وليبقى الحياء شامخاً في بيوتكم عامراً في نفوسكم وفي نفوس أبنائكم>قصة واقعية وأنا بطلت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قبل أن أقول قصتي ..
أحمد ربي الذي وفقني للتسجيل في هذا المنتدى الذي ماشاء الله لاقوة إلا بالله عامر بأعضاء ملتزمين مثقفين ومميزين ومبدعين ويساعدوا الآخرين دون مقابل والأهم الأهداف السامية الذي وضعت في المنتدى وحرص أفراد الإدارة على تحقيقها دون تساهل أو تتبع مصلحة ..
وأسمحوا لي أن أكتب لكم شيء من الذي في نفسي مكتوم ليخرج خالص من قلبي ليستقر في قلوبكم لتأخذوا منه العظة والعبرة وليبقى الحياء شامخاً في بيوتكم عامراً في نفوسكم وفي نفوس أبنائكم ..
أنا فتاة عاشت في عائلة محافظة جداً لكن ينقصها بعض الأمور فهي متناقضة في القول الفعل كبرت وفتحت عيوني وأنا عايشه مع أولاد عمي وعمتي هناك من يكبرني بسنوات وهناك من يصغرني لأن شقتنا كانت فوق شقة جدي "والد والدي" وكان هناك قانون في العمارة وفي هذه العائلة " نعم للاختلاط "فكانت العمارة لا يدخلها غريب فهي مفتوحة للطالع والنازل من أهلها.
مع العلم والدتي تفاجأت بهذا الوضع لأن زوجات أعمامي يكشفوا على والدي فبالمقابل حتى والدتي تكشف أمام أعمامي، ولم ترضى والدتي هذا الوضع وحاربته كثيرا لكن لم تنتصر إلا أنها "رفضت المصافحة" لأعمامي وخرجت عليهم بالحجاب ..
أما أنا لم يكن هناك حياء في داخلي ولم أعي معناه أو معنى أن البنت لها حياء وعفاف وشرف وسمعه فقد كنت أجلس مع أولاد أعمامي وعماتي ونأكل ونضحك ونلعب ونصافح بعض حتى بعد البلوغ للأسف لكل من الطرفين..
والسبب الآخر لم يكن هناك في البيت أحد ينهى عن مشاهدة المسلسلات والأفلام إلا والدي لكن وللأسف أخبركم أن والدي ينهانا وهو يشاهد ماهو أفظع من ذلك في تلفزيون غرفة نومه وللأسف وأنا وعمري ثمان سنوات اكتشفت ذلك بلقطه دمرت حياتي وفكري ومن هذا الوقت وأنا لا أسمع كلامه ولا نهيه لأنه ببساطة "نزل من عيني" .. غير أنه كان "مزاجي" لما يكون هو في غرفة نومه مشغول بما يشاهده ويثيره يتركنا في الخارج نتابع مانريد غير مبالي بل كان يضربني ظلم إذا أحد أزعجه من أخوتي لأني أنا الكبيرة ولما يكون في غير هذا الوقت ينهى ويقول هذا حرام وهذا حلال وقد يكون مسلسل بنظري محترم ولا يوجد فيه لقطات مثلا ..
بعد مابلغت وأصبحت محاسبة أيضاً لم أعي أن تصرفاتي غلط وحرام وأنا هناك حياء وعفه وعفاف لابد أن يسموا في نفسي ..
فقد كانا والدي و والدتي غير مبالين بما ألبس أمام الأولاد غير مبالين بصرفاتي وتصرفاتهم معي وسهرنا مع بعض وما يحصل أثناء ذلك وقد يكون ذلك أمام عماتي نضحك ونتكلم ونلعب والأمر عندهم طبيعي ..
وليس لوالدتي ووالدي الذنب فقط أيضاً عماتي للأسف فالحال من بعضه حتى مع بناتهم وأكثر على الأقل والدتي لاتسمح لنا بالنوم في بيوت أعمامي وعماتي لأنهم كان يناموا الأولاد مع البنات في غرفة واحدة ..
