أهنئك لوصولك للفكرة (96) وهي تتكلم عن أقصى درجات التسامح وإذا وصلت لهذه المرحلة فأعلم أن هذا هو قمة درجات التسامح وبه تعرف نفسك أنك وصلت لهدفك ووصلت لأعلى درجات التسامح, يقول الله تعالى: ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت 34.
فمن يعاديك أعتبر أنه صديقك الحميم, ولن تصل إلى هذه الدرجة إلا بالصبر وبعد التسامح المستمر وبعد أن عودت نفسك على التسامح, فيصبح عدوك كصديقك وعدوك الحقيقي هو الشيطان فأجعل عداوتك له وحده لأنه لم ولن يصلح, أما البشر فيرتجي منهم الصلاح والخير والهداية, أجعل من عاداك كصديقك الحميم وبادل مشاعره السلبية بمشاعر الحب وستجده يلوم نفسه ويحس بالذنب والخطأ, وفي البداية تكون هذه الفكرة صعبه لكن نتائجها أحلى من العسل.

أعلى مثل هو خالقنا وربنا الله وهو في قمة التسامح سبحانه, فهو يرزق ويعطي أعداءه كما يعطي عباده الصالحين هو يغفر الذنوب جميعا ويفرح بتوبة عبده فرحة كبيرة وإن أقترب عباده منه أقترب منهم بأكثر مما يقتربون منه, وإذا ابتعدوا فهو يناديهم من بعيد وإذا مرضوا فهو طبيبهم, شر العباد له صاعد وخيره لهم نازل, يريد لهم الخير ويريدون لأنفسهم الشر, يناديهم أن اعبدوني وأحبوني فأني لكم محب وأنا ربكم, أنتم محتاجون لي وأنا الغني عنكم, ولله 100 رحمة, رحمة جعلها في الدنيا يتراحم بها الخلائق و99 رحمة بالآخرة حتى أن إبليس يرفع رأسه لعل الله يرحمه, وقد استجاب له دعاءه رغم أنه أعدى أعدائه , قال تعالى: ( قال رب أنظرني إلى يوم يبعثون ) الأعراف 14.
فما بالك بأحبائه, وإذا أحبك الله نادى في أهل السماء وأخل الأرض أن أحبوا فلانا فتحبه الخلائق كلها, وما أسهل حب الله وليس العجيب حبنا لله بل حب الله لنا.

ليس الواصل من وصل من وصله ولكن الواصل من وصل من قطعه, وهذا هو التسامح والرفعة والعزة وهو أن تسامح من أعرض عنك وآذاك وليس من أحبك وواساك, وإذا جاءك شخص يعتذر فإنك مسامحه قبل أن يعتذر فإنك تعلم أن أخاك عامل خير في يوم ومجانب للشر, فمرة ومرة وهذا حال البشر, ولسنا نحن من نحكم على البشر بل الله هو يتولى أمرهم, ويوم القيامة تأخذ حقك والعبد يأتي يوم القيامة فيرى حسنات من الجبال لم يعلمها ومنزلة عالية في الجنة فيقال له هذا كله لك إذا سامحت وعفوت أو أن تقتص وتأخذ بحقك, فحقك لن يضيع عند رب العالمين وسيعوضك في الدنيا والآخرة والله مع الصابرين, أفلا تحب أن تكون مع الله ويكون الله معك...؟

وصلنا لنهاية المطاف في هذا الكتاب وأتمنى أن تكونوا قد استفدتم واستمتعتم بهذا الكتاب وازددتم علما وعملا, وكانت بداية لانطلاقتكم في عالم التسامح وانطلاقه لحياتكم الناجحة والسعيدة التي يملؤها الخير.
وأسال الله أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله ويأجرني عليه ويفيد فيه المسلمين, وأن يكون سببا في تغير الناس للأفضل.
وبعد فإن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

جهود تشكر عليه أخي الفاضل

*** يحرر من التثبيت ***

اليوم حماهـ تذبح مره اخرى .. اللهم عليك بالطاغية واعوانه .. اللهم اهلكهم و سلط عليهم .. اللهم ارنا عجائب قدرتك فيهم

في هالزمن تقدر تقول أن المثلث مستقيم وشي طبيعي لو تقيس الدائرهـ بالمسطرهـ !!