الحــب ليس أجــل محتوم يـقع بالعمر مـرة واحـدة .. ولا قرآن محفـوظ لا تتبدل كلماته ولا تتغير حروفــه ..
الحـب بمعنــاه الرومنسـي لإنسان محدد لـم يولــد بميلاد الإنســان المُحــب.. ولن ينتهي بفقدان جسد المحبـوب وقلبـه..
الحـب صفـة مكتسبـه يكتسبها الإنسـان من خلال تفاعلـه العاطفي مع إنسـان يمـلأ قلبـه وكيانــه..
وهذا الحبيـب الذي لا يرى المحـب في الدنيا معشوقا غيره .. كان من الممكن إن لا يوجـد .. أي أن لا يُخلـق أساسا أو يتوفاه الله قبـل أن تقـع عين المحب عليه و يتردد صـدى قلب الحبيب على قلبــه .. فإن لم يلتقيا بتاتا ..فهل سيعيش هذا المحــب بلا حــب كـل حياتــه طالمـا أن من يملك قلبـه ليس لـه وجود أساسا على أرضــه ؟!!
يقـال أن العقــل مصنـع الحاجات .. والانسان يصنع بعقله ما يحتاجه جســده .. لكن الإنسان لا يصنع حاجات محددة لا تتبدل وتتغير مع مرور الزمن بل إن الصفة الاساسيه للحاجات هي التجدد والتغير مع مرور الزمـن .. وبالتالي .. الإنسان يستخدم العقل باستمرار لصناعة وانتاج الحاجة التي يحتاجها في يومـه وشهـره وسنته وزمانــه ... أما اذا بقي على ما انتجه قديمـا بدون تجديد ولا تحديث فسيحكم على نفسـه بحياه بائسـه مسببا الشقـاء لنفســه .
وكـذا القلــب ... القلب مصنـع العواطـف .. أودعه الله في أجسـاد الناس لكي ينتـج لهم المحبة والألـفة والسعادة ..
وعنـد سيطرة الحبيب على مصنع القلـب ومفاتيحه .. يصبح أغـلب انتاجـه العاطفي حكـرا وملكــا للحبيب بحكم تحكمـه الشبه مطلق بأسرار انتاجـه .
لكـن .. اذا راح هذا الحبيب وانتهي .. اذا فقـد المسيطر والمالك لمفاتيح القلب واسراره .. هل تضيع مفاتيح القلب الى الأبـد في صفحات الذكرى و أروقـة التاريخ ..
هل نغلـق أبواب مصنعنـا ونحـن قادرون بإذن الله على انتـاج حـب جديد وأمـل جديد ..
لمـاذا نغلـق باب قلبنـا ونحـن نملك بروحنـا مفاتيحـه ..
لماذا نرثي سعادتنـا وندفـن قلبنـا في قبـر ماضـي لا و لـن يعــود ..
نعـم .. الماضي جميل من خلال المحطات المضيئـه في دروبـه مثل : الوفـاء العاطفي لمن أحببناهم والذكريات الجميلـة واللحظات السعيدة معهم ... لكن طلـب الضـوء الدائـم من ومضات الماضي الآفـلة الزائــلة أشبـه بطلب جنـة حالمــة في جهنـم حارقــة !
فلنعش في ربيـع حاضرنا ومستقبلنـا ولا نتقوقـع في خريـف ماضيـنا .. ولنطلـق العنـان لقدرة قلبنــا الا محدودة .. وعندهـا .. سنجد عند القلب حتمـا ما نتمناه من محبـة صادقـة عنـد إنسـان وكيان آخـر قلبـة وجوارحـه بصدق المحبة نابضـة.
اسمحولي على فلسفتـي .. عورت راسكم أكيـد..