طبعاً عائلة كهذه لابد أن يحصل حب بين أفرادها،، وبالفعل كان لكل بنت حبيب إن لم يكن داخل إطار العائلة فخارجها والأولاد يفرغوا في أنفسهم أو الشغالات شهواتهم ليس الكل بل المعظم ..
المهم أنا لما صرت في ثالثة متوسط تعرف على فتاة ملتزمة وأصبحنا صحبات صارت تكلمني وتنصحني كانت تكلمني عن الجنة وكيف أننا راح نعيش فيها للأبد كانت تقولي يعني " مافي نهاية للسعادة فيها مافي نهاية للفرح مافي دموع ومافي هموم ولا ألم .." .
في بداية الأمر لم أكن أفهمها كنت في وادي وهي في آخر لكن هي لم تتركني إلى أن هداني ربي والحمد الله ..
أصبحت في العائلة أنادي بعدم الإختلاط ورفض أن أصافح الأولاد ولا أتكلم معهم قابلوا ذلك "بالرفض و التريقة" واتهامي بأمور وأقلها أني أريد أن "أفرق شمل العائلة" حتى المدعو حبيبي خاف على نفسه من أن يحرم من حبيبته والنظر إليها ..
لكن لم أستسلم ولله الحمد والمنه استمرت بالتدريج إلى أن توفقت من الله والذي ساعدني أكثر إني انتقلت إلى مدينة آخرى لأجل العلم فغطيت عليهم والتزمت ولله الحمد وأصبحت أبحث عن حيائي وحشمتي وعفتي عن نفسي ..
أم المدعى حبيبي الذي هو ولد عمي فقد قطع العلاقة معي غير أني أصبحت اعترف أنه لا يتم بفارس أحلامي بصله فليس هناك توافق فكري ولا ثقافي و لا ديني وإن كنت أشعر أحيانا بالحنين لأيام الماضي "وأعو الله أن يغنيني بحلاله عن حرامه بطاعته عن معصيته بفضله عمن سواه" ..
لما انتقلت للدراسة عشت عند أهل والدتي " عند جدي وجدتي " وهذا الذي جعلني في مأمن في نظرهم وفروا لي التلفون والجوال الخاص بي ولم يكن هناك أحد يراقبني ولا يحاسبني وأهلي حتى ما كانوا يتصلوا علي أنا اللي اتصل لأنهم مشغلون بغيري .." وطبعاً هذا أقل شيء وأقل حرمان تعرضت له في الغربة "..
إلى أن شعرت بفراغ كبير عاطفي وشعرت أن لاأحد يحبني ولا يهتم بي ،، غير أني توي خارجة من قصة حب لا أعرف ماذا فعلت حتى يعتبرني كأخته بعد أن كنت الحبيبة..
المهم في احدى المرات اتصل علي شاب غلطان على قولته وأنا توي ملتزمة فكان في داخلي اندفاع ورغبة في هداية غيري فأخذت أنصحه لأن اتصالاته تكررت ...
ومره أطلب منه يسمع شريط الشيخ الفلاني ومره أرفع الخط واشغل قرآن و" الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم" إلى أن وقعت وأصبحت أكلم هذا الشاب في النهار والليل أصلي وأقوم الليل وأدعوا الله أن يغفر لي لكن الله لن يغير حال إنسان حتى يتغير الذي في نفسه وأنا مازال في نفسي وقتها أمور لايرضى الله بها ،،
تخيلوا أني كنت أشعر أن أفضل عندي أن أعمل الفاحشة أو أحب خارج إطار الزواج مثلا من أن أتزوج لأن كنت أرى الزواج بس مشاكل ما تنتهي وهم ومافي سعادة ولاراحة وهلم جر من السلبيات التي غرست في داخلي عن الزواج..
وكنت دائماً أتسأل لماذا حرم الله الزنا؟!!
