رد: ما سبب انتشار الخيانة الزوجية من طرف الزو
تعليقاً على الذين يربطون الخيانة بالأخلاق و التربية و ليس بالدين
من خلال قراءات لي عن موضوع الأخلاق بين الدين و الإلحاد ( أو الأخلاق و العالم المادي البحت البعيد عن الدين )
الأخلاق و التربية السامية مرتبطة ارتباط وثيق و قوي بالدين , و الباحث في هذا الشأن يعلم تماماً أن الدين مصدر الأخلاق في نهاية بحثه,
فلو لاحظنا في مناظرات الملاحدة مع المؤمنين دائما يوجَّه سؤال الأخلاق الى الملاحدة كورقة قوية ضدهم , و غالباً ما يهرب الملاحدة من هذا السؤال ويلتفون حوله بلا اجابة واضحه لأنه لا تفسير مادي طبيعي له بل هو تفسير فلسفي راجع بشكل أساسي الى الدين
و قول النبي ( لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ... ) يدل تماما أن الأمر مرتبط بمخافة الله , و لا يجب علينا أبداً أن نغفل هذا الجانب لأننا رأينا شخص ظاهره الصلاح و التقى و فعل فعلاً كهذا أن ننكر هذا الأمر لأن الصلاح و التقى الحقيقي وخاصة في هذا الموقف هو ما يكون داخل القلب و ليس ما هو في الظاهر و هذا لا يعني اغفال أهمية المظهر ولكن هو معنى دقيق جداً , فالخوف من الله مرتبط بشكل أساسي بالقلب و القلب لا يعلم ما به الا الله !!
و أن يكون هناك ملحد ذو أخلاق لا يعني أن الأخلاق لا تتعلق بالدين , انما الأمر أن هذا الملحد استفاد من هذه الأخلاق المنتشرة حوله و في مجتمعه و من غريزته و التي أساسها الدين , أما اذا أردنا أن نقول أن الأخلاق بالنسبة الى الملحد لا تحتاج الى الدين مثلا فهذا تناقض لأن الأخلاق لا تفسير مادي لها و لا تقوم عليه من الأصل
و أن يكون هناك متدين بلا أخلاق لا يعني أن الدين ليس أساساً للأخلاق لأن تصرفه يخصه لوحده فقد قرر الدين الأخلاق و هو الذي شذَّ عنها
لا يمكننا الحكم بأي شكل من الأشكال على انفصال الاخلاق و التربية عن الدين بسبب تصرفات فردية من البعض و ولو كان ظاهره الصلاح أو غيره فالدين قواعده ثابته و تصرفات الأفراد تخصهم , فالإنسان في النهاية خطاء و الإيمان يزيد و ينقص و حديث النبي الذي ذكرته يعني أن الإيمان و الخوف من الله في ذلك الموقف قد نقص حتى فعل المخطئ فعلته و هذا لا ينقض القواعد الأساسية في تلازم الأخلاق و الدين معاً
!
حتى قال أعنف ملاحدة هذا القرن ( و لا أود ذكر اسمه فربما البعض لا يعرفه ) و هو ممن يقوم بحملات شرسة جداً ضد الأديان قال في احدى كتبه التي تهاجم الإله ((ليست جميع الأحكام المطلقه مستمدة من الدين , ولكن من الصعب جداً الدفاع عن القيم الأخلاقية المطلقة على أرضية أخرى غير الدين ))
و أعتقد أن تصرفات البعض لا يجب أن تُعمم , كبعض من يخطئ و هو ظاهره الإلتزام , فربما صدمة من شخص كهذا توقعنا في التعميم على الباقي البريء بالنفاق أو غيره , و لا الكفار الذين يملكون الأخلاق يعني أن هذا منهج حياتهم و لكن كل شخص له مبادئه التي تحكمه و التي استفادها من أي مصدر في نهاية المطاف والبحث المتعمق و التاريخي نكتشف أن الدين بشكل عام هو أساسه , و الإنسان المتدين و غير المتدين قابل للوقوع في الخطأ فإذا كان الخوف من الجزاء و الحساب مفقوداً هل سيكفي الاهتمام بالمبادئ ؟!
ولو بحثتم عن أعلى الدول في نسب الخيانة الزوجية ستجدون أن الدول المتحررة هي الأكثر تصدراً لهذه القائمة و البحث خير دليل !