الله معك ... ونحن أسباب بإذنه يسخرنا الله كي نساعدك
بسم الله
حسبي الله ربي ونعم الوكيل ... وإنا لله وإنا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أعانك الله وصبرك .. وكتب لك الأجر والمثوبة .. فأنت مظلومة .. والله عز وجل سبحانه قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده حراما ، وقد توعد الظالمين القساة الجبابرة بشديد العقاب وأليمه في الدنيا والآخرة ..
حقيقة لقد أوقفتني هذه القصة كثيراً ، وقد أثرت في ما أثرت ، ولم أكن لأتخيل أبدا أنه يوجد بشر على أرضنا الطيبة المباركة بمثل ذلك التفكير الساذج الوضيع .. وليسمح لي الاخوة بقول ذلك .. فلم أجحف أحدا ولم أتعد على أحد وإنما أقول الحقيقة .. بل أعتقد أن قول ذلك قليلا في حق من يفكرون ويعلمون عمل أولئك الجهلة عن كل ما هو صحيح ونافع ....
اليوم وبعد أذان الظهر.. وبعد أن أديت السنة .. بدأت أدعي وكان من ضمن دعائي أني دعوت للأخت الفاضلة وزجها ، وحقيقة كنت محترقا من الداخل لأن الظلم أمر صعب ، وكنت أدعو بمرارة وحرقة شديدة لا يعلم بها إلا الله .. الشاهد بعد أن أنهيت الدعاء أمسكت بالمصحف أريد القراءة وقد فتحته هكذا لا على التعيين فتفاجأت أنني أقرأ الآيات التي تخص هذا الموقف في سورة هود من قوله تعالى : (( وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ{102} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ{103} وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ{104} يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108} فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ{109} ))
... وحضرني حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكذلك أخذ ربك .. ) ))
فقلت يالله ... سبحان الله العظيم ... ولم أملك أن أعلق على هذا الموقف .. ولكن أحببت أن أذكره هنا ...
أختي الفاضلة ( مغتربة ) لعلي في ردي هذا أوجه الكلام بالتساوي نصفه إليكِ رعاك الله ، وصنفه الآخر إلى الاخوة جميعا أعضاء المنتدى الغالي ...
فأبدأ بك .. لأقول ... ما وراء الصبر إلا لفرج .. وإن مع العسر يسرا .. والرضا بقضاء الله وقدره يوجب ويحلل محبة الله ورضاه عن عبده .. وأنتم كنتم مثالا ونموذجا يحتذى به لذلك ... فلا تيأسوا .. لا أملك إلا أن أواسيك كما فعل بقية إخوتي في المنتدى .. لأنني لست أرى أمام عياني أي حل لهذا الأمر ... ولكنني بصدق أرى واضحا وجليا فرج الله ونصر الله وعون الله لكما ...بل أبشركما به .. ذلك ليس كلامي .. بل هو وعد الله .. وذلك الله جل وعز .. أصدق المتكلمين .. وأوفى الواعدين .. سبحانه لا أكرم منه ، ولا أبر منه ، ولا أرأف منه ، ولا أرحم منه ... سبحانه هو أرحم بك وبزوجك منا ... بل من أمك وأمه .. ومن كل الدنيا برمتها .. فلا تيأسوا من نصر الله .. واقول نصر الله لأنكم ظلمتم ... اسمعي إلى كلام الله عز وجل في الحديث القدسي الذي فيما معناه ... أن دعوة المظلوم لا ترد ، بل ترفع فيتُفتح لها أبواب السماء ، ويقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ...
ومن هنا تأتي السكينة .. والطمأنينة بموعود أوفى الواعدين سبحانه ... .. فاصبري واحتسبي ...
ثم .. أنظر للموضوع نظرة من زاوية أخرى لأقولك لك ...
قد يكون ذلك هو الخير .. وصدقيني هو الخير .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث : (( عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله خير ، إن أصبته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصبته شراء صبر فكان خيرا له )) أختي الفاضلة ما أدراك أنكم لو تزوجتم وأنجبتم قم اكتشف ( الرجعييون الجاهلون ) ما يزعمون به ، كيف سيكون الحال لست أستبعد قتلهم لزوجك .. فهل أهون عليك بعدك عنه وأنت تسمعين أخبار زواجه وعيشه حياة سعيدة ، وهو كذلك ... ما حصل يمر عليه الزمان طالما أنكما مطمئنان على بعضكما ، ولكن لو حدث مكروه لا قدر الله لأحدكما .. فسيبقى الآخر العمر كله في حالة لا يعلم بها إلا الله عز وجل ... فهوني على نفسك .. واحمدي الله أن انتهت الأمور على هذا ، وكما قال لك زوجك الفاضل .. أنه إن لم تلتقوا في الدنيا من جديد ، فبإذن الله يكون لقاؤكما في الجنة ... وأي لقاء ذلك اللقاء ..
__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...