وكنت مازلت لاأشعر بالحياء في داخلي وأن هناك أمر لابد أن أحافظ عليه مثلا السمعة ..
صحيح التزمت وتركت الأغاني وغطيت على الأولاد ولبست عباية فوق الرأس وتركت البنطلونات لكن قيمي و إيمانيات مشوشة لأنها كانت تغذى من التلفزيون فالأب مشغول بالدِش والقنوات وترك المسؤولية على والدتي فكانت تشتغل و شايلة حملنا ودراستنا ومصاريفنا وشغل البيت وهلم جر "والله يعطيهما الصحة والعافية ويغفر لهما يارب "..
( كثير من الناس يحسبوا أن هذه المسلسلات والأفلام لاتؤثر على عقل وتفكير وقيم وأخلاقيات وإيمان أطفالهم ولا يعلموا أن كل ذلك يؤثر في اللاواعي لديهم حتى يصبح أن هذا الأمر عادي وليس جرم أن تحب البنت الشاب أو أن يقيموا علاقة محرمة ..
وإن علموا إما غضوا البصر عن أضراره أو اكتفوا بقول أننا لانستطيع أن نمنعهم وليس باليد حيلة سوى الدعاء لهم بالحفظ والهداية ...
وهذه مشكلتنا في العالم العربي والإسلامي استسلمنا للغزو الفكري من الخارج فلم نقاومهم أو نرفضه بل أكثرنا مستسلم وجميعنا يساعدهم بشكل مباشرة أو غير مباشر..)
المهم استمريت أتكلم مع هذا الشاب تقريباً 6شهور وبس،، شعرت خلالها "بالذل والتناقض" ومرت علي أوقات انتكست فيها لدرجة أني رجعت للبنطلونات وسماع الأغاني وبس وأرجع ثاني أتركها..
تركت هذا الشاب ورجعت إلى الله والحمد الله ومازال وللأسف إلى هذا اليوم بعد أن تعدى أربع سنوات وهو يتصل على تلفوني ولا أرد عليه " وأسأل الله أن يثبتني على الحق والإلتزام " لأني استطعت أن أغير جوالي أم التلفون فأهلي رافضين مع العلم إني كلمت رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يمنعوه وللأسف مازال يتصل ولم أرجع اتصل عليهم لأن وللأسف الشيخ كرهني في ذلك أقوله تائبة يقول الغلط منك ...وهلم جر من التذنيب لدرجة حسيت أن ليس لي توبة أو شيء من هذا القبيل ..
**
الخاتمة ..
وإن كان لقصتي بقية أكتفي بذلك ..
وأعلمكم أني الآن ولله الحمد تغيرت تغير كامل ،، الكل لاحظ ولله الحمد ،، دنينا وأخلاقيا وفكريا الحمد الله وأصبحت أقوى أمام حاجتي في إشباع احتياجاتي العاطفية وجالسة انتظر حلالي وأشعر بلذة الانتظار الحيي والحمد الله ولا أنسى أني مازلت أبحث عن حيائي وعفافي ..
أما والدي ولله الحمد والمنة ترك معصية الزنا بالنظر ورمينا الدش الحمد الله وتغير كثير وصار يعوضنا عن بعده سابقنا بحنيته وعطفه وكلامه الحلو ودعواته الطيبة " ربي يثبته ويخليه لنا ويطول في عمره على طاعته يارب "..
أم العائلة فبعد الحملة التي شنيتها بعدم الاختلاط أتت أكلها وثمارها في المعظم ولله الحمد ووالدتي أيضاً غطت على أعمامي ..
وألخصها لكم في نقاط (لكل ولي أمر ومربي )..
1- أحذروا من الإختلاط كان داخل العائلة أو خارجها..
2- علموا أبنائكم معنى الحياء والعفة والعفاف وعودوهم عليه وأخبرهم بقصص عن ذلك والتاريخ عامر بذلك ..وعمقوا معناه في أنفسهم ..
3- كونوا قدوة صالحة لأبنائكم ..
