|
كيف يشعر و كيف يحتمل ألا يكون له أسرة حتى يتجاوز منتصف الثلاثينات او ربما حتى الأربعين ؟ |
ماذا تظنون الأسباب التي تحول بينه و بين الزواج ؟ |
كيف تتوقعون امكانية تأقلمه مع الزواج هذا ان تزوج و هو في هذا السن الكبير نسبيا بقرنائه؟ |
هل تعتقدون أنه قد يواجه مشاكل بعد الزواج مع زوجته بسبب تأخر سنه؟ |
هل يمكن ان يكون هناك رجل لم يخطيء في حياته ان تأخر في الزواج؟ |
هناك سرٌ يعرفه العُزّاب القادرون المتأخرون بمحض إرادتهم، ولا يدرك كنهه إلا من عايش هذه التجربة وتأملها جيدا؛ ولن أغامر بالقول إنّ أكثر الناس لن يدركوا هذا السبب، أكانوا وُعّاظاً أو فلاسفة أو أطبّاء نفس أو محللين نفسانيين أو خُبراء في العلوم الإنسانية الحديثة أو غيرهم؛ لن يعرفوه بمحض تفكيرهم ولن يهتدوا إليه إلا أن يشاءَ الله، والله غالبٌ على أمره. قرأتُ كثيراً من المواعظ والتحاليل والتفاسير والتعاليل، لكنّي لم أجدْ من وضعَ يده على هذا "السرّ". والذين يعرفونه ويدركونه جيداً لا يبوحون به ![]() |
أظنها صعبةٌ قليلا! وبالأخصّ أولئك الذين اعتادوا العيش بمفردهم وإنجاز كلّ أمورهم الحياتية بأنفسهم. سكنتُ لفترةٍ مؤقتة مع أحد الأصدقاء نتقاسم شقةً واحدة، له غرفة ولي غرفة، ثم مالبثت أن تركت المكان وذهبت أسكن بمفردي بعد أن نشبت بيننا بعض الخلافات حول الترتيب والتنظيم. كان جدّ متعاونٍ؛ لكني اختلقت مشاكل من لاشيء حتى أترك الشقة وأسكن لوحدي، إذ أنني صرتُ أستعذب العيش منفردا. وقد تفّهم ظروفي بكل أريحيّة وطيبة خاطر وعذرني على سوء طويتي، فهو من الأساس صديقٌ قديم قدم العمر. |
أسكن في عمارةٍ كبيرة جميع أهلها من عُزّاب الطبقة المُقتدرة ماديا، وبيينا رجلٌ كبير شارف الخامسة والخمسين؛ لم أرَ في حياتي أعطف قلباً ولا أرقّ مشاعراً منه على القطط الكسولة التي تتسكّع أمام العمارة! إنها تقتاتُ من وراء "عزوبيته" وَ "كرمه" علب التونا وجبنة شيدر وحليب المراعي كامل الدسم!! |
كفى بالمسلم الأعزب خطيئةً أن تركَ سنةّ الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، حين قال "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم الأمم" أو كما جاء في الحديث. وعلى الرغم من أنّ ترك السنة لا يأثم فاعله، لكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم أحقّ أن يُهتدى بهديه، وأن يُستنّ بسنته، وقد كان ومازال لنا فيه أسوة حسنة. |
كلما بقي رجل مسلمٌ أعزبٌ أعزباً - بملء إرادته؛ - قُفلَ باب رزقٍ وإعفاف وسُكنى في وجة امرأةٍ مسلمة، الله أعلم من كانت ستكون، - نقص عدد المسلمين في كل ثلاث سنوات طفلاً واحدا، الله أعلم من كان سيكون، - بُعثر من المال ماكان يكفي لإطعام وإيواء وكساء عائلة كامة، الله أعلم كم كان سيكون عددها، ________________________ هل أخطأنا؟ رُبّما. الظروف لم تكن معنا ابتداء. هل نحن مستمرون في الخطأ؟ قطعاً نعم. لا ينكر هذا إلا مكابر. هل هناك خُطة لتغيير هذا الواقع مستقبلا؟ بالتأكيد، لكن ليس في المدى المنظور على الأقلّ! جدول الأولويات ممتليء عن آخره. لماذا ندخل إلى عالم المتزوجين إذن؟ الله أعلم! ندرس الأمور عن كثب حتى إن بيتنا النيّة، عرفنا كيف نصنع. هل بقيَ شيء؟ |
QUOTE=A b d u l l a h;1706787] أعلمُ يقينا أن بعض أقاربي يرتادون هذا المنتدى، ولإنني أتحفّظ على بعض التفاصيل إخفاءً لهويّتي، أستميحك العذر في أن ألوّن بعضها. |
شعورٌ مؤلم ولاشكّ! تشتدّ الرغبة لدى الرجل في شريكة الحياة مطلع عقده الثالث - أي بعد العشرين - لكنّ هذا الشعور مايلبثُ أن يخبو ويخفت رويداً رويداً مثله في ذلك مثل أي مشاعر أخرى، كالغضب والرضى والفرح والحزن والحقد وتمني الخير للناس، إلخ.. المشكلة أنّ الرجل إذا انتصف في عقده الرابع وشارف الأربعين عاماً، تختلف عليه كثيرٌ من أمور الحياة! هذه الفترة العُمرية هي زمن الطموح والتطوّر الذاتيّ وإنجاز المشاريع وارتفاع زخم الأداء الوظيفيّ واللهاث وراء المناصب الإشرافية والقيادية المُجزية وتأسيس الأعمال التجارية وبناء الثروة المادية أو العلميّة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية والخوض في لُجج الحياة. إنها مرحلة الصراع وتحقيق الذات The stage of stru ![]() |
كثيرة؛ وقد أفاء الإخوة الكرام قبلي في ذكر الأسباب؛ فمن طبيّة إلى نفسيّة إلى اجتماعيّة إلى ماليةّ إلى "استهبالية"! |
النُقطة التي تخفى على الكثيرين هي أن كثيرا من العُزّاب الذين شارفوا الأربعين لا مشاكل ماديّة لديهم مُطلقا، حتى وإن دندنوا حولها كثيرا. العوائق الماديّة بالنسبة لهم أشبه بالمطبات الهوائية الليّنة. مصاريف الأعزب حتى لو كان من أهل الحلّ والترحال قليلة في نهاية المطاف، والتزاماته الماديّة خفيفة في الغالب. وفي العادة يقبض الأعزب كثيراً من وراء راتبه، ويبقى لديه في البنك في كل شهرٍ ما يكفي إطعام عائلتين. هناك سرٌ يعرفه العُزّاب القادرون المتأخرون بمحض إرادتهم، ولا يدرك كنهه إلا من عايش هذه التجربة وتأملها جيدا؛ ولن أغامر بالقول إنّ أكثر الناس لن يدركوا هذا السبب، أكانوا وُعّاظاً أو فلاسفة أو أطبّاء نفس أو محللين نفسانيين أو خُبراء في العلوم الإنسانية الحديثة أو غيرهم؛ لن يعرفوه بمحض تفكيرهم ولن يهتدوا إليه إلا أن يشاءَ الله، والله غالبٌ على أمره. قرأتُ كثيراً من المواعظ والتحاليل والتفاسير والتعاليل، لكنّي لم أجدْ من وضعَ يده على هذا "السرّ". والذين يعرفونه ويدركونه جيداً لا يبوحون به ![]() |
أظنها صعبةٌ قليلا! وبالأخصّ أولئك الذين اعتادوا العيش بمفردهم وإنجاز كلّ أمورهم الحياتية بأنفسهم. سكنتُ لفترةٍ مؤقتة مع أحد الأصدقاء نتقاسم شقةً واحدة، له غرفة ولي غرفة، ثم مالبثت أن تركت المكان وذهبت أسكن بمفردي بعد أن نشبت بيننا بعض الخلافات حول الترتيب والتنظيم. كان جدّ متعاونٍ؛ لكني اختلقت مشاكل من لاشيء حتى أترك الشقة وأسكن لوحدي، إذ أنني صرتُ أستعذب العيش منفردا. وقد تفّهم ظروفي بكل أريحيّة وطيبة خاطر وعذرني على سوء طويتي، فهو من الأساس صديقٌ قديم قدم العمر. هل تعتقدين أني إن رُزقت زوجةً سوف اختلق معها مشاكل حتى أنفصل عنها وأذهب لحال سبيلي!؟ مسكل كتير ![]() |
مفتكرش! دعيني أخبركِ شيئاً قد لا تصدقّينه؛ لكنّه حقيقة واقعة! ماذا تتوقعين من قدرٍ ضغط يطبخ على نارٍ هادئة ردحاً من الزمن؟ الأعزب المتأخّر تعتلجُ في دواخله العواطف البشريّة المكبوتة الساخنة؛ كالحبّ والحنان والعطف والعطاء والشفقة والرغبة في التضحية. لا مجال لديه لتصريف هذه المشاعر الإنسانية البحتة إلا في أطفال العائلة، وفي الحالات الشديدة يجدُ ضالّته "المُدللة" في القطط والببغاوات وأحيانا الكلاب! رُبما كان الأمر مضحكاً لكنّها الحقيقة. الرغبة في وجود شريك يملأ المكان غريزة فطرية أودعها الخالق سبحانه وتعالى في ابن آدم، وليس للإنسان عليها سُلطة فيحكمها. يوماً ما، سُيسمع صفير هذا القدر الضاغط. أسكن في عمارةٍ كبيرة جميع أهلها من عُزّاب الطبقة المُقتدرة ماديا، وبيينا رجلٌ كبير شارف الخامسة والخمسين؛ لم أرَ في حياتي أعطف قلباً ولا أرقّ مشاعراً منه على القطط الكسولة التي تتسكّع أمام العمارة! إنها تقتاتُ من وراء "عزوبيته" وَ "كرمه" علب التونا وجبنة شيدر وحليب المراعي كامل الدسم!! |
كفى بالمسلم الأعزب خطيئةً أن تركَ سنةّ الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، حين قال "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم الأمم" أو كما جاء في الحديث. وعلى الرغم من أنّ ترك السنة لا يأثم فاعله، لكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم أحقّ أن يُهتدى بهديه، وأن يُستنّ بسنته، وقد كان ومازال لنا فيه أسوة حسنة. كلما بقي رجل مسلمٌ أعزبٌ أعزباً - بملء إرادته؛ - قُفلَ باب رزقٍ وإعفاف وسُكنى في وجة امرأةٍ مسلمة، الله أعلم من كانت ستكون، - نقص عدد المسلمين في كل ثلاث سنوات طفلاً واحدا، الله أعلم من كان سيكون، - بُعثر من المال ماكان يكفي لإطعام وإيواء وكساء عائلة كامة، الله أعلم كم كان سيكون عددها، |
هل أخطأنا؟ رُبّما. الظروف لم تكن معنا ابتداء. هل نحن مستمرون في الخطأ؟ قطعاً نعم. لا ينكر هذا إلا مكابر. |
هل هناك خُطة لتغيير هذا الواقع مستقبلا؟ |
بالتأكيد، لكن ليس في المدى المنظور على الأقلّ! جدول الأولويات ممتليء عن آخره |
لماذا ندخل إلى عالم المتزوجين إذن؟ الله أعلم! ندرس الأمور عن كثب حتى إن بيتنا النيّة، عرفنا كيف نصنع. |
color=#4169E1]هل بقيَ شيء؟[/color] لا. عُذرا على الإطالة، ووفقكم الله لكلّ خير، عبدالله،،، |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|