبوا و خذوا المجامر والمكاحل يا نساء بعمائم و لحى .