4- حتى ولو كنتم تشتغلوا وتأتون متعبين من عملهم فلا تنسوا من هم أهم من كسب الرزق .. عيشوهم ببساطة ولا تعيشوهم في
إهمال لحقوقهم وواجباتهم وأعلموا أن الماديات ليس الأهم من التغذية الروحية الدينية و إروائهم عاطفياً ..
5- ربوا أطفالكم واهتموا بنصحهم وإرشادهم نحو الصواب ولا تتركوهم للدنيا تعلمهم أو للمدرسة أو التلفزيون ..
6- أحذروا من التلفزيون أحذروا أحذروا منه فهو السم الملون الذي يدمن عليه الإنسان وينسى نفسه أمامه ويغير قيم كثيرة داخله من دون أن يشعر بذلك لأنه يشتغل على اللاواعي لدينا إلى أن نصبح غير مبالين بما نشاهده ..
( أريد أن أذكر موقف هنا حصل بيني وبين صحبتي الملتزمة،، كلكم يعلم بمسلسل باب الحارة صحبتي كانت في بيت عمها وكانوا يشاهدوا المسلسل فهي عدت أمام التلفزيون بس وشاهدت لقطة لما كانت أحدى الممثلات جالسة على السرير مع ممثل غضت بصرها وكملت طريقها المهم سبحان الله فتحت معاها موضوع عن هذا المسلسل وأخبرتني بغضب في داخلها وحزن على هذه النظرة التي نظرتها وحزن على حال من يشاهد أمثال هذه المسلسل وغيره تتكلم وأنا ساكتة خجلانة من نفسي وأني ما أشعر بالحياء مثلها لدرجة أبكتني على حالي ،، وأعلموا أن صحبتي ماكان عندهم تلفزيون ولما جابوه يغطوا الشاشة بأي شيء حتى لايشاهدوا الشيخ على التلفزيون فقط يسمعوا كلامه..)
7- راقبوا تصرفات أبنائكم لكن من بعيد بعيد ولا تعطهم ثقة عمياء فقط لأنهم كبروا صدقوني هم بحاجة إليكم وإن شابوا وشاخوا..
8- أكبر غلط أن تشاهدوا تصرفات غير معتادة من أبنائكم أو حتى تشكوا ولا تهتموا و تبحثوا عن السبب وليس شرط بالسؤال المباشر لأنه يستطيع أن يكذب أن يحلف كذب لكن عليكم أن تراقبوهم وأن تسألوا من حولهم وجلسوا جلسة صراحة بدون غضب أو محاسبة ..
9- كونوا أصدقائهم تحدثوا معهم ناقشوهم أعلموا بماذا يفكروا به ويشغل بالهم ويصبح همهم أتركوهم يفضفضون لكم ..
10- أروهم بالحنان بالعطف باللمسة الحانية بالكلمة الحلوة الطيبة بالدعم النفسي والمعنوي لا المادي وإن كبروا..
11- لاتكونوا متناقضين في تصرفاتكم و في توجيهاتكم فأبنائكم سوف يمشوا في الطريقين الصواب والخطأ تبعاً لكما ..
12- أعرفوا مع ممن يصاحب أبنائكم ،،وابعدوهم بكل الوسائل السليمة عن الصاحب السوء ولاتتكتفوا بنصحهم فقط لأنهم لايروا ماترون فلن يستجيبوا لكم لكن اقنعوهم وأوجدوا لهم أصحاب صالحين وهكذا ..
**
في النهاية أدعو لوالدي و لوالدتي بالإيمان وربي يطول أعمارهم على طاعته ويفرج همهم ويقضي دينهم ويرزقهم من حيث لايحتسبوا ..
وأعو لي بالثبات والإزدياد في التقوى وأن يرزقني في القريب العاجل بالزوج الصالح الذي يعفني عن الحرام ويعوضني ويرويني بالحب والحنان والإهتمام ويشعرني بالأمان الذي أفقده وأن يرزقني بيت مبني على طاعته وحبه وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ...