منذ سنوات بعيدة كان أحد أصدقاء والدي المقربين يعتبرني مثل ابنته .. وكان يقول لي (يالله عاد يا مهرة متى بتتزوجين .. وايد تأخرتي).
كم كان عمري وقتها؟؟
23 سنة 
هكذا هم كبار السن يا عزيزتي .. جرت العادة عندهم على تزويج الفتيات في عمر مبكر .. لذلك أن تتعدى الفتاة عمر العشرين أو الثانية والعشرين على الأكثر دون زواج فهذه بالنسبة لهم مشكلة!!!!!
وهم في النهاية معذورون لأن هدفهم الأساسي كما قال الجميع هنا هو تحقيق الاستقرار لبناتهم .. وشخصياً لا أجد مشكلة كبيرة  في اللجوء إلى مثل تلك اللجنة الخيرية.
ولكنني بصراحة لا أجد لك أنتِ العذر في كل هذا الإحباط الذي تشعرين به .. أنتِ المتعلمة الناضجة الواعية التي يفترض أن تفهم أن كل شيء نصيب وله أوانه ووقته الذي كتبه الله .. فلو كتب الله لكِ الزواج ستتزوجين الآن أو بعد حين .. ولو لم يكتبه لكِ فلن تجديه حتى لو أغرقت نفسكِ في كل بحور الهم والنكد .. وفي النهاية فإن أمركِ كله خير بالتأكيد لأن الله هو العدل الذي لا يظلم عباده .. وهو الذي يوزع الأرزاق كيفما يشاء وعلى من يشاء .. فيهب لأحد الصحة ويهب لآخر المال ولأخرى العلم ولثانية الزوج ولغيرها الولد .. وهكذا ..... ولم يحدث أن حصل شخص واحد على كل شيء طوال الوقت .. ولم يحدث أن حُرم شخص واحد من كل شيء طوال الوقت .. 
فمن لديه المال فقد الصحة .. ومن لديه العلم فقد الجاه .. ومن لديه الزوج فقد الولد.
فلماذا تفكرين فيما لا تملكين ولا تفكرين فيما تملكينه وتتمتعين به بالفعل؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا لا تركزين الآن على نعمة الأهل والعمل والدراسات العليا وتتركين موضوع الزوج حتى يكتب الله وقته وأوانه .. ومن قال أن كثرة التفكير هي التي تجلب لنا هذا الأمر أو ذاك؟؟؟
بالمناسبة أنا تزوجت في عمر الثلاثين