الأخت : مرح الحياة: والأخوات الكريمات
بارك الله في الجميع على حسن التعاطف والمشورة المباركة في الاستخارة والدعاء.
عندما يعرض للمسلم أمر ويرغب أن يحصل على رأي يحتاج أولاً إلى رأي الدين فيه فقد يفعل ما يغضب الله عليه وهو بنظره مجرد رأي أو رأي ممن طلب مشورتهم.
طلب المرأة الطلاق أمر عظيم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( « أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاَقًا فِى غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ » سنن أبي داوود
ونظم الله هذه الأمور لنعلم حكمه فيها ومن ذلك قوله تعالى
((فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) سورة البقرة
وقال((وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (129) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131).
بتطبيق االحديث الشريف والآيتين الكريمتين على موضوعك أختي الكريمة
نجد أن طلبك الطلاق لحاجة وهي الذرية وعدم الصبر على الجوار ولمعرفة هل طلبك الطلاق على حق من عدمه
أنظري لقوله تعالى (إن ظنا أن يقيما حدود الله) فهل إن بقيتي معه تقيمي حدود الله بينكما وهو أداء حسن التبعل له أو لا وهو كذلك؟
فإن وجدتي أن وجودك معه لا يجعلك تقيمين حدود الله معه فلك الحق بالطلاق وستجدين قوله تعالى ( وإن يتفرقا يغن الله كُلاً من سعته.
ولو كان عقيماً لوضحت الصورة أكثر ولكنكما سليمين فاستخيري فيما ترين وسيختار لك الله بإذنه الخيرة من أمرك.
وافتحي الموضوع معه بهدوء وبساطة وصراحة مباشرة وأصنعي قرارك بعد الاستخارة كما ذكرت ذلك لك الأخوات
وقد أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب الطلق لمجرد أنها لا تحبه ورفضت بريرة رضي الله عنها شفاعته صلى الله عليه وسلم في أن تبقى مع زوجها لأنها لا تحبه.
إذن ديننا الحنيف راعي المشاعر والحاجات ولم يتركناللتضامن عاطفياً.
أسأل الله العليم الخبير أن يختار لك ولكل مسلم ومسلمة الخيرة من أمرك وأمرهم.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.